قصة تربوية جديدة "أنا وأمي ..برتني فبررتها "

[راجيه الرضا]

قصة تربوية جديدة
تعلم الكثير من معاني التربية...وتناقش الانفصال
اسمي حنان

هل كنتُ يوما صغيرة؟؟
اشعر اني وُلِدتُ كبيرة......
انفصلت امي عن ابي وهي حامل بي
لانه خانها...مع اخري واتضح انه كذب عليها في امور كثيرة تخص حياته....هي ليست اولي زوجاته...طلق قبلها ثلاثة.....لا يصلي....ليس لديه عمل من الاخر غشها???
المهم ..امي عادت الي بيت تيتة.....
وبمجرد ولادتي عادت الي عملها
سكرتارية بشركة كبيرة جدا
كان راتبها كبير ا...لكن كانت مواعيد عملها من 8 ص الي 8 م
امي من عائلة عريقة اسما
لكن لا تملك الكثير
وحتي اتعلم
واعيش
في ظل عدم انفاق ابي
كان عليها ان تعمل...وتعمل.....
كنتُ اراها منذ طفولتي
تعود مرهقة جدا...تغالب نفسها بعد مشورا العودة من العمل في المهندسين الي مصر الجديدة. ..وتبتسم لي ...وتحتضنني حاملة قطعة من الحلوي او فاكهة احبها.....وتقول سامحيني
وانا صغيرة لم اكن استوعب علام اسامحها
ثم لما كبرت فهمت انها تعتذر عن عملها الطويل
تتوضأ وتصلي العشاء قبل ان يستبد بها التعب
تحملني
وتجلس معي
اتحدث وتتحدث...
نشرب كوبا من اللبن
تجهز العشاء لي ولها ولتيتة رفيقة حياتنا.....
لكن ...
تيتة عصبية جدا...
لاحظت امي عصبية تيتة عليّ رغم حبها لي
ادخلتني حضانة مميزة من سن 3 سنوات الي سن 5 سنوات
تيتة تعود بي من الحضانة....
كنتُ افتقد امي
لانها لا تصيح مثل تيتة....
ثم التحقتُ بالمدرسة....
افضل مدرسة بنات اسلامية في مصر الجديدة
امي اخذت اجازة من عملها...
واصطحبتني
قالت لي(انا عارفة انك هتشرفيني وهتبقي احسن بنت)
ابتسمت...احب كلامها المؤثر
امي دوما تعتذر لي عن تأخرها بالعمل
لكن تيتة لم تعد قادرة علي رعايتي
قللت امي ساعات عملها الي ان تعود معي وقت الدراسة وترتب علي ذلك قلة راتبها ايضا...لكن شفع لها عند رؤساها التزامها وسنوات العمل معهم وتيتة تساعدها بما تستطيع
فرحت وهي تعود معي...
تاخذني بالحضن
كأني هدية كبيرة...وجهها فرح بي
سألتها مرات..وانا ف كج...1 وكج 2
اين ابي؟؟؟
كان يبدو عليها الحزن
اليس لي اب؟؟
احتضنتني
قالت في رفق (ليكي طبعا بس هو عايش في بيت تاني)
تضايقت جدا وسألتها (ليه)
قالت بلا تهرب (انا وبابا كنا في بيت واحد....وبعد كده كل واحد راح بيت ....ده ممكن يحصل احيانا....)
سكتُ وفي قلبي اسئلة
امي تذاكر معي بهدوء
وتستوعبني
وتراعي تيتة التي تدهورت صحيا
انا متفوقة جدا دراسيا
وامي فرحة جدا
اصلي مثلها
في يوم وجدت لها صورة مع بابا بفستان الفرح
سالت (ده بابا؟؟؟)
تيتة قالت بعصبية (منه لله)
ماما اخذتني وقالت لي (بابا ..وانا كنا مختلفين في حجات كتير )
قاطعتها (زي ايه؟؟؟)
ارتبكت...
ثم قالت (رأينا مش زي بعض ف حاجة يا حنان....كل منتكلم منتفقش كل واحد يقول رأي....كانت حياتنا صعبة ....)
استمعت بتركيز
فجأة سألتها (طيب ليه مش بيسأل عليّ)
قالت (تيجي نتصل ونعرف؟؟مش يمكن عنده ظروف؟)
كانت حريصة علي عدم الاساءة له
....
استخارت ربها
ثم اتصلتُ انا به...
احببت صوته وهو يقول (الو)
قلتُ(انا حنان يا بابا )
صمت .....صمت....
ثم تغير صوته الي صوت لطيف (حنان ..؟؟؟)
فرحت جدا (ايوة حنان)
من هذا اليوم ظهر بابا في حياتي
اتصل به
كلما كبرت
التمست العذر لماما
بابا شخصية وهمية...في يوم معه 10 الاف وفي يوم بلا نقود...حياته غير مرتبة....عاطفي جدا ومتقلب جدا ..
فوجئ باني احفظ القرآن
واصلي
ومتفوقة
عيناه التمعت فيها دموع
كأنه لايصدق
اصبح يراني ويخرج معي
احيانا يمنحني نقودا انا لي انا او يشتري لي ملابس ماركات انا وليس ماما
اعطيها لها ان كانت نقودا
بابا غير مستوعب ان عليه ان ينفق عليّ!!!!
فاكر الموضوع ده اوبشن !!!!
لكني احببته
ليس لديه زوجة الان...
ماما تقدم لها الكثيرون
ترفض باستمرار
من اجلي
تيتة تلومها
لكن ماما صامدة
رغم اني احيانا كنتُ اراها تبكي وحدها وتمسح دموعها سريعا ان رأتني....
تيتة ماتت امامي
في يوم دخلت لاوقظها لم تصحُ......
تيتة هززتها...
تيتة....
كان شيئا عصيبا مرعبا
كنتُ في تالتة ابتدائي
ماما كانت بعملها وانا غائبة كان فيه رحلة ولم اشترك بها
اتصلت بها
وب بابا....
اخذتُ اصلي حتي جاءا....
اخذني بابا في حضنه
وماما....ارتبكت ....ولا انساها وهي تحتضن تيتة في صمت حزين تتمتم.. امي......امي......
تيتة رفيقتنا اختفت...
افتقدتها...
كل المراسم تمت امامي....
بالمنزل
بابا لازمنا
بكيت علي تيتة لكن ماما ناقشتني (اعند الله افضل ام هنا ؟)
قلت (لكنك بكيتِ)
قالت (ابكي افتقادها..ولكن ...ما عند الله خير )
احتضنتني....
سفرة الغداء نقصت تيتة....
كما كانت دوما تنقص بابا...
فجاة بدأ بابا يساعد ماما في المصاريف
بلا مقدمات....ماما لم تندهش ....
والحقيقة هي ان تيتة الله يرحمها كانت تساعد ماما بمعاشها ....ولما انقطع دعت ماما ربها.....ان يعوضها ويعينها....
انصح بابا بالصلاة...
لا اعاني اي مرارات
رغم...اني وماما وحيدتان
انا متفوقة جدا...
عرفت ان هذا الانفصال اسمه الطلاق...
لم احبه هذا الطلاق ولم اكرهه....
بابا حاول العودة لماما
وانا في ستة ابتدائي

لكن ماما اخذت رأيي قلت لها بلاش بابا متغيرش
حياته مش هتعجبك..
ازور بابا اكثر من الاول
حياته بوهيمية حياة ملخبطة غير مقترنة بمواعيد. ..
اشفق عليه
وهو لايدري هل في ثلاجته اكل ام لا...يراني اصلي يقول لي ادعي لي يا بت يا حنونة....
ادعو لتيتة في الصلاة كما علمتني ماما...
يسألني الزميلات عن بابا ....

اقول انه وماما منفصلان
يندهش كل من يسألني
وكأنما غريب ان تكون بنت متفوقة مثلي وابوها وامها منفصلان !!مجتمع غريب
ارتديت الحجاب في الاعدادي
امي مرهقة جدا من عملها
ولا تستطيع تركه من اجلي
كنتُ اتمني ان تستريح
عمرها في حياتها ما قالت لي انا بأتعب عشانك او انا عملت وسويت...
عمرها....بمعني الكلمة
افعالها كانت تتحدث
وكانت افعالي ايضا تتحدث
اشفق عليها اساعدها
بينما تشكو امهات صديقاتي من المراهقة وتطاول البنات
والد احدي صديقاتي
عمو اشرف
يلاحق ماما
يتصل ويسأل
يعرض الزواج
ماما لا تزال رائعة الجمال
وعمواشرف ميسور الحال جدا
لكن ماما لم تحب الارتباط به لانه انسان غير ملتزم...لا يراعي زوجته ولا ابنتيه ويريد الزواج منها هي !!!
ماما تهربت
رغم اني كنت أعرف انها تعبت
احتضنتها
في يوم قلت لها وانا بالاعدادية (هاجيب لك عربيةجديدة وطقم دهب ان شاء الله اما اشتغل)
???
فرحت وابتسمت
لم تسخر من طموحات طفلة بالاعدادية ...
بل غمغمت بثقة(انا متاكده من ده ان شاء الله بس دعاؤك ليا اهم)
اراها
تذوي من العمل
والتعب والوحدة
بغير رفيق حياة
الثانوية العامة كانت ماما قد اصبحت سائقة خاصة لي توصلني من هنا الي هنا بلاتضجر ولا عصبية وتفطر بالسيارة ان كانت صائمة...
وعرض عليها احد مدرسيني الزواج واعتذرت
حققتُ مجموعا عاليا جدا وكنتُ التاسعة علي الجمهورية ????ماما لم ترفع رأسها من سجدة الشكر لله ربها الرحيم الا بعد ...مدة طويلة جدا..حتي خشيتُ عليها ..ان تكون فقدت الوعي...
لكني فاجأتها اريد دراسة كمبيوتر اكره كليات القمة كلها....?
وافقت لكن قالت استخيري...
كم كانت متفتحة....
طيلة دراستي البرمجيات انا الاولي...
وابتكر واراسل ميكروسوفت...
امتحان ميكروسوفت ...امتحان دولي
اجتزته كنتُ الاولي...
اعمل في مجال احبه....
وراتبي فوق التصور لمن في سني...
شعرت انها مكافأة الله لها وليس لي...??
عدتُ اليها براتبي الاول .....
احتضنتها...
اقعدي من الشغل بقه .....
انت بتشتغلي من اول ما ولدتيني...
دموعنا اختلطت بفرحتنا ....
لم اقبل منها غير ان تستريح ..
وعندما مالت عواطفي نحو تامر زميلي.اخبرتها..
رفض اقامتها معنا في نقاشي معه..وطلب ان تكون بشقة قريبة مننا...
فرفضته لن اترك امي وانا غير نادمة ولم اخبرها بالسبب انه لم يأتِ...
لن تقيم الا معي
لن اتركها
هي فرحة الان
متفرغة لحفظ القرآن والصلاة وتقوم من النوم براحتها وليس 6 ص كطيلة عمرها بل تصلي الفجر وتنام..ثم تصحُ تمارس حياتها..
الي الان لم ارتبط....
لكني لستُ قلقة اطلاقا
تامر تزوج
لكن...
انا واثقة ان الله سيمن عليّ وعليها بابن بار بها...
تقول لي بفرحة (انتِ بارّة بي اوي يا حنان )???ابتسم (وانتِ كنتِ بارة بي اوي يا ماما ).
رب ارحمهما كما ربياني صغيرا....
#رصيدك عند ابنك اهم من رصيدك في البنك
#اللهم ارح قلب كل مطلقة اتعبتها الوحدة..وقر عينها بنجاح وفلاح ابنائها .
#لا تمن علي ابنائك بتضحياتك