زوجتي سقطت سهوا

احصائياتى
الردود
2
المشاهدات
671

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,542
مستوى التفاعل
9,665
النقاط
113
زوجتي سقطت سهوا
(زوجتي سقطت سهوا)

جلس أمامي كطاووس قد اكتمل بهاؤه، أخذ ينظف أكمام بذته الأنيقة من أثر غبار وهمي، قبل أن يرفع عينه إلي قائلاً بصوت هادئ مصطنع: الحقيقة أنني أريد الزواج مرة ثانية، ليس هناك ثمة مشكلات كبيرة مع زوجتي الحالية، كل ما هنالك أنها لم تعد مناسبة لي!.

هم برفع فنجان قهوته ليرتشف منه رشفة، غير أن نظرة الاستفهام التي ارتسمت على وجهي جعلته يعدل عن الفكرة ويستطرد بسرعة: كانت الأمور بيننا عادية في بداية الزواج، غير أنه ومع الوقت، صرت أرتقي في عملي، ومعارفي، ومستواي الفكري، والأدبي، وهي كما هي، لم تبذل ثمة جهد كي تجاري طموحاتي، زادت الفجوة بيننا، لم تعد تجمعنا أي مساحة للحديث، لن تتصور حجم العناء والمشقة اللذان أبذلهما في العيش مع إنسان ذاهل عما يحدث لك، ولا يجتهد كي يكون عند حسن ظنك، مؤلم أن تشعر أن شريك حياتك قد سقط سهواً دون أن تشعر به، وصار عليك أن تكمل المشوار بدونه!..

تفضل قهوتك .. قلتها له فيما يشبه صيغة الأمر، هذا طاووس آخر، واحد من أصحاب الشوارب النرجسيين، الذين يطالبون الحياة ومن فيها أن يمضوا وفق أهوائهم، يتطورون حينما يتطور، يربتون على كتفه حينما يتعثر، يتحملون ضعفه، وهوانه، غير أنه في المقابل لا يرى بأن عليه ثمة دور يجب أن يقوم به تجاه شركاء الحياة من حوله، الأسهل أن ينزلهم من قطار حياته، ويبحث عن آخرين يناسبوا المرحلة الجديدة، والشخصية الجديدة!

على كل، دعونا نفهم ما حدث لصاحبنا، ولنبدأ الحكاية من أولها ..

في الغالب عندما نتزوج تكون المساحة بيننا شبه متقاربة، كلانا لا زال في مبتدأ الحياة، في مطلع الطموحات، غير أنه ومع الوقت يبدأ أحدنا في التعامل مع "سرعة الحياة"speed of life بشكل مختلف، فيصبح سريعاً في تفكيره ونزوعه، سريعاً في القفز على سلم طموحاته الشخصية، جعبته أكثر امتلائاً بالخبرات والنجاحات، يتغير موقعة الفكري، والمهني، والاجتماعي، ينضج شعوره العام، في الوقت الذي تبطئ حركة شريكه من جراء المهام الروتينية التي يؤديها، وقلة التحديات وتنوعها، من هنا يبدأ الطرف الأسرع استشعار تأخر شريكه عنه، وربما فكر في عدم ملائمته له!.

بشكل أكثر وضوحاً وتحديداً، يجد الرجل أن المرأة التي معه لم تعد مناسبة لموقعه الجديد، وأنها غير قادرة على تفهم التغيير الذي طرأ عليه، وقلة وعيها في التعامل معه، وعدم قدرتها على إمداده بالأفكار، ولا قدرتها على الإلهام والتحفيز، ولا ملء خزان مشاعره وفكره بما يتلائم مع التطور الذي يحدث له!.

وقد يحدث أن يشعرها بهذا، ويتفنن في إخبارها عن حجم التضحية التي يقدمها بالتعايش مع إنسان لا يعي ولا يقدر ولا يتفهم ما يمر به ويواجهه!.

نعم هذا يحدث، ولن يخبرك أحد للأسف عن خطورة أن يحدث!، غير أن ما أقوله أمر واقع ومشاهد، ويترك غصة في القلب لا يمكن تفاديها.
نحن شركاء في مؤسسة تدعى الزواج، هذا هو الملمح الأول في حل هذه الإشكالية، علينا أن نعي جيداً أن تخلي أي شريك عن مهامه سيضر بالشركة في مجملها، الحقيقة أن الشركات الناجحة في المجال التجاري باتت منتبه لهذا، فتجدها تهتم بأعضائها وتتعامل معهم على أنهم شركاء نجاح لا مجرد موظفين، وتعمل على تنمية قدراتهم ومهاراتهم، وتخصص جزء من ميزانيتها لإعطائهم دورات كي يكونوا على نفس مستوى التطور العام الذي تمر به المؤسسة.

وهذا ما يجب أن تقوم به صديقي الزوج، أن تكون أكثر إيجابية، وترتقي بزوجتك، وتساعدها وتأخذ بيدها كي تعلو معك وتتطور، يجب عليك ـ نعم يجب عليك! ـ أن تنبهها إلى أهمية ما لا تنتبه هي إليه، وذهلت عنه أثناء انغماسها في دورها كأم وراعية للمنزل.

عليك أن تساعدها في هذا، تتخلى عن بعض مطالبك، تخفف عنها بعض الأعباء كي يتسنى لها المضي معك في طريق التطور.

عليك أن تتخلى فوراً عن لغة التأنيب، ولهجة الشكوى، والتلميح أو التصريح بتقصيرها وتخاذلها، دعك من أنها تأخرت كي تقوم بما كان يوماً يسعدك ويريحك، بل وكنت تحاسبها على تقصيرها عنه.

ليس من المروءة أبداً أن تخرج عليها بزينتك وعليائك وتبدأ في قياس المساحة التي تفصل بينك وبينها لتؤكد لنفسك ولها أنها أقل منك، وبالتالي عن احتياجك لمن يراعي حساسية المرحلة وأهميتها!.


وأنتِ عزيزتي، عليك أن تنتبهي لهذا، لا تنسي نفسك في زحمة الحياة، إياكِ أن يبحث عنكِ زوجك فلا يجدك، أو يراكِ بعيدة غير قادرة على تلبية ندائه في الوقت المناسب وبالشكل المناسب.

اهتمي بتنمية نفسك، وعقلك، وجسدك، وروحك، لا تتركيه يمضي وحده، بل اجتهدي في اللحاق به، وكوني له عوناً وسنداً، واقطعي الطريق أمام أي فراغ يمكن أن يحيط به.

وصدقيني حين أخبرك أن أحد أخطر التحديات التي تواجه الأزواج اليوم هو فرق السرعات .. وتخلف أحدنا عن ركب صاحبه!.

#كريم_الشاذلي
 
اسم الموضوع : زوجتي سقطت سهوا | المصدر : الزوج والزواج
معلومات طموحي بذاتي
إنضم
28 أغسطس 2014
المشاركات
232
مستوى التفاعل
62
النقاط
0
الإقامة
ملكة في مدينة السعادة
اااخ

(زوجتي سقطت سهوا)

جلس أمامي كطاووس قد اكتمل بهاؤه، أخذ ينظف أكمام بذته الأنيقة من أثر غبار وهمي، قبل أن يرفع عينه إلي قائلاً بصوت هادئ مصطنع: الحقيقة أنني أريد الزواج مرة ثانية، ليس هناك ثمة مشكلات كبيرة مع زوجتي الحالية، كل ما هنالك أنها لم تعد مناسبة لي!.

هم برفع فنجان قهوته ليرتشف منه رشفة، غير أن نظرة الاستفهام التي ارتسمت على وجهي جعلته يعدل عن الفكرة ويستطرد بسرعة: كانت الأمور بيننا عادية في بداية الزواج، غير أنه ومع الوقت، صرت أرتقي في عملي، ومعارفي، ومستواي الفكري، والأدبي، وهي كما هي، لم تبذل ثمة جهد كي تجاري طموحاتي، زادت الفجوة بيننا، لم تعد تجمعنا أي مساحة للحديث، لن تتصور حجم العناء والمشقة اللذان أبذلهما في العيش مع إنسان ذاهل عما يحدث لك، ولا يجتهد كي يكون عند حسن ظنك، مؤلم أن تشعر أن شريك حياتك قد سقط سهواً دون أن تشعر به، وصار عليك أن تكمل المشوار بدونه!..

تفضل قهوتك .. قلتها له فيما يشبه صيغة الأمر، هذا طاووس آخر، واحد من أصحاب الشوارب النرجسيين، الذين يطالبون الحياة ومن فيها أن يمضوا وفق أهوائهم، يتطورون حينما يتطور، يربتون على كتفه حينما يتعثر، يتحملون ضعفه، وهوانه، غير أنه في المقابل لا يرى بأن عليه ثمة دور يجب أن يقوم به تجاه شركاء الحياة من حوله، الأسهل أن ينزلهم من قطار حياته، ويبحث عن آخرين يناسبوا المرحلة الجديدة، والشخصية الجديدة!

على كل، دعونا نفهم ما حدث لصاحبنا، ولنبدأ الحكاية من أولها ..

في الغالب عندما نتزوج تكون المساحة بيننا شبه متقاربة، كلانا لا زال في مبتدأ الحياة، في مطلع الطموحات، غير أنه ومع الوقت يبدأ أحدنا في التعامل مع "سرعة الحياة"speed of life بشكل مختلف، فيصبح سريعاً في تفكيره ونزوعه، سريعاً في القفز على سلم طموحاته الشخصية، جعبته أكثر امتلائاً بالخبرات والنجاحات، يتغير موقعة الفكري، والمهني، والاجتماعي، ينضج شعوره العام، في الوقت الذي تبطئ حركة شريكه من جراء المهام الروتينية التي يؤديها، وقلة التحديات وتنوعها، من هنا يبدأ الطرف الأسرع استشعار تأخر شريكه عنه، وربما فكر في عدم ملائمته له!.

بشكل أكثر وضوحاً وتحديداً، يجد الرجل أن المرأة التي معه لم تعد مناسبة لموقعه الجديد، وأنها غير قادرة على تفهم التغيير الذي طرأ عليه، وقلة وعيها في التعامل معه، وعدم قدرتها على إمداده بالأفكار، ولا قدرتها على الإلهام والتحفيز، ولا ملء خزان مشاعره وفكره بما يتلائم مع التطور الذي يحدث له!.

وقد يحدث أن يشعرها بهذا، ويتفنن في إخبارها عن حجم التضحية التي يقدمها بالتعايش مع إنسان لا يعي ولا يقدر ولا يتفهم ما يمر به ويواجهه!.

نعم هذا يحدث، ولن يخبرك أحد للأسف عن خطورة أن يحدث!، غير أن ما أقوله أمر واقع ومشاهد، ويترك غصة في القلب لا يمكن تفاديها.
نحن شركاء في مؤسسة تدعى الزواج، هذا هو الملمح الأول في حل هذه الإشكالية، علينا أن نعي جيداً أن تخلي أي شريك عن مهامه سيضر بالشركة في مجملها، الحقيقة أن الشركات الناجحة في المجال التجاري باتت منتبه لهذا، فتجدها تهتم بأعضائها وتتعامل معهم على أنهم شركاء نجاح لا مجرد موظفين، وتعمل على تنمية قدراتهم ومهاراتهم، وتخصص جزء من ميزانيتها لإعطائهم دورات كي يكونوا على نفس مستوى التطور العام الذي تمر به المؤسسة.

وهذا ما يجب أن تقوم به صديقي الزوج، أن تكون أكثر إيجابية، وترتقي بزوجتك، وتساعدها وتأخذ بيدها كي تعلو معك وتتطور، يجب عليك ـ نعم يجب عليك! ـ أن تنبهها إلى أهمية ما لا تنتبه هي إليه، وذهلت عنه أثناء انغماسها في دورها كأم وراعية للمنزل.

عليك أن تساعدها في هذا، تتخلى عن بعض مطالبك، تخفف عنها بعض الأعباء كي يتسنى لها المضي معك في طريق التطور.

عليك أن تتخلى فوراً عن لغة التأنيب، ولهجة الشكوى، والتلميح أو التصريح بتقصيرها وتخاذلها، دعك من أنها تأخرت كي تقوم بما كان يوماً يسعدك ويريحك، بل وكنت تحاسبها على تقصيرها عنه.

ليس من المروءة أبداً أن تخرج عليها بزينتك وعليائك وتبدأ في قياس المساحة التي تفصل بينك وبينها لتؤكد لنفسك ولها أنها أقل منك، وبالتالي عن احتياجك لمن يراعي حساسية المرحلة وأهميتها!.


وأنتِ عزيزتي، عليك أن تنتبهي لهذا، لا تنسي نفسك في زحمة الحياة، إياكِ أن يبحث عنكِ زوجك فلا يجدك، أو يراكِ بعيدة غير قادرة على تلبية ندائه في الوقت المناسب وبالشكل المناسب.

اهتمي بتنمية نفسك، وعقلك، وجسدك، وروحك، لا تتركيه يمضي وحده، بل اجتهدي في اللحاق به، وكوني له عوناً وسنداً، واقطعي الطريق أمام أي فراغ يمكن أن يحيط به.

وصدقيني حين أخبرك أن أحد أخطر التحديات التي تواجه الأزواج اليوم هو فرق السرعات .. وتخلف أحدنا عن ركب صاحبه!.

#كريم_الشاذلي
صدقت كلامك اجى عالوجع
وهذا ما حصل معي بزبط وهذا ما اعيشه
لكن الفرق انه انا طموحه وهو دمرني دمرني ودعس ع طموحي ورفع طموحه ع طموحي .الشكوى لله
كل مالي وانا بتاكد انه نرجسي
لكن اعيش معه واني متجنبه موضوع النرجسي وتصالحت مع الموضوع ورجعت اتقبل شخصه حتى ما احس موضوع النرجسي عقدة عندي
 

ها أنا ذا

Well-known member
معلومات ها أنا ذا
إنضم
27 يناير 2019
المشاركات
1,167
مستوى التفاعل
1,126
النقاط
113
ولهذا انا اصر كثيرا على جميع من حولي ان يبدأ بالتغيير... ،،

حتى لو كانوا عزاب.....

فمن لايسير مع التطورات والتغيرات،، الدنيا والفرص لن تنتظره ابدا..، ،
 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه