معلومات راجيه الرضا
- إنضم
- 18 فبراير 2017
- المشاركات
- 14,542
- مستوى التفاعل
- 9,665
- النقاط
- 113
غزوة شانت ياقب
غزوة شنت ياقب 387 هـ
.................................
كانت مدينة شانت ياقب تقع فى إقليم جيليقية شمال غرب الأندلس، ونظرا لوعورة تضاريس جيليقية فقد ظلت باستمرار مركزا قويا للمقاومة ضد المسلمين فى الأندلس بتحريضٍ من الكنيسة التى جعلت من شانت ياقب صاحب القبر المزعوم هناك أيقونةً لاستعادة الأندلس من الكفار (المسلمين) وشانت ياقب أو "القديس يعقوب" كما يزعم النصارى هو أحد الحواريين الإثني عشر وأقربُهم من المسيح عليه السلام، وقالوا أنه كان أسقفا ببيت المقدس وجاء إلى هذا المكان داعيا ولما مات بالشام حمَلَ أتباعه جثتَه ودفنوها بهذه الكنيسة التى كانت أعظم مشاهد النصارى بالأندلس حيث يحجّون إليها من كل أنحاء أوروبا،
أرادَ الحاجبُ المنصور الذى غزا شمال الأندلس أن يؤمّن جهة جليقية التى حدثت فيها انتكاساتٍ مؤلمة للمسلمين من قَبل؛ فخرج إليها من قرطبة غازيا فى جمادى الآخرة 387 هـ (998 م) وهى غزوته رقم 48، وفى الطريق انضم إليه عددٌ كبير من أمراء النصارى الخاضعين له بقواتهم كاملةً، وبالإضافة إلى جيش الفرسان الكبير جهّز الحاجبُ المنصور أسطولا كبيرا فى ميناء "أبي دانس" بالأندلس على المحيط الأطلسي لنقل وحدات المشاة وكمياتٍ ضخمة من الأسلحة والأطعمة ومعدّاتٍ ثقيلةٍ لحَفرِ الأنفاقِ وإقامة الجسور وتمهيد الطرق، وتم تحديد مدينة "بورتو" عند مصبّ نهر "دويرة" لالتقاء القوات البرية والبحرية،
بعد ذلك قطع الجيشُ مسافاتٍ كبيرة داخل بلاد النصارى فى الطريق إلى "شنت ياقب" حتى اعترضهم جبلٌ شامخ شديدُ الوعورةِ سدَّ طريقهم فتقدّم الفَعَلَة لتوسعة شِعابه - من عجائب المنصور أنه كان يستخدم أسرى الحروبِ السابقة فى غزواته - ومهّدوا خلاله طريقا اجتازه العسكرُ وواصلوا سيرَهم فاتحين للحصون والجزر القريبة من المحيط الأطلسي وحازوا غنائم ضخمة ثم وصلوا مدينة شنت ياقب البائسة فى شهر شعبان فوجدها المسلمون خاليةً تماما من أهلها، ولم يجد المنصورُ بشنت ياقب إلا شيخا من الرُهبان جالسا على القبر فسأله عن مقامه فقال: «أونس يعقوب»! فأمر بالكفّ عنه ووكّلَ بالقبر مَن يحرسه،
حاز المجاهدون غنائم عظيمة وهدموا مصانع المدينة وأسوارها وكنيستها العظمى وأخذوا نواقيسها يحملها الأسرى على كواهلهم، وكانت مبانيها بديعةً فغودرت هشيما كأن لم تغنَ بالأمس، وانتهت الجيوش إلى جزيرة "شنت مانكش" آخر نقطة على المحيط وهو مكانٌ لم يبلغه قبلهم مسلمٌ، وعاد المنصورُ فأفسد فى طريقه ممتلكات النصارى الأخرى حتى بلغ أملاك الأمراء المعاهَدين الذين فى جيشه فأمر بالكف عنها وصرفهم إلى بلادهم بعد أن أغدق عليهم من الأعطيات وعاد الجيش بالغنائم إلى قرطبة بعد 40 يوما وعظمت النعمة والمنِّة على المسلمين،
بعد موت الحاجب المنصور أعاد النصارى إعمارَ كنيسة القديس يعقوب المهدّمة وبنوا كنيسةً كبيرةً استغرق تشييدها أكثر من 130 عاما لكى يعيدوا رمزيةَ هذا المكان الذى اتخذوا من أسطورة صاحبه القديس يعقوب أيقونةً لبعث الروح الصليبية عند النصارى لطرد المسلمين من الأندلس
رياض حسن
.................................
كانت مدينة شانت ياقب تقع فى إقليم جيليقية شمال غرب الأندلس، ونظرا لوعورة تضاريس جيليقية فقد ظلت باستمرار مركزا قويا للمقاومة ضد المسلمين فى الأندلس بتحريضٍ من الكنيسة التى جعلت من شانت ياقب صاحب القبر المزعوم هناك أيقونةً لاستعادة الأندلس من الكفار (المسلمين) وشانت ياقب أو "القديس يعقوب" كما يزعم النصارى هو أحد الحواريين الإثني عشر وأقربُهم من المسيح عليه السلام، وقالوا أنه كان أسقفا ببيت المقدس وجاء إلى هذا المكان داعيا ولما مات بالشام حمَلَ أتباعه جثتَه ودفنوها بهذه الكنيسة التى كانت أعظم مشاهد النصارى بالأندلس حيث يحجّون إليها من كل أنحاء أوروبا،
أرادَ الحاجبُ المنصور الذى غزا شمال الأندلس أن يؤمّن جهة جليقية التى حدثت فيها انتكاساتٍ مؤلمة للمسلمين من قَبل؛ فخرج إليها من قرطبة غازيا فى جمادى الآخرة 387 هـ (998 م) وهى غزوته رقم 48، وفى الطريق انضم إليه عددٌ كبير من أمراء النصارى الخاضعين له بقواتهم كاملةً، وبالإضافة إلى جيش الفرسان الكبير جهّز الحاجبُ المنصور أسطولا كبيرا فى ميناء "أبي دانس" بالأندلس على المحيط الأطلسي لنقل وحدات المشاة وكمياتٍ ضخمة من الأسلحة والأطعمة ومعدّاتٍ ثقيلةٍ لحَفرِ الأنفاقِ وإقامة الجسور وتمهيد الطرق، وتم تحديد مدينة "بورتو" عند مصبّ نهر "دويرة" لالتقاء القوات البرية والبحرية،
بعد ذلك قطع الجيشُ مسافاتٍ كبيرة داخل بلاد النصارى فى الطريق إلى "شنت ياقب" حتى اعترضهم جبلٌ شامخ شديدُ الوعورةِ سدَّ طريقهم فتقدّم الفَعَلَة لتوسعة شِعابه - من عجائب المنصور أنه كان يستخدم أسرى الحروبِ السابقة فى غزواته - ومهّدوا خلاله طريقا اجتازه العسكرُ وواصلوا سيرَهم فاتحين للحصون والجزر القريبة من المحيط الأطلسي وحازوا غنائم ضخمة ثم وصلوا مدينة شنت ياقب البائسة فى شهر شعبان فوجدها المسلمون خاليةً تماما من أهلها، ولم يجد المنصورُ بشنت ياقب إلا شيخا من الرُهبان جالسا على القبر فسأله عن مقامه فقال: «أونس يعقوب»! فأمر بالكفّ عنه ووكّلَ بالقبر مَن يحرسه،
حاز المجاهدون غنائم عظيمة وهدموا مصانع المدينة وأسوارها وكنيستها العظمى وأخذوا نواقيسها يحملها الأسرى على كواهلهم، وكانت مبانيها بديعةً فغودرت هشيما كأن لم تغنَ بالأمس، وانتهت الجيوش إلى جزيرة "شنت مانكش" آخر نقطة على المحيط وهو مكانٌ لم يبلغه قبلهم مسلمٌ، وعاد المنصورُ فأفسد فى طريقه ممتلكات النصارى الأخرى حتى بلغ أملاك الأمراء المعاهَدين الذين فى جيشه فأمر بالكف عنها وصرفهم إلى بلادهم بعد أن أغدق عليهم من الأعطيات وعاد الجيش بالغنائم إلى قرطبة بعد 40 يوما وعظمت النعمة والمنِّة على المسلمين،
بعد موت الحاجب المنصور أعاد النصارى إعمارَ كنيسة القديس يعقوب المهدّمة وبنوا كنيسةً كبيرةً استغرق تشييدها أكثر من 130 عاما لكى يعيدوا رمزيةَ هذا المكان الذى اتخذوا من أسطورة صاحبه القديس يعقوب أيقونةً لبعث الروح الصليبية عند النصارى لطرد المسلمين من الأندلس
رياض حسن
اسم الموضوع : غزوة شانت ياقب
|
المصدر : قسم التاريخ العام
