صحبة اولادي ..سلسلة متتابعة لتاثير الصحبة والتحكم في ذلك

[راجيه الرضا]

يحتاج المرء لكثير من الدراسات ليقتنع بخطورة أثر رفيق السوء على من يرافقونه، فالبشر يميلون لتقليد أصدقائهم لا شعوريا، وكلنا يدرك أن السلوك والمشاعر تنتقل كالعدوى سواء كانت جيدة أم سيئة، وفي الشريعة الإسلامية صورة واضحة ومتكاملة لأثر الصديق الصالح والطالح على سلوك ودين وحياة المسلم، ولذا قال النبي ﷺ: (المرءُ على دينِ خليلِه فلينظرْ أحدُكم مَن يُخاللُ). صحيح
فالناس يؤمنون أن الأصدقاء لابد أنهم متشابهون في السلوك، ولهذا أرشدنا النبي ﷺ: (لا تصاحِبْ إلَّا مُؤمنًا)، لأن المؤمن يدل صديقه على الخير، والعاصي يدل صديقه على المعاصي، وحتى إذا استوحش أحدهما ما هو عليه من المعاصي فلن ينكر عليه الآخر أو يعينه على تركها.
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم
ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي

من يشك في أثر رفيق السوء فليقرأ قصص المتعافين من الإدمان، أو التائبين بعد قضاء فترات عقوبتهم في السجون فسيحدثونك حديث صدق.

أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تؤدي دور الصديق المقرب في تغيير السلوكيات والعادات.
فالقاعدة أن ما تكرر تقرر.

فظهر ما يمكننا أن نعرفه بأصدقاء السوء الافتراضيين، وهم من يشجعون على كل سوء عن بعد، وظهر ما يمكننا تعريفه بالمصلحين الافتراضيين: وهم أشخاص يحاولون أن يعيدوا أصدقائهم على مواقع التواصل للطريق القويم في الدين والخلق والتفكير.

منقول ..دشيما مشرف

يتبع

 

[راجيه الرضا]

ً.......الصديق الصالح وأصدقاء السوء





تابع #صحبةأولادي

٣
مواصفات الصديق الصالح:
• تشعر بالانسجام والود معه وتشعر أنك على طبيعتك، وتشعر بالفرحة عند لقياه، وتستوحش غيابه.
• لا تشعر معه بالتوتر أو التحفز أو الإنهاك العقلي والنفسي.
• تتبادلون الاحترام والمنافع كلها، تجده عند ضيقك وحزنك وحاجتك كما تجده عند فرحك.
• يتحملك في وقت ضعفك، ولا يمن عليك، ويشكر لك تحملك له في وقت ضعفه، ولا يكفرك.
• تأمنه على أسرارك، ومالك، وكل مصالحك.
• يأمرك بالمعروف وينهاك عن المنكر ويذكرك بالله في كل حال، ويدلك على أبواب الخير، ويجرك جرا لما ينفعك في الدارين، ويبعدك عما لا يعنيك.
• يبارك لك على حميد خصالك، يسد نقصك ويستر عيوبك ويبصرك بها بالحكمة وبالموعظة الحسنة، ف (المؤمنُ مرآةُ أخيه المؤمنِ). البخاري في الأدب المفرد

وقيل: (الصُّحْبة مع الإخوان بدَوَام البشر والانْبِسَاط ما لم يَكُن إثمًا، والصُّحْبة مع الجُهَّال بالدُّعاء لهم، والرحمة عليهم، ورُؤية نِعْمة الله عَليك أنه لم يبتَلِكَ بِما ابْتَلاهُم به).
وقال موسى بن عقبة: (إن كنت لألقى الأخ من إخواني فأكون بلُقياه عاقلاً أياماً).

تعريف الابن بصفات صديق السوء:
• هو من يحرضه على عصيان والديه وتحديهما.
• يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف، فهو يدل صاحبه على الأفعال السيئة ويزينها في عينه ويشجعه عليها، ويهون عليه المعاصي مما يفسد عليه دينه وخلقه.
• لا يلتزم بالفروض والتكاليف الشرعية، وخاصة الصلاة.
• يشتهر بسوء السمعة وبفعل المنكرات وتشجيع أصحابه عليها.
• صديق السوء ليس بالضرورة أن يكون شريرا أو سيئ السمعة بل قد يكون فيما يبدو أنه ودود وطيب، ولا يقتصر صديق السوء على من يضر بدين الأبناء، بل هو من يضر بدنياهم وما يتعلق بها من الأمان النفسي والإقبال على الحياة، فصديق السوء أيضا هو كل من:
يحبط أصدقائه ويعسر عليهم أمورهم، وينفرهم من محاولة التفوق والنجاح وتحقيق الأهداف، فيشعرهم دائما أنهم لن يقدرون، وكلما تقدموا أشعرهم بالذنب.
الذي يغار من أصدقائه، ويحسدهم، ويقلل من شأنهم خاصة امام الاخرين.
الذي يكيد لأصدقائه ويخدعهم، ويكذب عليهم.
من يستغل أصدقائه ويستنزفهم ماديا وعاطفيا، فيأخذ فقط ولا يعطي، وكلما طلبوا منه أي شي تعلل بواهي الأعذار.
من يوقع أصحابه في المشكلات ويهرب من مساعدتهم، ولا يتعاطف معهم ولا يرحمهم.
يتلاعب بعواطف صديقه فيقربه منه ويرفعه للسماء، ثم يقصيه ليوقعه في الأرض مصدوما، وهكذا.
من يخفي كل أمر طيب عن صديقه، ولا يجد صديقه منه إلا الشكوى والتذمر بالكذب من الحياة ومن يحيونها فيسمم عليه كل شيء.
وفي ذات الوقت فهو يستدرج صديقه ليحكي له كل أسراره، ثم يفشيها ويستغلها لتكدير حياته.
من يحيط صديقه إحاطة الأخطبوط بالفريسة، ولا يسمح له بالتعرف على الطيبين، ويسمم عليه أي محاولة صداقة بتشويه سمعة الطيبين بالغيبة والنميمة والبهتان، ويشوه سمعته عند الطيبين ليمنعهم من الاقتراب منه، ولا يسمح له إلا بالتعرف على السيئين.
من يؤذي الآخرين أو يخدعهم أو يغتابهم عند أصدقائه، لا يجب أن يصدقوا حديثه أن هذا خاص بالآخرين وأنهم المفضلون لديه ولن يؤذيهم أبدا، فالنظرية التي تقول: طالما أنه يحسن إليَّ فلا يهمني سلوكه مع الآخرين؛ هي محض وهم وخيال.

كيف أعرف أن الابن قد ارتبط بصديق السوء:

• تغير دين واخلاق وسلوكيات الابن، (عصيان الوالدين وعدم احترامهما، التوقف عن الصلاة وحفظ القرآن، الكذب، السرقة، الشتائم قبيحة، يتأخر خارج المنزل، يدخن السجائر، إدمان المخدرات، يحادث أو يواعد الجنس الآخر).
• تغير الحالة النفسية والمزاجية، (العصبية، الاكتئاب، الخوف التردد، فقدانه ثقته في قدراته).
• تراجع المستوى الدراسي.
• ورود شكاوى من المدرسة أو أصدقاء آخرين أن الابن صدرت منه سلوكيات غير طيبة، (مشاجرات، هروب من المدرسة، عدم احترام المعلمين).


د.شيما مشرف



يتبع