فاختر ان تكون شخصا ناجيا ..ولا تفكر ولو لساعة

[راجيه الرضا]

أن يكون في حياتك الشخصية طاغية، أو بمعنى آخر إنسان تسلَّط على أيامك ومسيرتك، وأفسد أمرك، جاهلًا كان أو فظًا أو خبيثـًا أو معقدًا، وجعلك تعيش حياة لم تكن هي الحياة التي ترغب بها، وقد يكون هذا الطاغية مقربًا جدًا منك، فأنت أمام أمرين لا ثالث لهما، عندما يبدأ أمره يتجه إلى الزوال بعد معاناتك الطويلة من وطأته التي كانت تبدو لك سرمدية ومذهلة، وعندما يبدأ جبل جليده الهائل الذي كان يحجب عنك الشمس يذوب شيئًا فشيئًا، باحتضاره، أو بغيابه عنك، أو بخروجك من هيمنته، إما أن تكون شخصية ناجية، وقوية، وقادرة على تصحيح العلاقة بالحياة، وتستعد للعيش فيما بعد كابوسه، وتعيد طلاء حائط حياتك الكئيب بلون جديد مبهج معتدل، مصرًا على أنك أقوى منه، وأقوى كذلك من الذكريات السيئة، والعواطف المقيتة، أو أنك تشعر تجاه هذا الذي يوشك أن يختفي من حياتك بنوع من الاحتجاج، الاحتجاج على رحيله الذي كنت تنتظره، كأنك تقول له، ولطيفه الكريه، هل ترحل الآن ببساطة؟! وأصير أنا مسئول عن حياتي بعد أن أصبتني بإعاقة نفسية كبيرة، وأصير أمام الناس الذين لا يعرفون جيدًا ما بي من عتمة وتفكك وهزال قد فقدت حجتي البالغة منذ اليوم الثاني لفكاكي منك؟! ولم يعد لي أي عذر أمامهم للتعاسة والتشاؤم؟! بل يجب أن تبقى، لأني لن أستطيع إصلاح حياتي التي جعلتها قاحلة، لأنك أعجزتني قبل أن تذهب، وأنا أرغب في العيش للأبد بحالتي السيئة هذه مثل حرز أمام العالم في قضية إجرامك.

إذا مر بك هذا، اختر وبدون أن تفكر ولو لساعة واحدة، ان تكون شخصًا ناجيًا، وبدلاً من أن تعيش حرزًا لغباء أحد أو تسلُّطه، عش حرزًا يثبت قدرة الإنسان على أن ينجو بنفسه، ويعيد بناء حياته من جديد.. لا تفكر في شيء آخر ولا ساعة واحدة.. وكن أقوى مما أصابك وممن أصابك.


أ.محمود توفيق