معلومات ريحانة الجزائر
- إنضم
- 23 سبتمبر 2014
- المشاركات
- 3,355
- مستوى التفاعل
- 29
- النقاط
- 0
قال تعالى "وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ ...."
شكر الله سبحانه و تعالى
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه اجمعين
و من تبعهم باحسان الى يوم الدين أما بعد........
أخواتي في الله اليوم أحدثكن عن عبادة عظيمة فالكثيرات منا غافلات عنها ألا و هي شكر الله، نعم انها من العبادات العظيمة التي ينعم الناس بثمارها في العاجل و الآجل.
من لوازم الإيمان الشكر والعرفان ، والله سبحانه وتعالى سخر لنا هذا الكون تسخير تعريف وتكريم ، تعريف بأسمائه الحسنى ، وصفاته الفضلى ، وتكريم هذا الإنسان :
" وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً "سورة الإسراء: 70.
مادام هذا الكون قد سخره الله لنا كي نتعرف إليه من خلاله ، فينبغي أن نؤمن به واحداً ، وكاملاً ، وخالقاً ، ومسيراً ، وأن نؤمن بأسمائه الحسنى وصفاته الفضلى ، وما دام قد سخر هذا الكون لنا تسخير تكريم ينبغي أن نشكر ، فالإنسان حينما يؤمن وحينما يشكر يكون قد حقق الهدف من وجوده ، يؤكد هذا أن الله سبحانه وتعالى يقول :
" مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً " سورة النساء: 147.
أي نحن حينما نؤمن ، وحينما نشكر ، تتوقف عنا كل معالجة ، لأننا حققنا الهدف من وجودنا ، لذلك الإيمان كما قال عليه الصلاة والسلام :( الإيمان نصفان نصفٌ صبرٌ ونصفٌ شكرٌ ) البيهقي في شعب الإيمان عن أنس.
أهل الشكر:
لقد أمر الله أن نشكره ، ونهى عن أن نكفره ، وأثنى على الشاكرين ، ووصف فيه خواص المتقين ، وجعله غاية خلقه وأمره ، فالشكر غاية، ووعد أهله بأحسن الجزاء ، وجعله سبباً لمزيد من العطاء ، وحارساً وحافظاً لنعمته ، وأخبر أن أهله هم الذين ينتفعون بآياته ، واشتق له اسماً من أسمائه ، فإنه سبحانه هو الشكور ، والشكر ثمن الجنة ، وأهله قليلون جداً .
قال تعالى:"وقليل من عبادي الشكور"سورة سبأ13.
قال تعالى :
" وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ "سورة البقرة: 172.
" وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ "سورة البقرة: 152.
" إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ " سورة النحل: 120 ـ 121.
" إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا "سورة الإسراء: 3.
" وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ "
سورة النحل78.
" وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ "سورة العنكبوت: 17.
سورة النحل78.
" وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ "سورة العنكبوت: 17.
-وعد الله عز وجل الذي يشكر أن يزيد من عطائه.
"وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ "سورة إبراهيم: 7.
مستويات الشكر:
أختي في الله الشكر له مستويات ثلاث :
*-*أول مستوى : أن تعرفي النعمة ، لأن معرفة النعمة أحد أنواع الشكر ، هناك نعم كثيرة جداً مألوفة ، لكن هذه الألفة لهذه النعم ينبغي ألا تجعلك تنسيها .
( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا ، وَسَقَانَا ، وَكَفَانَا ، وَآوَانَا ، فَكَمْ مِمَّنْ لَا كَافِيَ لَهُ وَلَا مُؤْوِيَ )مسلم عَنْ أَنَسٍ.
*-*المستوى الأعلى : أن يمتلئ القلب امتناناً لله عز وجل ، دون أن تشعر تلهج بحمد الله ، يا رب لك الحمد .
*-*المستوى الأعلى والأعلى : أن تقابلي هذه النعم بعمل صالح ، بخدمة عباده .
يؤكد هذا المعنى قوله تعالى :" اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا "سورة سبأ 13.
الشكر الحقيقي هو ما ترجم إلى عمل .
على الإنسان أن يشكر الله الشكر الذي يليق بنعمه :
أختيه، يقول الله عز وجل في حديث قدسي :(( أهل ذكري أهل مودتي ، أهل شكري أهل زيادتي ، أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي ، إن تابوا فأنا حبيبهم ، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم ، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعايب ، الحسنة عندي بعشرة أمثالها وأزيد ، والسيئة بمثلها وأعفو ، وأنا أرأف بعبدي من الأم بولدها... )) رواه البيهقي والحاكم عن معاذ، والديلمي وابن عساكر عن أبي الدرداء .
وفي حديث صحيح عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ :( مَنْ لَمْ يَشْكُرْ الْقَلِيلَ لَمْ يَشْكُرْ الْكَثِيرَ ، وَمَنْ لَمْ يَشْكُرْ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرْ اللَّهَ ، التَّحَدُّثُ بِنِعْمَةِ اللَّهِ شُكْرٌ ، وَتَرْكُهَا كُفْرٌ ، وَالْجَمَاعَةُ رَحْمَةٌ ، وَالْفُرْقَةُ عَذَابٌ )رواه الإمام أحمد عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ.
لكن أيتها الأخوات لكي نداوم على الشكر علينا بالدعاء كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( اللهم أعنا على دوام ذكرك وشكرك ) ورد في الأثر.
من لم يشكر الناس لم يشكر الله:
هناك أخت توهم نفسها موحدة ، تقول : أنا لا أشكر إلا الله ، جيد هذا الكلام ، لكن هذا الذي ساق لك الخير على يديه هو إنسان ومخير ، واختار أن يقدم لكِ هذا الخير ، وفي الحديث:
( مَنْ لَمْ يَشْكُرْ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرْ اللَّهَ )الترمذي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ.
ليس هناك تناقض بين شكر الناس وبين شكر الله ، لكن الله عز وجل هو الذي مكن هذا الإنسان أن يقدم لكِ هذه الخدمة ، وسمح له بذلك ، ووفقه إلى ذلك ، إذاً أنتِ واجبكِ أن تشكري الله أولاً ، ثم أن تشكري هذا الإنسان ، لأن هذا يقوي العمل الصالح في المجتمع ، أما كلما جاءتكِ نعمة من إنسان فتنكرتِ له ، وقلتِ : أنا لا أشكر إلا الله ، ليس هذا من أخلاق المؤمنة.
الشكر يقوي العلاقات بين الناس:
كما أن الله شكور ينبغي أن تكون أنت كذلك شكوراً ، فأي إنسان قدم لك خدمة ينبغي أن تشكره عليها ، والحقيقة أن الشكر يقوي العلاقات بين الناس ، أية خدمة قدمت لك أية هدية قدمت لك ، أي معروف صنع لك ينبغي أن تبادر ، فتشكر هذا الذي قدمه لك ، هذا من أخلاق النبي عليه الصلاة والسلام :
(مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ : جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ)الترمذي عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ.
إذا كنتِ شاكرة لنعم الله سبحانه و تعالى فأنتِ في حصن حصين، أما إذا تغيرت أخلاقكِ ، واستغنيتِ عن الله بعد النعم فانتظري زوال هذه النعم ، والله عز وجل إذا أعطى أدهش ، وإذا أخذ أدهش ، أحياناً الإنسان ينتقل من كل شيء إلى لا شيء، هناك أناس كثيرين لهم دخول فلكية، انتهت حياتهم أنهم نقبوا بالقمامة ، شيء لا يصدق ، إنسان من دخل فلكي إلى تنقيب بالقمامة !؟ .
-فأرجو الله سبحانه وتعالى أن نكون مؤدبين مع الله ، وأن نشكر نعم الله علينا ، فكل نعمة نحن فيها ينبغي علينا أن نشكر الله عليها .
التعديل الأخير:
اسم الموضوع : قال تعالى "وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ ...."
|
المصدر : ملاذ الأرواح