قصة تربوية جديدة "طفل تخين اسمه حسين"

[راجيه الرضا]

قصةقصة تربوية جديدة بعنوان تخين.......
اسمه حسين ....
ابني الاكبر....
انا حد طيب جدا وعصبي جدا...
خريجة هندسة ولا اعمل...
تزوجت من اكتر شخص حبيته في الدنيا واكتر شخص احبطني في الدنيا ....??مأمون....زميلي ....
مأمون جاف....كلامه ناشف
انا عاطفية جدا...
لكن دايما يحبطني...
غلبي كله ..طلعته في حسين....
زعيق....
ونرفزة..
هو طفل حواري
بيفهم ويعقل الكلام
كان بيلعب سباحة...
بس مستواه وسط..
فجاة...بدا حسين من تانية ابتدائي يتحول لكارثة
كمية اطباق الارز والمكرونة....رهيبة
حب للجاتوه رهيب...
شكّيت...
عملت له تحاليل
..
كله تمام
بس الشهية اوفر...
انجبت في الوقت ده حنين...
مأمون برضه متباعد وجاف واعصابي بايظة....
ودايما بانفجر في حسين. ..
حسين هادي مش عصبي
بس بيحب الاكل ..
اللب والتسالي ..ماشي..
والجانوه ماشي
والارز ماشي
ياكل وهو مش جعان...
انا قصرت ف الرياضة مع الولادة....
لكن وزنه بقي فوق التصور
وهو ولد مؤدب وشاطر جدا..
بس التريقة شغالة ...عليه كل ما بيكبر من اهلي ومن زمايله??
بقيت باهزئه
بياكل من ورايا او يصحي بالليل ياكل ..
اتخانقت مع باباه
وداه لدكتور تغذية لكن الرجيم متعملش..
بقيت بامنع الحلويات والتسالي
يقوم باكل اي حاجة
بواقي قمر الدين ...قراصيا فايضة من رمضان....
ينزل يجيب كيس شيبسي...
يتسلي باكل لبن نيدو..بودرة..??او سكر حتي بالمعلقة
حاولت انصحه مفيش فايدة...
قال لي انا تخين...ومفيش فايدة...
باباه بيقول له يا بروطة...ويا عجل .. هو ده اللي قدر عليه.. وحسين بعيط...
اقوله...خلي عندك ارادة....مفيش فايدة
وديته جيم ....الرياضة فتحت نفسه اكتر. .
اعمل ايه.
انا محبطة من جوازي وتعبي مع ولادي ..
وزعلانة علي حسين....
في يوم قررت اخده لدكتور نفساني لما لقيته....بيأكل...بطريقة غريبة جدا...امام اصحابي كانه جاي من مجاعة.....
دكتور محترم...
سألني عن طريقة معاملتي لحسين...
استنتج ان حسين....طفل حواري...
بيحب النقاش وعبقري....
بس مكتئب جدا..
محدش بيحترمه
مش لاقي نفسه في اي شئ غير الاكل
قاطعت الدكتور بفذلكة ازاي يا دكتور انا كنت باوديه سباحة وجيم وهو متفوق
قاطعني الدكتور قائلا ابنك معندوش تي اهداف في حياته غير الاكل وفكرته عن نفسه سيئة جدا
ابتلعت رمقي وارتبكت (انا باقوله كلام كويس خليك عندك ارادة ..خليك ....محترم)
قال لي في هدوء (كلمة خليك بالنسبة للعقل الباطن =انت مش كده...
يعني خلي عندك ارادة..=انت معندكش!!!)
اندهشت...لكن بصراحة حسيت انه فاهم
قال لي...استبدليها بجملة خبرية=انت عندك ارادة..انت حد عظيم..
الطفل لازم يحس بحب وتقدير اللي حواليه عشان يبقي عنده انجاز...
الحب والعطاء المناسب هما اللي بيخلوا الطفل عنده انجاز...
مع الحب والعطاء ميول الطفل بترتقي ...
ومع العنف والعصبية.....)
اسرعت اقول (انا مبضربوش. .والله)
قال لي (بس عصبية وبتهزئي.....
مع العصبية ميول الانسان بتنحط نحو الاكل والشرب.. والانحرافات المختلفة)
تمتمت (اعمل ايه. ..عاوزة اساعده)
قال (1 منع العصبية عليه والتوقف عن التعليق عن قصة الاكل
حتي لو اكل اكتر.. شوية وهيبطل
2 هنخصص نص ساعة حوار محترم معاه في اهتماماته من غير بستفة ولا نقد
3 هنمدحه...بجملة في اليوم منمدحش كتير عشان ميحسش بالمبالغة...
4 اتمشي معاه في النادي كأم عادي....من غير اجبار ع رياضة..)وترجعي لي بعد شهر
حسين رجع من عند الدكتور مصر يطلب برجر..
طلبت له ..
لكن ما حدث كان عجيبا
نفذت كلام الدكتور
وزن حسين ثبت !!!مع انه في ازدياد من فترة دوما...
خير يارب
حسين.. بيدردش معايا
بطلت اتعصب
ولا اهزئه.
وباتمشي معاه عادي واسيب اخته مع مامتي..
وبامدحه...
حسين نور وهو اصلا أمور .. ...
بس....
مخسش
علاقتي بيه احسن...
فضفض لي بحجات كتير مضايقاه.
لسة بياكل بس الشراهة اقل
رجعنا للدكتور...
بدا النقاش مع حسين....
في الحجات اللي مضايقاه
مش في قصة التخن.
حسين زعلان اوي من باباه ومني ومن اصحابه
بس هو اهدي تجاهي...
اتكلم مع الدكتور..
الطفل الحواري بيحب الفضفضة...
الدكتور سمعه باهتمام وقال له انا مقدرك.....
واساه
ومغلطوووش...
حسين بدأ يهدأ اكتر...
بطل يتسلي علي الاكل...
بس هو اللي فتح نقطة التخن مع الدكتور....(انا تخين)
الدكتور قال له....(يعني وزنك زايد.......عارف يعني ايه يا حسين؟ ؟ ؟)
حسين اهتم..
الدكتور قال له (يعني بتاخد دهون اكتر من احتياج جسمك بيتخزن عندك....ويزيد الوزن)
حسين قال له بتعاسة (الاكل بيريحني....)
الدكتور قال له ببساطة... (لو انا عطشان وشربت كولا هتروي عطشي؟ ؟ ؟)
حسين قال (طبببعا)
الدكتور قال (بس الماية افيد ...ومش بتخن وبتروي العطش ليه اشرب كولا)
حسين قال (لان طعمها تحفة )
الدكتور قال له بابتسامة (فعلا انا معاك....
بص...)
الدكتور فتح تلاجته الصغيرة....
ف مكتبه...
فيها زجاجة كولا صغيرة بها ما يملأ نصفها....
الدكتور قال (انا باشرب في الازازة دي بقالي اسبوع)
حسين قال بتفاخر ده انا اشربها في ثانية. ...
الدكتور قال (وانا كمان....اقدر بس ليه اعمل كده ؟ ؟)
حسين قال ما انا قلتلك طعمها حلو
الدكتور قال... (طيب ما هو.....الطعم الحلو والشكل الحلو ...والرائحة الحلوة....في اصناف كتير .. )
حسين قال ماشي ما انا بحبهم كلهم
الدكتور قال. (عشان الطعم ولا اللون ولا الريحة؟ ؟)
حسين قال (كله)
الدكتور قال له.... (ده اسمه المظهر يا حسين اللون والشكل والريحة مظهر....تعالي كده....انا وانت......نبص علي حاجة....)
حسين اهتم جدا
الدكتور وراه صورة شاب انيق وسيم...
ووراه شاب بسيط الملبس
مين احلي؟ ؟ ؟
حسين قال (طبعا الشيك...)
الدكتور قال (ده...لص معروف..وتم القبض عليه...والاخر شاب محترم جدا وبيصلي...)
حسين اندهش!!!في اللقاء التالي كان اليوم جمعة. قابل حسين خصيصا
الدكتور قال..(تعالي معايا)
دخلوا المطبخ في العيادة....
اتفاجى حسين ان الدكتور جيب لحمة مفرومة سيئة الرائحة جدا....واخري عادية
حسين شمهم واتضايق جدا من الفاسدة ..
الدكتور حط قدامه خل عليها وملح وتوابل...
اتغيرت تماما ...وبعدين عملها برجر.....واتقلي قدام حسين..وعمل التانية بلا توابل ..الفرق كان رهيب...طبعا الفاسدة بقت احلي مليون مرة !!!
حسين كان منبهر
بدأ يفهم....
حسين دلوقتي بيهتم اوي بالمكونات والجودة
بيمشي.في النادي.. .بيفضفض ويتكلم عن اللي مضايقه..
واتعلم اكلات تحفة ....مش مؤذية صحيا.
انا لما كسبت حسين كسبت موسوعة..
الطفل الحواري بلاش نخسره....اخراج شخنات الغضب في الابناء خسارة رهيبة...الابن عملك المستمر
#ايناس_و_الاطفال