سلسله ماما بدون إزعاج...١??البدايه

[راجيه الرضا]

#ماما_بدون_إزعاج

((البداية))

- ماما .. ماماااااا
الحقي (هنا) بتلعب في الثلاجة?

تنهض عن السرير بعينين نصف مفتوحتين، لا ترى أمامها بوضوح. تذهب مسرعة إلى مكان الحادث لتنقذ الموقف ..

صباح سعيد ?

قبل أن تغسل وجهها عليها أن تصنع بعض الطعام للصغار، كي تنعم ببعض الوقت لتستفيق من غفوتها ..

قد بدأ صباحها منذ ساعتين، عندما كانت تقوم بترتيب أغراض زوجها وإفطاره وكوي ملابسه قبل ذهابه للعمل ..
وها قد أخذت غفوة قصيرة قبل المعركة الصباحية ..

بعد فترة في الحمام سريعة ..جلست معهم وهم يشاهدون الكرتون على التلفاز. أكلت بعض ما تبقى من طعامهم، ثم حملت الأطباق إلى المطبخ ..

ماذا سوف يأكلون في وجبة الغداء اليوم؟!
تفتح المجمِّد لتجد بعض اللحم والخضر .. جميل

- ماما .. (آسر ) خد أستيكتي وعضعضها ?

ها قد بدأنا ...?
محاولات لا تنتهي لفك الاشتباكات بينهم، متى سيأتي اليوم الذي يرحمون فيه خلايا مخها من تلك الخلافات التافهة؟!

أخيرا اقتنعوا أن يذهبوا عنها ليلعبوا بأي لعبة كانت..

ربطت رأسها بطرحة قديمة ..
أخذت ترتب الغرف واحدة تلو الأخرى ..
مع محاولات من الصغار لتعطيلها ..
إما بسؤال ليس له إجابة، أو قصة لا نهاية لها، أو مشاجرات تُخرج الشرر من أذنيها ..

صرخة هنا .. نظرة قاسية هناك ..

الصداع .. أين القهوة؟!

تقوم بتحضير كوب القهوة المعتاد ..
تتركه يهدأ وتكمل ما تبقى من أعمال المنزل ..

لا تنسِ الغسيل .. إياكِ !!

الأكبر استحم بالأمس، أما الأوسط يأبى الاستحمام منذ أسبوع مضى
يا للمحايلة والمناهدة! ?

والصغيرة كبت زجاجة الزيت واغتسلت بها ..
هيا إلى الحمام يا صغيرتي أرجوك ..

بين بكاء ولعب في الحمام، خرجت نظيفة ودست رأسها في صدر أمها، ونامت ..

قليل من الهدوء أرجوكم ..?

أخذت حماما دافئا ..
قررت أن تهنأ قليلا بقراءة روايتها المعلقة على صفحة بعينها منذ أربعة أيام ..
وقبلها تصفحت صفحة الفيس بوك سريعا لتشارك الجميع أفراحهم وأحزانهم وإنجازاتهم وإخفاقاتهم ..

عمّ كانت تحكي الرواية؟.. لا تتذكر .. لكنها سوف تحاول ..

أوووه الصداع .. نسيت قهوتها ..

القهوة باردة كالعادة، الحمد لله على كل حال،سوف تشربها على حالها ..

الصغيران يتحدثان ويتشاجران مرة أخرى ..

صرخت فيهما أن يتركاها وشأنها ، لقد ملّت من كثرة الجدال والمناقشة غير معروفة الملامح ..

شربت القهوة التي بلا طعم، مع قراءتها للرواية مجهولة القصة ..
بالطبع غفت رغما عنها لدقائق ..

نهار سعيد ?

استفاقت على صوت كسر كوب ..?
هرعت إلى الخارج لتجد الصغيرين مختبئين خلف الستارة والكوب محطم على الأرض ..

أخذت تتمتم بكلام غير مسموع، تنفس عن ضيقها وضجرها ..

نظفت المكان، قامت بتحضير بعض الطعام للأطفال على الطاولة ..

- ماما ?
سمعت ذلك الصوت الصغير المرعب وأغلقت عينيها لتكبت غضبها ..
فقد استيقظت (هنا) ..?

قدر الله وما شاء فعل ..

بعد أن استشعرت أن الأمن مستتب في الخارج، دخلت إلى المطبخ لتضع سماعة البلوتوث في أذنها لتستمتع إلى المحاضرات المتبقية لها من دورة متراكمة، عليها الانتهاء منها بأي شكل ..

ويدها في الأواني تنجز طبخ طعام الغداء ..
يد هنا تأكل لقمة ..
يد هناك تأكل حلوى ..
المطبخ هو ملاذها كي تأكل أي شيء لتتقوى به ..

يمر الوقت بطيئا سريعا ..
ضيقا واسعا ..
متعِبا متعبَا ..

لا تدري كيف مر الوقت !..

فهي تقوم بتحضير الأطفال للنوم ..

دائما خلاف على وقت النوم ..
وهي في وضع الطيران، لا تقبل الجدال ..

دائما قصة ..
وهي غير جيدة في قراءتها ..

دائما خلاف على من سوف ينام على الجانب الأيمن ..
يا الله! متى ينتهي هذا الوقت الممل؟!

وأخيرا..
الاستسلام ..?

مساء سعيد ?

ثم تذهب إلى سريرها بأسئلة مليئة باللوم والحيرة ..
محاولة غير جيدة كي تقرأ الرواية المعهودة..

فتقع الرواية على الأرض قبل أن تقلب صفحاتها ..
وتنام من التعب ..

وهكذا كل يوم ..

باتت أحلامها سرابا ..
تتحقق وهي نائمة فقط ..

ثم تستقبل يوما جديدا يبدأ بـ

- ماما

*******************************************************************

قصة متكررة باختلاف تفاصيلها من أم لأخرى ..
مزاج عكِر .. يوم غير مرتب .. مهام مكررة .. أحلام ذائبة ..

برأيكم .. ما الذي نكرره كأمهات في يومنا كل يوم يجعلنا دائما في دائرة مغلقة، ويؤثر ذلك على حياتنا بشكل سلبي؟!


يتبع

منقول عن صفحه كوكبنا ...فيس بوك

 

[Noufshamri]

مشكوره على الكلام الجميل ..
متابعه??