سم الله الرحمن الرحيم
حياك الله أختي وأراح بالك...وكلام أختي الخط الفاصل سليم بارك الله فيها
غاليتي إستشارتك أبدا ليست تافهة بل هي مهمة جدا وبارك الله فيك على حرصك الذي تبدينه في كسب زوجك ولديك رغبة في تغيير نفسك للأحسن إن شاء الله
لاشك أن عصر عالمنا اليوم المتطور إيجابيا والكثير المشاكل سلبيا ..يزيد من عصبية المرء ويجعله لا ينعم بحياته.... والعصبية لا تغادر أحدا منا إلا من رحم ربي ...لكننا نستطيع أن نعالجها بالإستعانة بالله غاليتي
لن أبدأ بأمر عصبيته...ولكن نبدأ بعصبيتك أنتي أولا..حتى تعالجي نفسك ومن ثم يكون لك صبر في تحمل زوجك ومعالجت تصرفاته بصبرك وحكمتك إن شاء الله
دائما أثناء عصبية الطرف الثاني علينا أن نتحلى بالصبر وعدم الرد والهدوء الكامل حتى يفرغ كل مابجعبته...ثم نتوجه إليه أثناء هدوئه لنبين له وجهة نظرنا حينها سمعه وتركيزه سيكون أفضل مما يكون عليه أثناء عصبيته..فحينها لن يسمع إلا نفسه بسبب الشيطان القابع على رأسه
وبالتالي ....
1... كلما وجدته معصبا من شىء تعوذي بالله من الشيطان الرجيم وكررها داخل نفسك حتى تضبطي أعصابك لكي لا تفلت فتردي عليه بأقسى الكلمات التي تضر بأنوثتك ورقيك..قوله تعالى
( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه هو السميع العليم ) فصلت:36
2 ... توجهي بعد ذلك إلى الوضوء فعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" إِنَّ الْغَضَبَ مِنْ الشَّيْطَانِ ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ خُلِقَ مِنْ النَّارِ ، وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ ، فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ "
3...إذا أردتي أن تمسكي لسانك عن الرد وتتبعين كلمته السيئة بكلمتك الحسنة ..اذكري أنك ستفعلين ذلك لأجل الله وكسب أجر وهذا ماسيساعدك على ضبط نفسك كما أن كلماتك الطيبة ستمحو كلماته الغير اللائقة ولو بعد حين
"وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن"" صلى الله عليه وسلم
4... حافظي على صلواتك والذكري الحكيم غاليتي وصلاة ركعتين أثناء غضبك حبيبتي ...ولا تشكي بأنك ضعيفة الإيمان ..لا لا هذه الأمور طبيعية ووجدانية في حياتنا يتعرض لها أي إنسان..لكن كما يقول سبحانه " إلا بذكر الله تطمئن القلوب"
5.... حافظي على ابتسامتك لزوجك دائما ياغالية واجعلي من الحنان الذي وهبك سبحانه في قلبك أن يتدفق لزوجك ويفيض له ... فالرجل لا تلين قساوته إلا بحنان المرأة...بل ويزداد ندما على عصبيته عندما تقابل غضبه بحنانها
6.... شىء آخر قد يساعدك على الإبتعاد عن التوتر في حياتك والقلق وهي ممارسة الرياضة...التمارين الرياضية تمتص القلق الداخلي لدى الناس، وتقوي من نفوسهم وأجسادهم، فأرجو أن تمارسي أي نوع من الرياضة التي تناسب المرأة المسلمة.
7... أشغلي نفسك كل يوم بإزدياد رصيد الحسنات عندك عنده سبحانه تعينك يوم القيامة للولوج إلى الجنة إن شاء الله وتجعل لك عيشة هنيئة في دنياك.. أي حسنة.. بصدقة أو استغفار أو قرائة قرآن أو زيارة ميتم وتقديم هدايا للأطفال أو أي شىء إيجابي في الحياة .... لا تنامي ليلك إلا وأنتي تعدين مافعلته لأجله سبحانه في النهار واحتسبي الأجر عنده سبحانه... لتحل البركة عليك وعلى بيتك وتحيط بكم ملائكته ويحيط ببيك رضا الرحمن
هدوؤك هذا وتكرار النقاط هذه داخل عقلك أثناء عصبيته وضبط نفسك سيريح بالك ويهدىء من روعك وتثقين بنفسك وتسعدين بحياتك و سيجعل منه ينتبه لهدوئك هذا والفرق الذي وقع في شخصيتك ...كما أنك بهذا ستمتصين غضبه..وشيئا فشيئا بعد مرور الأيام تصرفاتك ستعلمه ضبط نفسه أيضا ويخفف منها إلى أن تنتهي بحول الله وقوته وتكسبينه زوجا محبا وودودا لك...فالحكمة كلها في قهر توترك بالصبر ....
أسأله تعالى أن يجنبكما الشياطين وأن يجمعكما على خير ويسعدكما بالدنيا والآخرة غاليتي