عزيزتي....سحقا لكل افلامهم

احصائياتى
الردود
4
المشاهدات
646

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,541
مستوى التفاعل
9,665
النقاط
113
عزيزتي....سحقا لكل افلامهم

عزيزتي .. وأنت كذلك رغم ما كان!

يؤسفني إخبارك أنني لن أحمل لكِ اليوم هدية، يؤسفني ـ ويريحني إن شئتِ الدقة ـ أن نتوقف عن لعب دور رغم كثرة تمثيلنا له لم نستطع إتقانه بعد!.

لنكن صرحاء لمرة واحدة ونعترف بما يعترينا، نعترف بأن الحب الذي جمعنا ذات يوم لم يعد كما كان، لم يعد قوياً كعهدنا به، صار هزيلاً تطيح به مشكلة تافهة، وترديه نظرة ساخرة، وعبوسة وجه، وتقطيبة جبين.

"الدبدوب" والعطر الذي تحبينه والوردة الحمراء أراهم قد ملوا هم أيضاً المشاركة في عبثنا هذا، كأني بهم يصرخون بأن دورهم الحقيقي قد انتهى، وأن لعبهم دور "الكورتيزون" الذي يعطي نشاطاً زائفاً لم يعد يجدي، يهيبون بي أن أوقف نزيف الملل بدواء غير ما تعودنا عليه، دواء "الصراحة" الذي نهرب من وجعه ومرارته وقسوته.

ما الذي حدث بيننا، بل ما الذي تغير فينا فصرنا إلى هذا الحال، كيف تسلل الحب، والشغف، والاهتمام من حياتنا، فصارت ليالينا باردة، وأحلامنا حبلى بكوابيس الفراق؟!.

أعترف أنني لم أعد أنا!، خطيئتي الأولى بدأت مذ شعرت بأنني امتلكتك، حينها صار كل فعل جميل، وكلمة طيبة، وممارسة رومانسية شيء يشبه "الضرائب الإضافية" ثمن سأدفعه نظير شيء امتلكته بالفعل!.

كان مفهوماً لي في مبتدأ علاقتنا أن أكون حانياً رومانسياً متفهماً، كإثبات بأنني الشخص المعني بالنسبة إليك، الرجل المناسب، أما وقد تحقق المطلوب فعلي أن أتوجه بجهدي هذا إلى شيء أهم، عملي وطموحي وأحلامي الشخصية، أعرف أنني طالما صرخت في وجهك بأن ما أفعله هو لك ولأبنائك ـ نعم أبنائك هكذا قلتها ـ وأن الإنصاف يستدعي منكِ أن تشكري وتقدري هذا الجهد بدلاً من الشكوى والتذمر الدائمين، وبرغم صدقي في هذه النقطة إلا أنني أعترف ـ آسفاً ـ بسذاجتي، ذلك أنني لم أنتبه طوال هذه السنوات إلى أن ما أفعله من أجل بيتي ليس هو كل المطلوب، وأن انتظارك لي كرجل يطمئنك، ويعيد رسم أحلامه معك وبك كان شيئاً جوهرياً لا يقل أبداً عن دوري كرجل ناجح في جلب المزيد من المال.

لكن ـ ولتسمحي لي ـ سأخبرك أنك أيضاً تغيرتي، لم تعودي نفس الفتاة التي تزوجتها، طالك التحول كذلك، فجأة صارت زوجتي أماً!، فتاتي أصبحت سيدة، مسحة غبية هي خليط من الكآبة والوقار والكسل صار يرسم ملامحك، ويصبغ بفرشاته الكئيبة لون أيامك!.

حياة بلا شغف هي حياة مملة، من هنا ندرك كيف صارت حياتنا هي "الملل بعينه"، لا جديد على سطح أيامنا، أنا أجني المال، وأنت تهتمين بالأبناء ـ أدري أنهم أبنائي ـ ولكن، أين أنا من كل هذا؟!

كلانا متهم عزيزتي، أطعمنا الحب فتات اهتمامنا، وفتات تركيزنا، وما تبقى من جهدنا، ثم ظننا ـ وهذا ظن إثم ـ أن حياتنا على ما يرام ما دامت خالية من الهزات العنيفة والمشاكل الكبيرة، ولم ندرك خلال هذه السنوات أن انتشار البرود والسلبية والإهمال كان هو السبب الرئيسي لما نحن فيه، إنه السكين الذي مزق ما بيننا، غير أنه سكين بارد، مزقنا ببطء وعلى مهل!.

عزيزتي .. لماذا أهملنا التفاصيل؟.
سحقاً لكل أفلامهم التي صورت لكِ الحب على أنه عمل اسطوري، الحب يسكن في التفاصيل، كوب شاي مُعد في الوقت المناسب ودون طلب، ابتسامتك القادمة من بعيد ودلالك وتغنجك لا لشيء إلا لتخبريني أنك في انتظاري متى أحببت، أغراضي التي تضعينها في مكان أعرفه كي لا أبحث عنها مع إهمالي لها، مفاجئتي بهدوئك وابتسامتك المشاكسة عند تأخري بعدما توقعت منك نفوراً وتقريعاً، كلمة "لا عليك" تجبرين بها كسر تقصيري وإهمالي، تصديقك المتعمد لتبريري السخيف عندما أنسى شيء كان يجب ألا أنساه.

وأنا أيضاً لا أعرف ما الذي اعتراني، كيف صرت متذمراً من كل شيء، لماذا تساوى عندي رضاك وسخطكِ، لماذا ضربت صفحاً عن تلك الأشياء التي أعرف أنها تروق لكِ فلم أفعلها رغم أنها لم تكن أبداً بالثقل الذي كنت أتصوره.

بائس أنا وحزين ـ حقا حزين ـ حين أعترف بأن كل واحد منا كان نداً لصاحبه، عوناً على الأيام عليه، كلانا يملك سجلاً من الانتهاكات في حق الحب، ماضياً غير مشرف تجاه عهود انتهكناها.

والآن تنتظرين شهادة زور مني بأن كل شيء على ما يرام، تجهزين ردة فعلك على هديتي المتوقعة، ترتكبين ـ بمشاركتي ـ جريمة التستر على الجريمة، لكنني مللت عزيزتي من كل هذا.

ليس في جعبتي أي سهام إضافية أوجهها إلى علاقتنا، وما قلته في مقالتي تلك لا يعدو سوى محاولة لعلها الأخيرة من أجل إنقاذ شيء ما.

شيء كان عندنا كبيراً، وأأمل أن يكون كذلك، حتى ولو في أرشيف ذاكرتنا. كلام أهم من كل ورود الدنيا، تلك التي تحولت في يدنا إلى زهور إصطناعية رغم عبيرها، فلا الورد يجلب حباً خنقناه، ولا "الدبدوب" بقادر على أن يصلح ما أهملناه.

لا شيء إلا أن ينظر كل منا لعين صاحبه ويتكلم.. عل الكلام ـ على مرارته ـ يغسل أيامنا الباهتة، ويعيد لنا ما ضاع منا.

#كريم_الشاذلي
 

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,541
مستوى التفاعل
9,665
النقاط
113
رابيا ❣❣❣❣❣❣اشتقت لطلتك كنت بخاطري اليوم كنت اتوقع لمراسلتك لكن الأمور اخذتي
 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه