دراكولا شخصية حقيقية وليس وحي خيال

احصائياتى
الردود
0
المشاهدات
184

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,538
مستوى التفاعل
9,650
النقاط
113
دراكولا شخصية حقيقية وليس وحي خيال
«دراكولا» شخصية حقيقية، تولى حكم رومانيا في القرن الخامس عشر، اعتبره الرومانيون بطلًا قوميًا أنقذ أوروبا من الغزو العثماني، بينما نظر إليه البعض على أنه مجرم أنهى حياة أكثر من 100 ألف شخص دون رحمة أو شفقة.

اسمه الحقيقي فلاد الثالث، حكم رومانيا لفترات متقطعة امتدت إجمالاً لـ7 سنوات بين 1455 و1478، ولُقب بـ«دراكولا»، لانضمامه لما يُسمى بـ«عصبة التنين»، التي كانت اتحادًا سريًا ضم مجموعة من أمراء ونبلاء أوروبا الوسطى والشرقية للوقوف ضد المد العثماني، ويعني اسم «دراكولا» باللاتيني «ابن التنين»، أما في الرومانية الحديثة فتعني «ابن الشيطان».

وُلد «فلاد» في مقاطعة سيجيشوارا بإقليم ترانسيلفانيا التابع لمملكة المجر (ويتبع الآن دولة رومانيا الحالية) في شتاء عام 1431 لوالده فلاد الثاني دراكول.

عاش «دراكولا» خلال فترة حرجة من تاريخ أوروبا الشرقية، فبعد سقوط القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح أصبح البلقان بأسره ساحة مفتوحة أمام الجيوش العثمانية، وغدت مقاطعة والأشيا الرومانية عالقة ما بين مطرقة العثمانيين وسندان الهنجاريين، وكلاهما طامع يتهدد كيان ووجود هذه الإمارة الصغيرة.

وكان هناك تناحر مستمر بين أمراء والأشيا على العرش، ومؤامرات النبلاء الذين استغلوا هذا التناحر لتعزيز نفوذهم ومصالحهم.

اعتلى فلاد الثاني، الشهير بـ«دراكول»، ووالد «دراكولا»، عرش ولاكيا، وظل حاكمًا عليه حتى تمت إزاحته عن العرش من خلال مؤامرات تم ترتيبها بين خصومه في ولاكيا وملك المجر في ذلك الوقت فلاديسلاف الثالث عام 1442، ومع ذلك عاد «فلاد الثاني» لاعتلاء عرش والاكيا الذي انتزعه من بين يدي باسراب الثاني وحلفائه من البويار، وذلك بمساعدة السلطان العثماني آنذاك «مراد الثاني» بعدما اتفق معه على دفع الجزية للدولة العثمانية.

فور عودته لعرش والاكيا 1443، أرسل فلاد الثاني ولديه الشرعيين، «فلاد» و«رادو» إلى البلاط السلطاني العثماني كرهائن لدى السلطان «مراد الثاني» لإثبات ولائه للإمبراطورية العثمانية، وفي أعقاب وفاة فلاد الثاني، عاد «فلاد الثالث» ليحتل مكان أبيه على عرش «والاكيا» بمساعدة العثمانيين، فيما بقي شقيقه «رادو» أسيرًا للبلاط السلطاني العثماني، الذي اندمج مع الحياة التركية وأعلن إسلامه وأصبح جنديًا في جيش الخليفة العثماني.

وخلال تلك الفترة التي قضاها «فلاد الثالث» في أدرنة، تمكّن الأمير الشاب من دراسة علوم المنطق والقرآن والأدب وكذلك التركية العثمانية حتى أتقن هذه اللغة خلال السنوات الأخيرة التي قضاها في البلاط السلطاني، كما تدرّب على الفروسية وفنون الحرب، ولكن كان يتعرض للضرب والتعنيف من قبل الأتراك بسبب شخصيته الجريئة.

ولم تدم فترة حكم «فلاد الثالث» طويلًا، حيث عاود نبلاء ترانسيلفانيا والملقبون بـ«البويار»، وإيوان دي هونيدوارا، وصي عرش المجر، غزو ولاكيا مرة أخرى ليعيدوا أحد حلفائهم، لعرش البلاد مجددًا بعد أن أطاحت به الجيوش العثمانية سابقًا.

وبعد إقصائه من الحكم، لم يرغب «فلاد الثالث» في طلب المساعدة من الدولة العثمانية مرة أخرى، خاصة بعد اعتلاء السلطان محمد الثاني، نظرًا للخصومة والكراهية بين الإثنين منذ أن تربيا سويًا في البلاط السلطاني، وعليه فر هاربًا إلى مولدافيا وعاش لفترة هناك تحت حماية عمه «بوجدان الثاني»، قبل أن يلقى الأخير حتفه في 17 أكتوبر 1451، مما دفع «فلاد الثالث» للفرار مرة أخرى قاصدًا المجر، وهناك التقى بإيوان دي هونيدوارا والذي أُعجب بدراية الأمير الشاب بالأحوال الداخلية للدولة العثمانية وخططهم للحرب العثمانية ولوجيستياتها، علاوة على الكراهية المطلقة من جانب فلاد الثالث تجاه الدولة العثمانية، مما دفع إيوان دي هونيدوارا لاتخاذ فلاد الثالث مستشارًا عسكريًا له.

استمر مكوث فلاد الثالث في المجر حتى ما بعد سقوط القسطنطينية على يد محمد الثاني، الملقب بـ«الفاتح» في 29 مايو 1453، بعدها تعاظم المد العثماني من تلك المنطقة عن طريق إمارات الكاربات مهددًا بر أوروبا الرئيسي بالكامل.

وبعد ثلاثة أعوام من غزو القسطنطينية، حاولت الجيوش العثمانية إضعاف المملكة المجرية عن طريق محاصرة بلجراد عام 1456، في ذلك الوقت، وجد إيوان دي هونيدوارا نفسه مضطرًا لمغادرة المجر وشن غارات مضادة في صربيا نجح من خلالها في رفع الحصار عن بلجراد، من جانبه استغل فلاد الثالث تلك الإضطرابات في العودة مرة أخرى إلى والاكيا وقاد عشيرته لاسترداد ملكه للمرة الثانية في 22 أغسطس 1456.

فترة حكم «دراكولا»، كما أشرنا، لم تتجاوز إجمالًا السبعة أعوام وهي مدة قصيرة جدًا مقارنة بأعداد البشر الذين قتلهم، والذين ناهز عددهم المائة ألف إنسان، أغلبهم من الأتراك والبويار، ولقب بـ«فلاد المخزوق» لاستخدامه الخازوق في القضاء على خصومه.

ذكرت المصادر أنه خوزق راهبًا مع حماره، كما خوزق 500 شخص من المنتسبين إلى الأسر العريقة، ويقال إنه استمتع عندما خوزق 600 تاجر أجنبي، كما رمى 400 طالب في نار كبيرة أشعلها لهذا السبب، وأجبر الأطفال على أكل لحم أمهاتهم اللاتي قتلهن، وقطع ثدي بعض الأمهات، وخيط محلها رؤوس أولادهن، كما جمع كل متسولي البلد وقدم لهم الأكل، ثم قام بإحراقهم وسلخ جلود أرجل الأسرى الأتراك ثم مسحها بالملح، وجعل الأغنام تلحسها.

وغير ذلك من الجرائم، التي قتل من خلالها بين عشرين وثلاثين ألف إنسان، فقط للاستمتاع، ولذلك أطلق المؤرخ دورسون بك، المعاصر للسلطان محمد الفاتح، اسم «حجاج الكفار».

كما هاجم «دراكولا» مدينة براشوف الرومانية، معقل البويار، للانتقام منهم، وأعدم قرابة 30.000 من تجار المدينة وقادتها خزقًا صبيحة الاحتفال بعيد القديس برثولماوس، في 11 يونيو 1459، بعد اتهامه إياهم بالفساد والتآمر على والاكيا، بعدها خلد إلى الراحة وتناول الغذاء وسط الجثث المعلقة على الخوازيق، تاركًا إيها للتعفن، تحذيرًا منه لكل من تسوّل له نفسه الخروج عن طاعته، كما أغار على مدينة سيبيو بترانسيلفانيا عام 1460 وأعدم 10.000 من أهلها.

في 1460 أرسل السلطان محمد الفاتح رسالة إلى «دراكولا» يطالبه بدفع الجزية المتأخرة عليه، والمقدرة بعشرة آلاف دوقت، علاوة على تقدم والاكيا لخمسمائة من أبنائها للعمل في الجيش العثماني.

رفض «فلاد» شروط السلطان العثماني لقناعته بأن قبول تلك الشروط واستمراره في دفع الجزية يعني قبوله ضمنيًا بالوصاية العثمانية على والاكيا، وأمر بتسمير عمائم الرسل العثمانيين على رؤوسهم بمسامير حديدية بعد أن رفضوا خلعها في حضرته احترامًا وإجلالًا.

كما أرسل فلاد الثالث خطابًا لسكسون ترانسيلفانيا بتاريخ 10 سبتمبر 1460، محذرًا إياهم من غزو محمد الثاني للبلاد وطالبًا منهم العون خلال حربه ضد الجيوش العثمانية، التي عبرت بالفعل نهر الدانوب وبدأت في جمع الأفراد قسرًا وإرسالهم لمعسكرات التدريب، وهو ما لم يرُق لفلاد الثالث الذي تحرك بجنده مهاجمًا القوات العثمانية، وألقى القبض على العديد من أفرادها وأمر بإعدامهم خزقًا، واستمرت المناوشات بين أمير والاكيا والقوات العثمانية حتى 1461.

وأرسل السلطان جيشا عثمانيا بقيادة حمزة باشا للاقتصاص من دراكولا وقتله، ولكن هزم «فلاد» الجيش العثماني، ووضع جنوده على الخوازيق، وأطولها كان خازوق حمزة باشا نفسه، وأسفرت حملاته بعدها على قتل ما يزيد على 25 ألف تركي مسلم.

بعدها جهز «الفاتح» جيشا عثمانيا جرارا قاده بنفسه للقضاء على دراكولا واحتلال والأشيا، لكن هذه الحملة العسكرية لم تفضِ إلى شيء، فدراكولا الخبير بأساليب القتال العثمانية لم يخض معركة ناجزة مع السلطان وإنما لجأ لحرب العصابات، خصوصًا أسلوب الغارات الليلية، وهي غارات ألقت الرعب في قلوب العثمانيين، وزاد من رعبهم واشمئزازهم ذلك المنظر البشع الذي كان ينتظرهم على سفوح التلال المحيطة بأسوار مدينة تراجوفشت الرومانية، حيث انتصبت غابة كاملة من الخوازيق تكللت رؤوسها المدببة بجثث عشرين ألف إنسان، غالبيتهم من الجند العثمانيين.

وبمساعدة السلطان العثماني تمكن رادو، شقيق دراكولا من الإطاحة بأخيه وتنصيب نفسه أميرا على والاشيا، في حين انتهى المطاف بدراكولا سجينا في هنجاريا.

بعد وفاة رادو المفاجئة عام 1475، أعلن فلاد قيام دولته الثالثة في 26 نوفمبر 1476، وبدأ في تجميع قوات من الموالين له والاستعداد لغزو والاكيا بدعم مجري من كورفينوس، غير أن مُلكه الأخير على والاكيا لم يدم سوى أقل من شهرين، بعد وفاته في معركة ضد العثمانيين بالقرب من بوخارست.

جدير بالذكر أنه تم فصل رأس فلاد الثالث عن جسده، حيث أُرسل الرأس للسلطان العثماني محمد الثاني، الذي قام بعرض الرأس على خازوق خشبي في العاصمة العثمانية أدرنة، بينما قام جريم فلاد الثالث بدفن ما تبقى من جثة خصمه، دون أي مراسم جنائزية، في كومانا على الأرجح، داخل الدير الذي أسسه فلاد الثالث بنفسه 1461، وقد هُدم هذا الدير وأُعيد بناؤه من جديد 1589.

- جزء من رسمه لفلاد الثالث على جناح مذبح كنيسة القديسة ماريا فى فيينا مرسوم في عام 1460م

#صلاح

منقول
 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه