قصة الإسبوع "بيت العائلة"

احصائياتى
الردود
0
المشاهدات
396

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,541
مستوى التفاعل
9,665
النقاط
113
قصة الإسبوع "بيت العائلة"
بريد الجمعة يكتبه: أحمد البرى
بيت العائلة
أنا ممرضة عمرى واحد وستون عاما، وتخصصت فى «النساء والتوليد»، وأصبحت رئيسة تمريض، وتبدأ حكايتى منذ صغرى، حيث إننى أكبر أخوتى بعد وفاة شقيقنا الأكبر وهو فى السنة الثانية بكلية الطب، وكنت وقتها فى الصف الرابع الابتدائى، وقد أصيبت أمى بأكثر من مرض إثر رحيله، وصرت مسئولة عن أخوتى «أربع بنات وولد»، وكنت أرفض أى عريس يتقدم لى، وكان أبى حزينا من أجلى، وقد طلبت منه أن يتزوج بأخرى فرفض، وسافرت إلى الخارج لمساعدته فى أعباء المعيشة، وبعد عام عدت إلى مصر، وجاءنى عريسان فى وقت واحد، وأصر على أن أختار بينهما، وكان أحدهما غنيا، ويعمل مهندسا، والثانى يعيش فى قريتنا، وطلبت منه يختار لى فقال: «ابن البلد أحسن، فهو إنسان طيب ونحن نعرفه»، فوافقت عليه.
وبعد عقد القران اكتشفت أنه بخيل جدا، وتزوجنى طمعا فى «مالى» لأننى أعمل بالخارج، وحتى فستان الفرح، اشتريته لنفسى، كما اشتريت له بدلة الفرح، وعندما طلبت منه أن نسكن فى القاهرة رفض، وقال إننا سنعيش فى بيته بالقرية، ووجدتنى فى بيت من الطوب اللبن، ولما سألته: لماذا تزوجتنى؟، قال: «علشان انتى مسافرة ومعاكى فلوس»، وأحسست بخنجر فى قلبى!، وتحاملت على نفسى وعشت معه على الحلوة والمرة، وحملت أكثر من مرة، ولكن لم يكتمل الحمل، وكرسّت حياتى لخدمة عائلة تضم أمه رحمة الله عليها، وشقيقيه، وأخته المتزوجة فى قرية قريبة منا، وكانت تغضب كثيرا وتأتى إلينا، ورزقنى الله بولد ثم بنت توفيت فى سن شهرين، وكلما حلّ الشتاء يسقط المطر من السقف لدرجة أننى كنت أفرش الدولاب لكى ينام فيه الولد، وكلما مرض، وأطلب منه زيارة الطبيب، يرفض بحجة أنه ليس معه نقود، وتعبت من كثرة طلباته، وفكرت فى بناء بيت مستقل لنا بعيدا عن بيت عائلته، وسافرت من جديد وتركت ابنى، وحررت لأبى توكيلا، وليس لزوجى لأن أخوته يأخذون ما بحوزته من مال، وحرصت على إرسال مبلغ شهرى لمصاريف زوجى وابنى، لكنه كان يصرفه على أخوته لدرجة أن بنات عمه حذرننى من ذلك، ولم أعر ذلك اهتماما، وفوجئت بأن أبى أعطى زوجى ما أرسلته، وتم بناء البيت، وقد كتبه باسم ابنى وهو الواصى عليه!

وبعد عودتى من الخارج، طلبتنى الجهة التى كنت أعمل بها لتجديد عقدى، ولكن أبى رفض سفرى، فاستقررت فى مصر، وحملت من جديد، فقال لى أبى: «البيت مكتوب باسم الولد الأول، وانتى حامل، ومتعرفيش الزمن مخبى إيه.. لازم العقد يتغير»، وفعلا غيّرنا العقد، واختفى زوجى، حيث كان يريد كتابة البيت باسمه، وبتدخل أبى كتبنا العقد مناصفة بينى وبينه، ولا أنسى قوله لى: «خليكى أصيلة يا بنتى»!، ورزقنى الله ببنت جميلة، وتمنيت أن تستقر حياتنا، لكن أخوته أفسدوا حياتنا، وتزوج أخوتى، وتوفى أبى الله يرحمه، ثم رحل زوج أختى الوسطى، ومعها ثلاث بنات وولد، وكلهم صغار، وأصبحت مسئولة عنهم.. أما ابنى فقد حصل على شهادته الجامعية، وخطب ابنة أختى وكانت طالبة بالجامعة، واحتفلنا بزفافهما، وبعد أقل من عام لحقت أختى بزوجها، وصرت مسئولة عن أبنائها، وكانت ابنتها الكبرى فى السنة الرابعة بكلية التجارة، والثانية زوجة ابنى بالطب، والصغيرة بالصف الأول الإعدادى، وولد بالصف الثالث الابتدائى.. وقد خيّرهم شقيقى الذى يلينى فى الترتيب بين أن يعيشوا مع أى منا، فاختارونى، وبيتى مكون من أربعة أدوار، ويسكن ابنى فى الثالث، وأنا وزوجى فى الثانى، والدور الأول خالٍ، فأحضرت أثاثهم وفرشته لهم، وأخذتهم ليعيشوا معى فى شقتى، وإذا بزوجى يطلب منهم الإقامة فى الشقة الخالية، ثم طلب منهم مبلغا كإيجار للشقة!
لم أتحمّل طلبه، وتشاجرت معه، وطلبت منه الطلاق لأنى تحملت منه الكثير، وهو أكبر منى بأربعة عشر عاما، ولم يستجب لطلبى، وأحضر العقد، وبعد تدخل الكثيرين تراجع عن طلبه، لكن الحالة العامة فى البيت ظلت مضطربة، ومازلت أجاهد حتى أكمل رسالتى معهم، وكم أتمنى أن يظل منزلى هو «بيت العائلة»، وأن أؤدى رسالتى تجاه أبناء أختى على أكمل وجه، وأرجو أن توجه رسالة إلى زوجى لكى يدرك أنه يهدم ما صنعته على مر السنين بتصرف أحمق، ولا يليق بنا.

>
 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه