دعه إنه مراهق

احصائياتى
الردود
4
المشاهدات
254

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,542
مستوى التفاعل
9,665
النقاط
113
دعه إنه مراهق
إن الناظر المتفحص لأحوال من سبقونا، يدرك أن ما نعيشه اليوم ما هو إلا ضرب من ضروب الوهم، حيث غدت عبارة: “إنه مراهق” عذرًا كافيًا لكل ما يصدر عن هذا المراهق-المكلّف حقيقة- من أفعال طائشة متهورة، وكأنه غير مسؤول عما يصدر عنه، و كأن حسابه سيؤجل إلى أن يتجاوز مرحلة الزيف هاته!، وبذلك أصبحت المراهقة -على هذا النحو- وكأنها صكّ للنجاة لا يؤاخذ الشاب بموجبها ولا يحاسب!



غير أن للواقع شواهد كثيرة تضرب بهذه الرؤية الواهمة عرض الحائط، ابتداءً من خير الأزمان وانتهاءً بجيل ليس عنـا ببعيد!

فهذا أسامة بن زيد يولِّيه الرسول صلى الله عليه وسلم قيادة جيش من كبار الصحابة، وهو لمَّا يبلغ العشرين عامًا، و ذاك معاذ بن جبل بعثه الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى اليمن بعد غزوة تبوك، ليعلم الناس القرآن وشرائع الإسلام ويقضي بينهم وجعل إليه قبض الصدقات من العمال الذين باليمن، وشيّعه ماشيًا في مخرجه وهو راكب، وهذا علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وثلة من الصحابة الكرام رضي الله عنهم كانوا حماة للإسلام ودرعا له أمام صناديد قريش و كبرائها، وهم ما يزالون شبابًا لمّا يتزوّج معظمهم آنذاك.

 
اسم الموضوع : دعه إنه مراهق | المصدر : دورات و قراءات

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,542
مستوى التفاعل
9,665
النقاط
113
أين الامتحان؟

13491403305.gif
إن غياب مفهوم الامتحان، يجعل من الحياة صعبة لا تطاق، فكيف لذهن طُبع في ثناياه أن الهدف من وجودك هو الاستمتاع بالحياة، أن يتعايش مع الألم ومتطلبات المعيشة وخشونتها؟

هذا التغييب يتحمل الحصة الأكبر منه الأهالي، حيث إن الطفل يُنشّأ على أنه لا يستحق إلا الأفضل، ولا يتوقع من الآخرين إلا التعامل الجميل الراقي، فهو لا يغفر أي خطأ في حقه وشعاره: اعتزل ما يؤذيك!

لكن لنتساءل بعيدًا عن طبيعة هذا الأذى، وهل يصب في مصلحة الإنسان أم لا؟

إن الرؤية الهشّة لشباب وأطفال اليوم يغذّيها الإعلام ويدعمها، ابتداءً من المسلسلات التي ترسم سيناريوهات مثالية -غير واقعية- للحياة، يسيل أمامها لعاب المُشاهد وهي تلعب على أوتار مشاعره، حيث تصور له الحياة مزخرفة و بسيطة سهلة، لا عقبات فيها! وبالتالي فما إن تخرج الفتاة أو الشاب إلى معترك الحياة الحقيقي ومنعطفاتها، حتى يغرقوا في الشعور بالتحطم الروحي، والإنهاك النفسي.

لقد أصبحت فكرة اختبار الإنسان في الحياة ثقيلة شاقة على ظهورهم. فإحدى نتائج هذه الهشاشة هو تضخيم أي مشكلة في الحياة إلى درجة تصويرها بوصفها كارثة وجودية لا حول لك ولا قوة أمامها. [تدليل العقل الأمريكي،جوناثان هايدت، جريج لوكانيوف].


 

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,542
مستوى التفاعل
9,665
النقاط
113
آثَر ما ينبغي إيثاره

13491403305.gif


إن الألم هو ما يجعلنا نكبر وننضج ونتحمل مسؤوليات الحياة، الألم هو الفيصل إن صح القول بين مَن فقِه دوره على هذه الأرض، وبين من اختار السير بلا هدف أو بوصلة، إذ إن غاية غاياته أن يستمتع!.

وفي كلتا الحالتين الألم حاضر موجود، إذ إنه أمر حتمي لا مناص منه ولا هروب. غير أن من يألم ليحقق عبوديته، ليس كمن يألم استجابة لنداء الطين ونوازع الشهوة بداخله! “ومن عرف قدر التفاوت آَثَر ما ينبغي إيثاره ” [الفوائد، ابن القيم]

وأخيرًا، فإن كلماتي هذه ليست من باب الجلد والتقريع، فأنا شابة لا أنكر أنني سلكت ذات السبل ولَكَم ضخمت وهوّلت من آلامي، غير أن معرفة المشكلة هي جزءٌ أصيل من الحل، لفك التطبيع الحاصل مع هذه الظاهرة في أوساطنا نحن الشباب، بل جميعنا نحن بني آدم الذين استخلفنا الله على هذه الأرض ومدنا سبحانه وتعالى بحبل منه نستهدي به لبلوغ دار الخلود.

“فهلمّ بنا نشتري أنفسنا: فالسوق قائمة والثمن موجود!” [الفوائد، ابن القيّم


انتهي

ا.كوثر الفراوي

مقال الشباب بين التكليف ووهم المراهقة
 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه