تلك الموجة الغريبة

احصائياتى
الردود
0
المشاهدات
176

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,541
مستوى التفاعل
9,665
النقاط
113
تلك الموجة الغريبة
رأيت صورةً منذ قليل لشاب من سني، مغني راب شهير أسأل الله أن يتوب عليه وعلى كل المسلمين، وأحببت أن أنوّه عن ظاهرة لم تعُد نادرة، بل كل يوم تقابلها هنا أو في الواقع

ألم تلاحظ هذه الموجة الغريبة من فيديوهات التيك توك لأشخاص في سن والديك يهينون أنفسهم لأجل بعض حفنات حقيرة من مال خبيث؟ ألم يقابلك ذلك المقطع الشهير لأم (بتقلي الكوفتة في اوضة النوم)؟
ألم يقابلك مقطع لتلك العائلة التي تتوسل وتبكي وتكاد تسجد للمتابعين في لايف لأجل ان يرسلوا لهم هدايا في تيك توك لحصد المال؟ ألم تقابلك تلك الفتاة التي عرّت صدرها وكشفت جسدها وخرجت لترقص لأجل بعض المتابعات وحفنة من المال الرخيص الفاسد؟ ألم يقابلك الفيديو الذي يظهر فيه زوج يمازح ويغازل زوجته بل ويعرض مفاتنها للناس لأجل بعض المشاهدات وبعض الأوراق النقدية التي باع لأجلها رجولته ودينه وآخرته وباعت هي الأخرى حيائها؟

ألم تتسائل يوما "ما الذي جعل هؤلاء يفعلون هذا"؟
أجيبك : إنها الهشاشة النفسية وضعف الإيمان! هذان الأمران جعلا هؤلاء البشر ينهارون أمام ما تتطلع اليه أعينهم من مُتَع الدنيا الزائلة، يسيل لعابهم حين يمدون أعينهم لحياة أشخاص الله وحده يعلم إلى ماذا سيكون مآلهم ونهاية حالهم!
يسيرون خلف تلك الزينة الخدعة البرّاقة التي ستقودهم لشر مآل وشر نهاية، وأصبح المال هو الاولوية والشهرة هي معيار لحقيقة وجود الإنسان وأهميته، فلو لم تكن غنيا مشهورا فأنت (لا شيئ) عندهم ولا حول ولا قوة الا بالله
هشاشة نفسية جعلت الإنسان يبيع (آخر وأغلي) ما تبقى له من نفسِه، جعلته يبيع دينه وكرامته! ولا بأس بأن يحُطّ من قَدْر نفسه (التي كرمها الله) ويُذِّل نفسه ويهينها لأجل أن (يركب الترند ويضحك المتابعين) ولأجل أن يصبح مشهورا ومعه مال هو يعلم جيدا انه سيدخله جهنم ولن يحصد به سوي السيئات والاوزار والعياذ بالله

إنه المال السهل الذي جعل الكل يسارع له، لا يهم من أين مصدره ولا كيف نجنيه، المهم أن يمتلئ حسابك في البنك!
ألا تعلم يا كل مسلم أن رسول الله قال: - لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن عمرِهِ فيما أفناهُ ، وعن عِلمِهِ فيمَ فعلَ ، وعن مالِهِ من أينَ اكتسبَهُ وفيمَ أنفقَهُ ، وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ.
سيسألك الله عن كل قرش وفلس، من أين اكتسبته وفيمَ أنفقته، وسيحاسبك انك اطعمت نفسك وولدك وزوجتك من حرام، فكيف جوابك حين تقف بين يديه ويسألك يا مسكين!!
(فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
لا تظن أن الأمر لعبة أو تهريج وضحك .. الأمر شديد شديد!!

وأقول :
إن الذي شَقّ الأفواه هو كفيلٌ أن يرزقها ويطعمها، وإن كنت تظن انك بدهائك وعصيانك لله واتّباعِك للهوي ستأخذ أكثر من رزقك فأنت مخطئ موهوم قد غيَّبوا عنك الحقيقة
ولو ظننت انك ترزق نفسك وولدك فأنت مسكين، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين، وقد قال رسول الله: لو أنَّ ابنَ آدمَ هرَبَ من رزقِهِ كما يهرَبُ من الموتِ ، لأدْرَكَهُ رزْقُهُ كما يُدْرِكُهُ الموتُ!
وقال حديثا نحتاج أن يُعلَّق في كل بيت وكل شركة وكل مصلحة حكومية وكل مكان عمل والله، قال رسول الله: إنَّ أحدَكم لن يموتَ حتى يستكملَ رزقَه ، فلا تستبطِئُوا الرِّزقَ ، واتقوا اللهَ أيها الناسُ ، وأَجمِلوا في الطَّلبِ ، خُذوا ما حلَّ ، ودَعوا ما حَرُمَ.

(زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ۗ ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ)

(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)

- استولت الدنيا على قلوبنا وعقولنا، والعاقل من خالَف هوىٰ نفسه، والكيِّس مَن دانَ نفسَه وعمِلَ لما بعد الموت، والعاقل مَن علِمَ انه لله عبد وأنه اليه راجع، ثم علِمَ أنه موقوف بين يديه، ثم علِمَ أنه مسئول .. فجَهَّزَ للسؤالِ - مِن الآن - جوابا.

#الساخر_الهادف

ابراهيم امام
 
اسم الموضوع : تلك الموجة الغريبة | المصدر : دفاتر اليوميات

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه