عن الحياة الزوجية بكل واقعية ..مهم للمتزوجين

[راجيه الرضا]

مهم للمتزوجين!
.
الحياة الزوجية المثالية قد تختلف عن الحياة الواقعية؛
فهناك حقوق وواجبات لكل طرف على الأخر مثالياً.
.
لكن واقعياً قد يقصر أحد الأطراف فى هذه الحقوق والواجبات تجاه الطرف الآخر بسبب ظروف الواقع المختلفة، لذلك فالحياة تبنى على الفضل لا على العدل والتغافل لا الترصد والعذر لا العقوبة!
بمعنى إذا قصر طرف سامحه الطرف الأخر لحب بينهما وعهد قديم قطعاه على نفسيهما سويا.."خلق لكم من أنفسكم أزواجاً"...خلي بالك من "من أنفسكم".
.
المشكلة تأتي حينما يكون التقصير دائماً من طرف واحد دون الأخر بشكل مستمر ودون شكر أو عذر أو تقدير لتحمل الطرف الآخر تقصيره.
وتزيد المشكلة حينما يكون هناك إعتداء من طرف على أخر سواء هذا الاعتداء لفظياً أو جسدياً أو نفسيا!
هنا تنكسر العهود والمواثيق؛ وينسى الحب وتتبدل المشاعر..فمع الوقت تجد من كان أحب الناس إليك.. أصبح أبغض الناس إليك ..وتتمنى الرحيل والذى يوقفك هو خوفك مما سيحدث بعد الرحيل!.
.
هنا تختلف شخصية الناس حسب درجة تحملهم..
فمنهم من لا يستطيع التعايش فى هذه الظروف..ويحسم أمره بالفراق رغم المجهول الكبير!
ومنهم من يؤثر استقراره على مجازفته ويتعايش كالسجين فى سجنه!
.
الحل الأكيد هو أن يجلسا سويا، ويسقطا كل كبر وعند، وأن يعترف كل طرف للآخر بخطأه ويعتذر عن تقصيره، ويطلب السماح على إعتدائه ، ويعد أن يرجع كما كانوليتذكرا الأيام التى سعى كليهما تجاه الأخر ..وليساعد كل طرف الأخر فى أن يعود إلى نسخته القديمة !
على الزوجة الناشز التي تسير خلف كلام الفيمنست أن تفيق قبل أن تدمر بيتها وتخربه بيدها، الحقوق مهمة لكن التعامل بالفضل أولى.
على الزوج الغافل عن بيته، أو المعتدي على زوجته، على من يسير وراء متطرفي الرأي فى الزواج؛ أن يعلم أن بيته مسؤوليته وسيحاسب عليه كراعي له ومن فيه.
.
علينا أن ندرك أنه لا أحد كامل والمثالية مكانها الكتب والعصمة دفنت مع النبى وأننا بشر نصيب ونخطىء وأن ضغوط الحياة مغيرة للطباع وأن التقدير يكون بحجم الهموم والألم، فليسامح كل طرف الاخر ويتغافل قدر الإمكان حتى تستمر الحياة.
..

يتبع

أ.طارق رفاعي