قصة أخرى من قصص الوفاء

[راجيه الرضا]

لي صديق ابتلى الله عز وجل زوجته بمرضٍ نادر ، كان قد تزوجها حديثًا حيث جاءها ذلك المرض بعد عام واحد فقط من الزواج ..

واجه ضغوطًا شديدة في محيط أهله ومعارفه خاصة أنها لم تعد قادرة على الإنجاب، لكنه تحمل وقرر ألا يتركها .. زوجته أيضًا حاولت ألا تكون ثقيلة عليه بمرضها فطلبت منه الطلاق تخفيفًا عنه لكنه رفض وبشدة ..

أشهد أنه لم يقصر في خدمتها وتلبية كل طلباتها والسعي لعلاجها في أفضل الأماكن خاصة أنه ميسور الحال فلم يبخل عليها، وكان يقسم وقته بكل دقة بين عمله ورعاية زوجته خاصة أنها تعيش معه في الخارج بمفردها دون أهلها ..

توفيت زوجته منذ مدة وحزن عليها حزنًا شديدًا، وسألني حينها عن عمل يقوم به ينفعها بعد موتها، فقلت له صدقة جارية؛ فتبرع عنها بحفر بئرٍ في إحدى الدول الإفريقية …

قبل أيام كان يبحث في بعض أوراق زوجته التي كان يحتفظ بها منذ وفاتها، فوجد ورقة تفيد بأن زوجته قد تبرعت قبل سنة ونصف بحفر بئر ماء في إحدى الدول الإفريقية كصدقةٍ جاريةٍ عن أمه (حماتها) بعد موتها، ولم تخبره بذلك وتركت له الورقة مع رسالة لتدخل عليه السرور بعد موتها.

أسأل الله عز وجل أن يرحم الأم والزوجة رحمة واسعة، وأن يجزي الزوج خيرًا، وأن تكون لنا في مثل هذه النماذج المعاصرة قدوة عملية لنفهم أن الجزاء من جنس العمل، وأن الخير موجود، وأن الصورة ليست بذلك السواد الذي تبدو عليه.

#محمد_إسماعيل