لا اتذكر تفاصيل حياتي ... فقد نسيت معضمها... ربما لانها روتينية ....فقد كنت استيقظ باكرا ...
اذهب الى الجامعه .. ثم ارجع مرهقه ... فاستعد لليوم التالي ... ثم انام ...زميلات السنه
الدراسية الثانية مميزات ... احبهن ولكني لا اعتبرهن صديقات ... انهن زميلاتي حتى اليوم ...
معظم لحظاتنا سعيده ... ولكنها كاي علاقه لابد ان تتملح بملح الحياة "اختلاف الآراء" ...
نختلف في امور تافهه ... ففي يوم نحتلف في حكم شرعي ... واليوم الآخر نحتلف فيما قاله
نختلف في ما شاهدناه على التلفاز... اسأم احيانا من المشادات ... ولكني لا زلت اكن لهن
الحب والإحترام ... وسأظل احبهن حتى النهاية
كما ذكرت لكن في بداية سطوري هذه ... اني لا اتذكر التفاصيل ... فسنتي الثانية كانت بدون
احدات مميزه حتى انتهى العام الدراسي... ولكني قررت استغلال الإجازه بشكل جيد لهذا سجلت
لوظيفه صيفية في عدد من الدوائر الحكومية والخاصه ... انتظرت طويلا ولكني لم اتلقى اتصالا
واحد .... حزنت ... فزميلاتي بدأن الاسبوع الاول من العمل الصيفي ... كنت ابكي من الملل...
مللت الأسواق ... مللت التلفاز ... مللت الإنترنت ... مللت الهاتف ... اذا لا يوجد ما يسليني...
دعوت ربي ان يفرج همي ... فتلقيت اتصال من دائره حكومية ... سعدت كثيرا ... فصاحب
الاتصال افصح لي عن مدى حاجته لموظفه مساعده بأسرع وقت ... اخذت رقم هاتف مكتبه
واسمه لأهاتفه لاحقا ... فلا بد ان استشير والدي ...
استشرت والدي بموضوع العمل لكنه فاجئني بالرفض ... حزنت كثيرا ... فقد كانت فرصتي
الوحيده ... خاصه بأن زميلاتي باشرن الاسبوع الثاني من العمل... حاولت اقناعه ... فسببه
غير مقنع بالنسبة لي ... كان سبب رفضه لاني لم اعتد على السياقة ... ومقر العمل في قلب
الزحمة كما يقول ... انزلت دموعي كورقه اخيره لإستعطاف والدي ولكنها كانت خاسره !!!
حزنت وحزنت و حزنت... ومن شدة حزني لم اتصل بالجهه وابلغهم برفضي ... وكنت اتجاهل
اتصالاتهم حتى سأموا وكفوها ... الروتين بدأ يقتلني ... لذالك بحثت عن طريقه جديده
للتسليه ... وكان شعاري الجديد "الجمال ثم الجمال" ... فكنت اخصص وقت للماسكات ...
ووقت اخر لتعلم المكياج ... ووقت للبدكير ... ووقت للرياضه ... اشغلني ذلك كثيرا .... شعور
جميل ان تهتمي بجمالك و رشاقتك .... ولكنه لا يقضي على الملل كليا ....
في احدى المرات ... وتحديدا في جلسة الماسك ... اخذت الجريده لأضيع وقتي حتى يجف
الماسك... شدني خبر تعلوه صورة شاب وسيم ... لا أنكر بأني قرأت الخبر لوجود تلك
الصورة ... وتفاجأت بأن صاحب الصورة هو ذاته الذي هاتفني قبل بضعة أيام ... فأسمه
ومكان عمله يدلان على ذلك ... قربت الجريده الى عيني و ركزت لأستعيد نبرة صوته وأركب
الصوت على الصورة لأرى إن كانا يليقان أم لا !!!... هذا ما يفعله الملل ... توافه الأمور
بعد مرور اسبوعين ... وتحديدا شهر من اجازتي الصيفية ... تلقيت اتصال من جهه خاصة ...
لم أفرح كثيرا ... ولكني طلبت من صاحبة الإتصال رقم مكتبها وأسمها لأهاتفها لاحقا ... فلابد
ان استشير والدي للمره الثانية ... كنت مقتنعه بأنه سيرفض ... ولكني حاولت ... وتفاجأت بأنه
موافق ... لأن الطريق الذي سأسلكه للوصول الى هذه الجهه سالك ... فرحت كثيرا واتصلت
بصاحبة الاتصال فورا لابلغها بموافقتي ... باشرت العمل بعد ثلاثة ايام من الإتصال ... كنت
سعيده جدا ... فها انا اقضي اجازه مفيدة ... اعجبتني بيئة العمل كثيرا ... كان القسم يتكون من
عدد صغير من الموظفين الأجانب ترأسهم فتاة امارتية طموحه ... حدثتني عن هواياتي واهدافي
المستقبلية ... اطلعتها بأني املك فكرة مشروع ولكني اؤجل الموضوع الى ما بعد التخرج لاوفر
ال expected cost... نصحتني ان اشارك بدورات تعقد بين الحين والآخر للشباب اصحاب
المشاريع الصغيرة ... سعدت جدا لفكرتها ... بحثت قليلا وسجلت في اقرب دورة ... كانت الدوره
قريبه جدا من مكان عملي ... ولن تتوقعوا بمن التقيت هناك ...