سلسلة "العيال كبرت"جسر بين الطفولة والمراهقة1علامات كبر الاطفال

[راجيه الرضا]

يوم بعد يوم ...
تمر الأيام سريعة لأرى ابني يخطو خطواته نحو التغير ..

تغير في الطباع ..
تغير في الميول ..
تغير في المزاج ..
تغير في الردود ..

متى أستشعر أن ابني في مرحلة تغير من طفل إلى مراهق؟!

هيا نستكشف معا عالما جديدا ..?

?١. يرفض تغيير ملابسه أمامك:
حتى لو بالصدفة، يعتبر جسده ملكا خاصا به، لا يحب أن ينظر إليه أحد عن قرب، يبدل ملابسه والباب مغلق، يرفض أن تدخلي الحمام وهو فيه حتى لو كانت ستارة الحمام معلقة ..

?هل تتذكرين عندما كنت تشتاطين غضبا بسبب إهماله لغلق باب حجرته عند تغيير ملابسه؟ أو خروجه من الحجرة ولم يكمل ارتداء ملابسه بعد؟?

?٢. الجدال بسبب وبدون سبب:
مهما كانت أفكارك ..
أوامرك ونواهيك ..
اقتراحاتك عليه ..
يجادل سواء بأسلوب ساخر أو بجدية ..
لا يحب أوامرك المباشرة مهما كانت حنونة ..
لا يستسلم بسهولة لما تقولينه ..
ينهك تفكيرك ويدخلك في جدال دائم معه ..

?هل تتذكرين ذلك الطفل الذي كنت تخافين عليه من هدوئه وانصياعه للأوامر دون رفض؟!?

?٣. لغة الألش:
مهما كانت جديتك، وتقطيبك لجبينك، وكلامك الذي يحمل من الجد ما يحمل ..
تجدينه بكل بساطة يأخذك لعالم ساخر، هو بطله، ويأخذ من كل كلمة تتفوهين بها منصة لألش بالغ السماجة..
تحاولين جاهدة أن تأخذيه لشاطئك وتحاورينه بجدية، ولكنه يأبه أن يستسلم لجديتك ..

?أتتذكرين ذلك الطفل الكئيب الذي كانت تزعجك تعليقات الناس على كآبته ونكده؟!?

?٤. محب المفاجآت:
كلما استقرت لك خطة، أو اخترت طريقة تريحك في التعامل معه أو في التخطيط لحياتك ..
يفاجئك بأفكار لا حصر لها ..
أفكار مختلفة، متنوعة، مشوقة، مجنونة أحيانا ?
وقد لا يتفق عقلك مع تلك الأفكار ..
قد تميلين للاستقرار والنظام أو للعقل والهدوء عند طلبه ..

?هل تتذكرين ذلك الطفل الغير مبدع الذي لا يخرج أفكارا من وحي خياله وهذا الأمر الذي طالما ضايقك؟!?

?٥. الجوال والشاشات:
يميل إلى البقاء ساعات طوال أمام الشاشة ..
مهما كانت تحذيراتك وتنبيهاتك ..
مهما كانت القواعد الموضوعة لضبط هذا الأمر ..
يرى أنها ملاذه الأخير عن الملل والروتين والرتابة ..

?هل تتذكرين قناة طيور الجنة وكراميش وتوم آند جيري؟! كانوا فصلا صغيرا من فصول رواية الشاشات الطويلة ..?

?٦. الخصوصية:
لا أحد يفتح صندوقي ..
أريد قفلا لدرجي ..
لا أحد يفتح كشكولي ..
أريد حصالة خشبية لها قفل ..

كل أشيائه موضوعة بعناية في مكان ما،يرفض لأي أحد أن يقترب منها ..

?هل تتذكرين ذلك الطفل الذي كان يبعثر أشياءه في كل مكان وكم مللت من شكواه بضياع أشيائه الخاصة؟!?

?٧. الاهتمام المادي:
متى أحصل على عيدية العيد لأصل لثمن جهاز كذا الذي أريده؟!
أريد أن أقوم بعمل مشروع يدر علي ربح مالي ..

يخرج لك بأفكار لمشاريع كثيرة، بيع وشراء حقيقي ..
يسألك عن مصروف المنزل، وعن ثمن الأشياء التي تشترينها ..
يتساءل .. متى يكون لي دخل خاص بعيدا عن المصروف؟!
يجادلك في قيمة المصروف الذي يحصل عليه ..

?هل تتذكرين ذلك الطفل الذي كان يدفع نقوده في الحلوى والألعاب البلاستيكية، وكم حاولت أن تخبريه أن هذه أشياء لا قيمة لها حقيقية وعليه أن يفكر في مشروع أكبر وأهم؟!?

?٨. الاهتمام بالجانب الاجتماعي:
يصبح أقل اهتماما بصحبتك ..
يفضل رفقة أقاربه الذين في مثل عمره عن وجوده بالمنزل ..
يحب اللعب الجماعي، يهوى التنافس، يحب جو المسابقات ..
يحب ألعاب التحدي والحركة ..

?هل تتذكرين ذلك الطفل الذي كنت تخافين عليه من التصاقه بك، وكم أخبرك من حولك أنه مصاب بالتوحد وعليك أن تذهبي للطبيب للاطمئنان عليه؟!?

?٩. مشاهداته مختلفة:
يصبح أفضل افلام الكرتون المحببة عنده .. مملا ..
يصبح توم وجيري شيئا ثقيل على نفسه ..
تصبح أناشيد الصغار شيئا مكروها غير محبب لنفسه ..

يحب مشاهدة الدراما، والمنافسة، والمصارعة، والتسابق ..

?هل تتذكرين ذلك الطفل الذي لم يكن يختار فيلما محددا لمشاهدته ويترك لك الاختيار؟!?
زمان فات وولى ..

?١٠. فرض السيطرة:
إذا كان له إخوة أصغر منه ..
أو أقارب أصغر منه سنا ..
يحاول فرض سيطرته عليهم بآرائه وأفكاره وأوامره ..
يرى في رأيه الصواب وأنهم لصغر سنهم لا يفقهون ما يقال وعليهم اتباع أوامره ..

?هل تتذكرين ذلك الطفل الذي كان تابعا للجميع، لا يبدي رأيه ويخاف من سطوة الآخرين؟!?

الصفات كثيرة، والتغير سمة رئيسية للخروج من الطفولة واستقبال سن المراهقة ..

تزيد الصفات مع الوقت، قد يبدو منها صفة أو صفتان في البداية، ثم تزيد واحدة تلو الأخرى كحبات العقد المنفرط ..

هل هناك وسائل لاستقبال تلك الفترة بحال أفضل وعلاقة قوية مع أبنائنا؟!?

هذا ما سنتحدث عنه في مقالنا القادم بإذن الله ..

وللحديث بقية ....




منقول عن صفحة كوكبنا