معلومات Noufshamri
- إنضم
- 4 مايو 2020
- المشاركات
- 1,036
- مستوى التفاعل
- 1,141
- النقاط
- 113
حوار بين الام وابنها
الأم بتصب شاي و ابنها حامل كعكة و في هدوء غريب بالبيت….البخار بيطلع من ابريق الشاي كإنه مارد...و الدنيا برا شتا….الشبابيك عليها ندى...ابنها في بعيونه حكي...
-ماما! ممكن أسألك إشي بس ما تزعلي مني؟
-أنا أزعل منك؟ ليش يا ماما إنت نور عيوني...إسأل شو ما بدك حبيبي…
تردد شوي…
-إنتي عمرك ما سبيتي على بابا! ولا دعيتي عليه مع إنه بيضربك و بيإذيكي دايما…عمرك ما حكيتي لجدو أو خالو عن الأشياء المو حلوة اللي بيعملها بابا فيكي….
بيسرح و هو بغمّس الكعكة جوا الكاسة...و كإنه بيتمنى يلاقي جواب يخفف عن إمه...
بتطلع الأم مصدومة بإبنها….هاد الاشي اللي كانت خايفة منه بيوم...خايفة ابنها يفهم الدنيا و ينتبه على معاناتها…
بتاخد نفس بمزّع صدرها و هي بتسحبه….
-بابا منيح حبيبي...بس الظروف….
بقاطعها ابنها…الكعكة صارت مرهم و غرقت بالشاي..ما حدا إله نفس يكمّل أكل...
-ماما، بترجاكي ما تدافعي عنه….أنا بطلت ولد صغير...بعرف تماما شو بيصير….لما يضربك بكون صاحي و..
بحس بغصة بتمنعه يكمل حكي..بس بيجبر حاله…
-أنا بكون صاحي معك و بحس بوجعك...بسمع صوت الكف لما ينزل على خدك ماما! بسمعك و إنتي بتحاولي تمنعي الصرخة تطلع من قلبك...أنا بعرف إني لو تدخلت أو حاولت امنعه رح يضربني و بعدها رح يكون أشرس معك….و رح يتهمك بإنك ما عرفتي تربي...
بترجف شفايفها….ما في إشي بتخبى عن ابنها….هو أكتر واحد عايش معها الصراع….
-بعرف إنت بشو بتفكر….يمكن تقول عني ضعيفة….أو إني مرخصة حالي و مش لازم أبقى بهالبيت ولا لحظة….
عيونه بتوافق على حكيها..
بتتطلّع على الغيمة اللي مرت من ورا البرداية…بروح تفكيرها لذكريات سيئة….
-باللحظة اللي أبطل فيها أتحمل رح تصير أشياء كتير….كلها ضدك إنت..أنا خلص يا ماما تزوجت و هاي حياتي ما رح تتغير….بس باللحظة اللي بدي أتحرك فيها ضده أول شي أبوك رح ينتقم منك إنت..رح يبعدني عنك...و يحرمني منك و الله أعلم مين رح تيجي تربيك و الله أعلم شو رح تعمل فيك...أنا مش عم بخوفك بس الدنيا مليانة قصص...….باللحظة اللي رح يعرفوا فيها أهلي...جدك و خالك….ما رح يقدروا يعملوا ولاااا إشي..ما رح يقبلوا إني أرجع أعيش معهم و معي طفل...وقتها عنجد شوكتي رح تنكسر قدام أبوك و اللي بيعمله هلأ رح مرة رح يعملوا فيي مليون مرة لإنه وقتها رح يكون فهم و عرف إنه ما إلي سند...بتعرف؟ أنا ما بلومهم لجدك و خالك...كل واحد فيهم عنده همّه...جدك زلمة كبير و أي مشكلة ممكن قلبه يوقف منها...و خالك طول نهاره راكض ورا رزقة ولاده و يا دوب يرضي مرته….أبوك يماما كان يوما ما شخص منيح و لسا في جواه طيبه.....رح يجي يوم و يرجع لوعيه و ترجع الحنية و الحب لحياتنا...
ابنها ضاق صدره...هو بعمر بيفهم بس مو لدرجة إنه يستوعب كل هالهم….
-طيب ماما...بتوعديني لما أكبر تخليني أدافع عنك؟ أحميكي من بابا و من كل الدنيا؟!
الأم بتسحب ابنها لصدرها و بتضمه…
-لا، ما بدي أوعدك….بدي تكبر...و تضل تدير بالك على أبوك...أنا يمكن ما أعيش لهديك اللحظة….خليك معه و اكسب رضاه...إحنا يماما رح نتهنى بالجنة….هيك نصيبنا و هيك حياتنا….مهما صار...بضل أبوك...مهما صار بيوم هاد زوجي و دايما بدعيله بكل صلاة الله يهديه…أبوك يوما ما رح يكون ضعيف و هزيل و العمر رح ياخد حقه بس أوعك تعامله لما يضعف بقسوة...أوعك تستغل يوما ما ضعف بني آدم....إنت كون قوته بهداك الوقت...إنت كون عكّازه لما يبطل يمشي....
زوجها واقف ورا الباب….بيسمع كل شي بتحكيه…
بيمسح دموعه بكمّه...بينتبهوا إنه في حدا...بتجهز الأم حالها حتى تبدا يومها مع القهر…
بحاول الأب يلف وجهه حتى ما تشوفه و هو منصدم بالحكي اللي سمعه….منصدم إنها بنت حلال باقية معه عشان ابنها و متحملة لعل و عسى....…
منصدم إنه عنده هيك قلب و هيك طيبة و هو مش شايف فيها إلا حدا بيستحق العقاب بدون سبب…
بقرّب منها و من إبنه….في إشي صحّاه هلأ...كلام يمكن بسيط بس رح يغير حياته….
بتفكر إنه رح يضربها….بيمسك إيدها...وهي بترمش بتستنى الكف على نفس المكان….
بيتطلع فيها….ببوس إيدها….بشدها لعنده بكل قوته...بيشهق من قوة الصحوة...عيونه مفتوحة على أوسع درجة…
أنا شو كنت عم بعمل! و هي كيف بتقابل شرّي!
لأول مرة بحياته بتطلع منه كلمة آسف...بتلحقها عبارات ندم…
الإبن واقف و تقريبا فاهم...بيسحبه أبوه لجهته و بتصير الضمّة ثلاثية…
الأم منصدمة…
بس لما ربنا يستجيب دعائك بالهداية لشخص...لو كان أبشع إنسان بالدنيا...رح يتغير….
في لحظة ربنا رح يعوضك فيها على الصبر...عن كل لحظة دعيته فيها….
الأب بعد هديك اللحظة كإنه تبخّر من جواه الشيطان…
ربنا بيصلح حاله….و بيبدا يعوّضهم بكل لحظة بحب و حنان ما أعطاه بني آدم لأهله…
و مع الوقت الأم بتموت…
و الأب بيكبر…
و الإبن بيتزكّر كلام أمه و بضل حافظ الوصية…..
"خليك معه و اكسب رضاه،إنت كون قوته بهداك الوقت...إنت كون عكّازه لما يبطل يمشي...."
-ماما! ممكن أسألك إشي بس ما تزعلي مني؟
-أنا أزعل منك؟ ليش يا ماما إنت نور عيوني...إسأل شو ما بدك حبيبي…
تردد شوي…
-إنتي عمرك ما سبيتي على بابا! ولا دعيتي عليه مع إنه بيضربك و بيإذيكي دايما…عمرك ما حكيتي لجدو أو خالو عن الأشياء المو حلوة اللي بيعملها بابا فيكي….
بيسرح و هو بغمّس الكعكة جوا الكاسة...و كإنه بيتمنى يلاقي جواب يخفف عن إمه...
بتطلع الأم مصدومة بإبنها….هاد الاشي اللي كانت خايفة منه بيوم...خايفة ابنها يفهم الدنيا و ينتبه على معاناتها…
بتاخد نفس بمزّع صدرها و هي بتسحبه….
-بابا منيح حبيبي...بس الظروف….
بقاطعها ابنها…الكعكة صارت مرهم و غرقت بالشاي..ما حدا إله نفس يكمّل أكل...
-ماما، بترجاكي ما تدافعي عنه….أنا بطلت ولد صغير...بعرف تماما شو بيصير….لما يضربك بكون صاحي و..
بحس بغصة بتمنعه يكمل حكي..بس بيجبر حاله…
-أنا بكون صاحي معك و بحس بوجعك...بسمع صوت الكف لما ينزل على خدك ماما! بسمعك و إنتي بتحاولي تمنعي الصرخة تطلع من قلبك...أنا بعرف إني لو تدخلت أو حاولت امنعه رح يضربني و بعدها رح يكون أشرس معك….و رح يتهمك بإنك ما عرفتي تربي...
بترجف شفايفها….ما في إشي بتخبى عن ابنها….هو أكتر واحد عايش معها الصراع….
-بعرف إنت بشو بتفكر….يمكن تقول عني ضعيفة….أو إني مرخصة حالي و مش لازم أبقى بهالبيت ولا لحظة….
عيونه بتوافق على حكيها..
بتتطلّع على الغيمة اللي مرت من ورا البرداية…بروح تفكيرها لذكريات سيئة….
-باللحظة اللي أبطل فيها أتحمل رح تصير أشياء كتير….كلها ضدك إنت..أنا خلص يا ماما تزوجت و هاي حياتي ما رح تتغير….بس باللحظة اللي بدي أتحرك فيها ضده أول شي أبوك رح ينتقم منك إنت..رح يبعدني عنك...و يحرمني منك و الله أعلم مين رح تيجي تربيك و الله أعلم شو رح تعمل فيك...أنا مش عم بخوفك بس الدنيا مليانة قصص...….باللحظة اللي رح يعرفوا فيها أهلي...جدك و خالك….ما رح يقدروا يعملوا ولاااا إشي..ما رح يقبلوا إني أرجع أعيش معهم و معي طفل...وقتها عنجد شوكتي رح تنكسر قدام أبوك و اللي بيعمله هلأ رح مرة رح يعملوا فيي مليون مرة لإنه وقتها رح يكون فهم و عرف إنه ما إلي سند...بتعرف؟ أنا ما بلومهم لجدك و خالك...كل واحد فيهم عنده همّه...جدك زلمة كبير و أي مشكلة ممكن قلبه يوقف منها...و خالك طول نهاره راكض ورا رزقة ولاده و يا دوب يرضي مرته….أبوك يماما كان يوما ما شخص منيح و لسا في جواه طيبه.....رح يجي يوم و يرجع لوعيه و ترجع الحنية و الحب لحياتنا...
ابنها ضاق صدره...هو بعمر بيفهم بس مو لدرجة إنه يستوعب كل هالهم….
-طيب ماما...بتوعديني لما أكبر تخليني أدافع عنك؟ أحميكي من بابا و من كل الدنيا؟!
الأم بتسحب ابنها لصدرها و بتضمه…
-لا، ما بدي أوعدك….بدي تكبر...و تضل تدير بالك على أبوك...أنا يمكن ما أعيش لهديك اللحظة….خليك معه و اكسب رضاه...إحنا يماما رح نتهنى بالجنة….هيك نصيبنا و هيك حياتنا….مهما صار...بضل أبوك...مهما صار بيوم هاد زوجي و دايما بدعيله بكل صلاة الله يهديه…أبوك يوما ما رح يكون ضعيف و هزيل و العمر رح ياخد حقه بس أوعك تعامله لما يضعف بقسوة...أوعك تستغل يوما ما ضعف بني آدم....إنت كون قوته بهداك الوقت...إنت كون عكّازه لما يبطل يمشي....
زوجها واقف ورا الباب….بيسمع كل شي بتحكيه…
بيمسح دموعه بكمّه...بينتبهوا إنه في حدا...بتجهز الأم حالها حتى تبدا يومها مع القهر…
بحاول الأب يلف وجهه حتى ما تشوفه و هو منصدم بالحكي اللي سمعه….منصدم إنها بنت حلال باقية معه عشان ابنها و متحملة لعل و عسى....…
منصدم إنه عنده هيك قلب و هيك طيبة و هو مش شايف فيها إلا حدا بيستحق العقاب بدون سبب…
بقرّب منها و من إبنه….في إشي صحّاه هلأ...كلام يمكن بسيط بس رح يغير حياته….
بتفكر إنه رح يضربها….بيمسك إيدها...وهي بترمش بتستنى الكف على نفس المكان….
بيتطلع فيها….ببوس إيدها….بشدها لعنده بكل قوته...بيشهق من قوة الصحوة...عيونه مفتوحة على أوسع درجة…
أنا شو كنت عم بعمل! و هي كيف بتقابل شرّي!
لأول مرة بحياته بتطلع منه كلمة آسف...بتلحقها عبارات ندم…
الإبن واقف و تقريبا فاهم...بيسحبه أبوه لجهته و بتصير الضمّة ثلاثية…
الأم منصدمة…
بس لما ربنا يستجيب دعائك بالهداية لشخص...لو كان أبشع إنسان بالدنيا...رح يتغير….
في لحظة ربنا رح يعوضك فيها على الصبر...عن كل لحظة دعيته فيها….
الأب بعد هديك اللحظة كإنه تبخّر من جواه الشيطان…
ربنا بيصلح حاله….و بيبدا يعوّضهم بكل لحظة بحب و حنان ما أعطاه بني آدم لأهله…
و مع الوقت الأم بتموت…
و الأب بيكبر…
و الإبن بيتزكّر كلام أمه و بضل حافظ الوصية…..
"خليك معه و اكسب رضاه،إنت كون قوته بهداك الوقت...إنت كون عكّازه لما يبطل يمشي...."
اسم الموضوع : حوار بين الام وابنها
|
المصدر : الروايات
