حكم تعليق من آيات القرآن فب المنازل والمكاتب

احصائياتى
الردود
1
المشاهدات
645

أم عبده

New member
معلومات أم عبده
إنضم
12 يناير 2008
المشاركات
6
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
حكم تعليق من آيات القرآن فب المنازل والمكاتب
هل يجوز تعليق بعض من الآيات من القرآن الكريم في المنازل أو المكاتب؟

أنني لا أرى ذلك، أي: لا أرى أن الإنسان يعلِّق آيات من القرآن على الجدر سواء في المساجد أو في البيوت؛ لأن هذا التعليق لا بد أن نسأل ما الحامل على ذلك، إن قال الحامل على ذلك التبرك بكلام الله -عزَّ وجل-؛ قلنا: إن التبرك بالقرآن على هذا الوجه ليس بصحيح؛ لأن هذا لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن أصحابه أنهم كانوا يتبرَّكون بالقرآن على هذا الوجه، وإذا لم يرد عنهم ذلك؛ فَعُلِم أنه ليس من الشرع، وإذا لم يكن من الشرع؛ فإنه لا يجوز للإنسان أن يتعبَّد به لله -عزَّ وجل-، أو أن يتبرَّك بالقرآن على هذا الوجه بدون مستندًا شرعًا.
قد يقول: إنني أريد بذلك تذكير الجالسين فيما تتضمَّنه هذه الآية من ترغيب أو ترهيب؛ فنقول: هذا التفكير وإن كان مقصودًا للواضع، لكنه في الحقيقة غير واقع وغير عملي، فما أكثر الآيات التي فيها ترغيب وترهيب، إذا وُضِعت؛ فإن أكثر الحاضرين إن لم يكن كلهم لا ينتفع بذلك ولا يتعظ، قد يكون من المعلَّق قوله تعالى: {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا} [الحجرات : 12]، ويكون المجلس الذي فيه هذه الآية كله غيبة و كلام في أعراض الناس، فيكون هذا من باب المضادة لكلام الله -عزَّ وجل-.
قد يقول: إني علقتها حماية لبيتي، فأنا أعلِّق آية الكرسي؛ لتحفظ البيت من الشياطين؛ لأنه ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه: (من قرأ آية الكرسي في ليلة؛ لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح)، فنقول: هذا أيضًا من البدع، فإن السلف لم يكونوا يحفظون بيوتهم بتعليق الآيات عليها، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: (من قرأ آية الكرسي في ليلة)، والقراءة غير التعليق كما هو ظاهر.
وبناء على هذه العلة التي يتعلَّل بها من يعلِّق الآية، تجد كثير من الناس يعتمد على هذا التعليق ولا يقرأها بنفسه؛ لأنه يقول: قد كُفِيت بتعليق هذه الآية، فيفوت الإنسان خير كثير بناء على هذا العمل المبني على هذا الاعتقاد الذي لا أصل له، و نحن نقول إن بعض الناس قد يعلقها -أي الآيات- من باب التجميل، ولهذا تجدهم أحيانًا يعلِّقون آيات كتبت على غير الرسم العثماني، بل هي مخالفة له، وربما يكتبونها على الشكل الذي يُوحي به معناها، وربما يكتبونها على صورة بيت، أو قصر، أو أعمدة، وما أشبه ذلك؛ مما يدل على أنه جعلوا كلام الله -عزَّ وجل- مجرد نقوش وزخرفة، وهذا رأيته كثيرًا.
فالذي أرى أنه لا ينبغي للإنسان أن يُعَلَّق شيئًا من كلام الله -عزَّ وجل- على الجدر، فإن كلام الله أعلى وأسمى وأجل من أن يُجْعل وشيًا تُحْلَّى به الجدران، ولا يمكن أن يُقَاس هذا على شخص علَّق المصحف بوتد أو شبهه في الجدار، فإن هذا قياس مع الفارق العظيم، فالمصحف مغلف في جيبه أو بظرفه ولم تبدوا حروفه ولا أسطره، ولا أحد يقول: إني علقت المصحف هنا لأتبرك به أو لاتعظ به، وإنما يقول: علَّقته هنا؛ لرفعه عن الأرض، وحفظه عن الصبيان، ونحو ذلك، وفرق بين البارز الظاهر المعلَّق أو المشمع على الجدار وبين مصحف معلَّق مغلف جعل في فرجه أو علق بوتد أو شبهه، ولا ينطلي هذا القياس على أحد تأمل المسألة وتدبرها.





للشيخ: محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-
 
التعديل الأخير:

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه