حينما تبدأ من الصفر مرارا

احصائياتى
الردود
0
المشاهدات
258

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,542
مستوى التفاعل
9,665
النقاط
113
حينما تبدأ من الصفر مرارا
عودتُكَ للصفرِ كلَّ مرةٍ، بعد أن تقطعَ آلاف الخطوات نحو وجهةٍ ظننتها البلوغَ وقسمةَ النصيب، شاقّةٌ جدّاً ومؤذية. ليالي تلك العودةِ حالكةٌ واستجماعُ فؤادك من هاوية القنوط والهلاك صعبٌ جدّاً.. جميعنا يعلمُ ذلك. لكنّ الأهمّ، هو علمُكَ بأنّ الذهاب والإياب لا يفعلان بالأقدامِ ما يفعلهما التجمّدُ خوفاً في نفس المكان. ألم تكن تدري أن للأقدام ذاكرةً يا صديق؟

صفراً بعد صفر.. لا وجهاتٍ مبلوغةً بعد، ولكنّ حكمةً ستلوّح في أفق إدراكك مع كلّ صفر، فإذ به يتكاثر كبيضٍ لفرخٍ جديدٍ يخرج صارخاً بالحياة رغم ارتجافةِ الخافق والجسد الهزيل دونَ ريش. سيحاول الطيرُ التحليق مجدّداً، بسذاجةٍ أقلّ، واحتمالات فشلٍ أكثر في الحسبان، وأملٍ ناضجٍ يدبّ فيه هذا الإصرار على الحياة في كل مرة.

أكثرُ ما يحضرني وأنا أراقبُ في دماغي مشهدَ الإنسان عائداً إلى صفره.. هو الكبدُ. درسنا مرةً أنّه عضوٌ قادرٌ على الاكتمال ولو من أشلاء صغيرة.. ينمو، من قطعةٍ قد تبلغُ ربعَ حجمه الطبيعي، إلى عضوٍ يقوم بمهامه مجدداً.. وما أهمّ مهامه يا ترى؟ إزالة السميّة.. يبتلعها كأنها لم تكن، يحوّل السمّ لمركبٍ هزيلٍ دون فائدة، ويكتسبُ هو في كلّ مرةٍ ومن كلّ سمّ درساً قاسياً لكنه ثمين. درسٌ يجعله عضواّ قادراً على النموّ والتجدّد وإصلاحِ كلّ تلفٍ أو ندبةٍ فيه باستمرار.

النورُ في ظلامك هذا -يا ذا الكبد الرطبةِ- أنّه يراك. وأنّك إن ابتغيتَ شاهداً على كلِّ هذه المحاولات، فاللهُ بعزّهِ قدره، هوَ خيرُ الشاهدين.

إسلام الجراح
 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه