صدمة ما بعد الزواج والسبيل للخروج منها

[راجيه الرضا]

كيف تنجو من صدمة ما بعد الزواج؟

صدمة ما بعد الزواج، هي حالة نفسية تصيب الزوجين بعد اجتماعهما في بيت واحد، ومن أبرز أسبابها:

_اكتشافهما بأن العالم المثالي الذي رسماه مع بعضهما ما هو إلا زيف أو حقيقة لا تقبل التضخيم.

_سقوط الأقنعة التي تم وضعها فترة الخطوبة وقبل الزواج، فالتآلف بين الزوجين يسقط الأقنعة، فتظهر العادات السقيمة وتظهر الزوجة دون مواد تجميل، ويظهر الرجل دون لحية مرتبة.

_يصبح القرار من صنع فردين وليس من صنع فرد واحد، فلابد للرجل أو المرأة أن يستشيرا بعضهما قبل وضع أي قرار، ما يعدم إحساس الحرية.

_عدم التوافق الهرموني، فقد يمر الرجل بيوم عصيب، تقل فيه الافرازات الهرمونية المحفزة للسعادة ولممارسة العلاقة الحميمية، في وقت تكون فيه المرأة مستعدة لذلك، ما يجعلها تشك في حب زوجها لها، وتبحث عن تعويض لتلك المشاعر الناقصة في شخص آخر على شكل الخيانة، طبعا إن كانت إمرأة عديمة الأخلاق. وكذلك ينطبق الأمر على الزوج.

تبدل الغيرة، وانقلابها إلى شعور تملّك وأنانية، فالتعود المستمر والتآلف الكبير بين الزوجين، يعدم شعور الغيرة او يضعفه، ويحل محله شعور مخادع يدعى الأنانية والتملك والسلب الروحي، فيحرم الرجل على زوجته الخروج أو زيارة أقاربها، متحججا بالغيرة إلا أن الحقيقة تكمن في حب التملّك والأنانية. والأمر ذاته يمكن اسقاطه على الزوجة.

_إقصاء الوقت الحميمي من قائمة الانشغالات، وتركه لنهاية الأسبوع، أو لأوقات الفراغ، وهذا أمر خاطئ، لأن المشاعر تأتي صدفة وليست وليدة أيام العطلة. وتبادلها في حينها أكثر إيجابية من تأجيلها واصطناعها في وقت لاحق.

الأسباب كثيرة، ولكن علاجها واحد؛ وهو الحوار.

إن أتقن الزوجان لغة الحوار، سلما من المشاكل والصعاب.

الحوار يقتل تراكمية المشاكل، ويوضح الأفكار التي غير الشك من حقيقتها، ويزيد من الثقة.

أخيراً ، يسعدني أن أخبركم بأن الجمال يفنى ويولد في اليوم عدة مرات، فلا تمل من زوجتك إن ظهرت بشكل غريب دون مواد تجميل أو عند المرض أو الإعياء،
لأن الحوريات لن تجدهن سوى في الجنة، وزوجتك ستكون إحداهن إن عملت عملا صالحا في الدنيا. ولا تنسى رؤية نفسك في المرآة، ستجعلك تتواضع قليلا عند التّكبر على جمال زوجتك، والعكس صحيح.

منقول ...