حافي القدم نعم ..لكنه علم اين الجرح

[راجيه الرضا]

هناك فرق كبير بين حال اثنين يمضيان معًا في الماء باتجاه الخروج، يسيران على الحصى والشعب المتحجرة، والنتوءات، والقطع الجارحة، إن كان أحدهما يحتفظ بحذائه الغليظ المحكم، أما الآخر فقد وقعت منه في الماء فردة من حذائه، هذا سيستمر في الحث على الإسراع، هيا، تحمَّل، اقتربنا من الشاطئ، فقط قليل من الهمة، وهذا سيضغط على نفسه كي يساير صاحبه وكي يطيع حماسته، سيفعل هذا وهو يحاول في ذات الوقت تجنب المزيد من الجراح.
إن الذي فقد فردة من حذائه يعرف أين هي المشكلة، ويعرف تمامًا لماذا هو أقل قوة وهمة وسرعة من صاحبه، ويعرف كيف يدافع عن نفسه إذا استمر الآخر في الضغط عليه، سيقول له لو زاد الإلحاح، وحمَّله ما لا يطيق:
أنا لست في حال مثل حالك، أنت تتهمني بضعف الهمة، وأنا أتهمك بالعجز عن الشعور بما أنا فيه.
بعض الناس الذي يعانون من آلام نفسية، نالت منهم، وأسقطت من عدتهم شيئًا، هم مثل هذا الذي فقد شيئًا يجعل من الصعب عليه المسايرة، ولكن زيادة على ذلك هم لا يعرفون جيدًا هذا الشيء الذي فقدوه، ذلك الشيء الذي جعلهم يجدون صعوبة في الاستجابة الكافية للتشجيع الذي يسمعونه. إن الحافي يعلم أن المشكلة في ذلك الذي الحذاء الذي انحل رباطه وضاع منه، في لحظة سهو سيئة، لكن المتألم نفسيًا لا يعلم بشكل واضح ما هو الذي انحل منه وذهب في تجربة نفسية ما، وجعله عرضةً لآلام لا يتعرض لها الآخرون أن مروا على نفس السبل.
إن كنت تريد أن تعين أحدًا على الخروج مما هو فيه، وتعلم عنه أنه يرغب في ذلك بالفعل، وهو فقط في حاجة للمساعدة والتشجيع الرحيم، فاجعل من ودك، ورحمتك، والتماسك العذر، ونصائحك، وغيرتك عليه، وصبرك، وكلماتك التي تبث الأمل، اجعل منها جميعا فردة الحذاء التي تنزل على ركبتيك وتضعها في قدمه الحافية المدماة.

منقول