معلومات راجيه الرضا
- إنضم
- 18 فبراير 2017
- المشاركات
- 14,542
- مستوى التفاعل
- 9,665
- النقاط
- 113
قصة الاسبوع ...الحزن الصامت
بريد الجمعة يكتبه: أحمد البرى
الحزن الصامت
أكتب إليك حكايتى بعد أن بلغ بى اليأس مداه ووجدتنى محاصرة بمتاعب نفسية ومشكلات أسرية تنوء بحملها الجبال، وكلى أمل فى أن أجد لديك حلا يخفف عنى بعض ما ألمّ بى من مآس، فأنا سيدة جامعية فى سن الثالثة والثلاثين، والابنة الكبرى لمهندس تجاوز الستين بأعوام قليلة وكان قد فضل الخروج إلى المعاش المبكر فى سن الخمسين لكى يكرس وقته لتربيتنا والسهر على راحتنا، وأم وربة منزل اختارت الاستقالة من عملها، والتفرغ لرعاية شئون بيتها، ولى شقيقة تصغرنى بتسع سنوات وهى الآن فى السنة النهائية بإحدى كليات القمة، ولنا أخت بـ«الكفالة» رأى أبى أن يربيها معنا، أملا فى أن ينال رضا الله سبحانه وتعالى بإعالته ثلاث بنات ويفوز بالجنة فى الآخرة وتوفى لى شقيقان وهما فى سن صغيرة وصارا ذخراً لوالديهما.. هذه هى أسرتى التى نشأت وتربيت فيها على الفضيلة ومضت حياتنا هادئة وجميلة ثم تخرجت فى كليتى وطلب يدى شاب يعمل إماماً وخطيباً بوزارة الأوقاف فاستشارنى أبى فى أمره بعد أن أثنى عليه من باب الحديث النبوى الشريف.. «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه»، ولم يتوقف عند مستوى أسرته الاجتماعى فوافقت عليه وعندئذ قال أبى له إنه يتعشم فيه أن يكون ابنا له عوضا عن ابنيه الراحلين ولم تمض شهور معدودة حتى تم زفافى إليه، ولم يطل بى الوقت معه، إذ سرعان ما كشر عن أنيابه وأظهر ما كان يخفيه من طباع غليظة وأسلوب حياة لا يطاق، وطلقنى وأنا حامل فى ابنتى وقبل أن أكمل سن الخامسة والعشرين.
ولم أحصل على شىء سوى ما اشتراه أبى فى جهازى فقط ولم يعطنى نفقة لابنته التى تكفل بها أبى. وتقدم لى كثيرون من المطلقين بعضهم معه أولاد فى كنفه وآخرون يعيش أبناؤهم فى حضانة أمهاتهم، ولم أرتح لأى منهم أو أشعر بأنه سيعامل ابنتى مثل بناته أو يعوضها عن حرمانها من أبيها الذى لم يطبق على نفسه ما يعظ به الآخرين.
ووجدت سلواى فى أحد المراكز الخيرية فعملت به لمساعدة الأرامل والمحتاجين واستمددت منه الصبر على حالى التى هى أفضل بكثير من حال كثيرات واجهن نفس ظروفي، فأنا أحمل شهادة جامعية، وأحيا فى كنف أبى وأمى اللذين يغمراننى بالحب، ولم يكلا أو يملا من تربية ابنتى وشجعانى على الزواج وتركها فى رعايتهما..
الحزن الصامت
أكتب إليك حكايتى بعد أن بلغ بى اليأس مداه ووجدتنى محاصرة بمتاعب نفسية ومشكلات أسرية تنوء بحملها الجبال، وكلى أمل فى أن أجد لديك حلا يخفف عنى بعض ما ألمّ بى من مآس، فأنا سيدة جامعية فى سن الثالثة والثلاثين، والابنة الكبرى لمهندس تجاوز الستين بأعوام قليلة وكان قد فضل الخروج إلى المعاش المبكر فى سن الخمسين لكى يكرس وقته لتربيتنا والسهر على راحتنا، وأم وربة منزل اختارت الاستقالة من عملها، والتفرغ لرعاية شئون بيتها، ولى شقيقة تصغرنى بتسع سنوات وهى الآن فى السنة النهائية بإحدى كليات القمة، ولنا أخت بـ«الكفالة» رأى أبى أن يربيها معنا، أملا فى أن ينال رضا الله سبحانه وتعالى بإعالته ثلاث بنات ويفوز بالجنة فى الآخرة وتوفى لى شقيقان وهما فى سن صغيرة وصارا ذخراً لوالديهما.. هذه هى أسرتى التى نشأت وتربيت فيها على الفضيلة ومضت حياتنا هادئة وجميلة ثم تخرجت فى كليتى وطلب يدى شاب يعمل إماماً وخطيباً بوزارة الأوقاف فاستشارنى أبى فى أمره بعد أن أثنى عليه من باب الحديث النبوى الشريف.. «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه»، ولم يتوقف عند مستوى أسرته الاجتماعى فوافقت عليه وعندئذ قال أبى له إنه يتعشم فيه أن يكون ابنا له عوضا عن ابنيه الراحلين ولم تمض شهور معدودة حتى تم زفافى إليه، ولم يطل بى الوقت معه، إذ سرعان ما كشر عن أنيابه وأظهر ما كان يخفيه من طباع غليظة وأسلوب حياة لا يطاق، وطلقنى وأنا حامل فى ابنتى وقبل أن أكمل سن الخامسة والعشرين.
ولم أحصل على شىء سوى ما اشتراه أبى فى جهازى فقط ولم يعطنى نفقة لابنته التى تكفل بها أبى. وتقدم لى كثيرون من المطلقين بعضهم معه أولاد فى كنفه وآخرون يعيش أبناؤهم فى حضانة أمهاتهم، ولم أرتح لأى منهم أو أشعر بأنه سيعامل ابنتى مثل بناته أو يعوضها عن حرمانها من أبيها الذى لم يطبق على نفسه ما يعظ به الآخرين.
ووجدت سلواى فى أحد المراكز الخيرية فعملت به لمساعدة الأرامل والمحتاجين واستمددت منه الصبر على حالى التى هى أفضل بكثير من حال كثيرات واجهن نفس ظروفي، فأنا أحمل شهادة جامعية، وأحيا فى كنف أبى وأمى اللذين يغمراننى بالحب، ولم يكلا أو يملا من تربية ابنتى وشجعانى على الزواج وتركها فى رعايتهما..
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : قصة الاسبوع ...الحزن الصامت
|
المصدر : القصص والروايات الواقعية