تصبح على خير يا بني ، ما أجمل هذه العبارة ، و ما ألطف هذه الجملة ، تعبير يتخلله الحب و الحنان ، نسمعها من أب حنون لابنه ، ومن أم رحيمة لابنتها ، وعادة تصاحب هذه العبارة قبل النوم قبلة دافئة من أحد الوالدين للطفل ، ترى لماذا كل هذا ؟
لأجل أن ينام الطفل نومه هنيئة مريحة ليستقبل يومه الجديد بكل نشاط وحيوية ،وتفاؤل و انجاز .
إذا يا ترى ما هي أساسيات النوم المريح ؟
ما هي أفضل الطرق لنومة مريحة للطفل ؟
كل هذه التساؤلات نطرحها ونناقشها في هذا الموضوع الشيق .
ما هي أساسيات النوم المريح :
في هذا السياق ذكر الدكتور محمد عبدالصبور في كتابة
( طفلك الصغير هل هو مشكلة ؟! )
فيقول :
يجب أن يكون للطفل سريرا خاصا به ، و إن أمكن ألا ينام في غرفة والديه بعد سن السنة والنصف ، لأن الدراسات النفسية و الاجتماعية أثبتت أن اغلب حالات الاضطراب النفسي للطفل تكون بسبب مشاهدة الاتصال الجنسي بين الوالدين .
إذا كان الأطفال في سن متقارب يستحسن ألا يذهبوا للنوم في وقت واحد حتى لا يحدث احتكاك .
يجب أن تكون جميع أقمشة السرير مصنوعة من القطن ما عدا البطانيات لتسهيل عملية الغسيل .
بالنسبة للطفل الرضيع يفضل أن ينام على ظهره لأن ذلك أدعى لراحته في نومه وأما لبقيت الأطفال فيفضل أن يناموا على شقهم الأيمن اقتداء بالهدي النبوي .
مراعاة إعطاء الطفل الطعام المفيد و المريح لا الثقيل و الدسم لأن ذلك يريحه في النوم .
هذه الأساسيات لنوم مريحة و هادئة للطفل .
ولكن ماذا يفعل الأب ؟
وكيف تتصرف الأم إذا كان أحد الأبناء يشعر بالأرق ولا يستطيع النوم ؟
في البداية لابد أن نوضح أن أغلب أسباب الأرق تكون الحالة النفسية للطفل ، قد يكون الطفل حزينا، أو خائفا ، أو أنه يشعر بذنب لفعل اقترفه ، كل هذا يؤثر في نوم الطفل ، فإذا نام وهو بهذه الحالة النفسية نجده كثير الحركة في النوم ، قد يصرخ وقد يتحدث في النوم ، أو يبكي ، هذا أثر الحالة النفسية .
وهناك أسباب أخرى مثل عسر في الهضم ، أو أنه يعاني من إمساك أو إفراط في الأكل، وأيضا قد تكون حرارة الغرفة لها أثر !، و سوء نوع القماش الخاص بالسرير .
وتكون هذه الأعراض أو الأسباب لعدة عوامل هي :
1_ إجبار احد الوالدين الطفل النوم في وقت محدد أو ساعة معينة ، وهذا الإجبار يؤثر على نفسية الطفل .
2 تهديد الطفل إذ لم ينم ( بالوحش ، الحرامي ، الشرطة ) وهذا التهديد بحد ذاته مدعاة لرعب الطفل .
وفي هذا السياق ينصح علماء النفس الوالدين أن يتركوا للطفل الحرية في وقت النوم و أن ينم برغبته .
ولكن إذ لم ينم الطفل ماذا نصنع معه ؟
ينصح بأن يستخدم معه أسلوب الحب و العطف و الحنان ، كأن يؤخذ الطفل من يده برفق مصحوب بكلمات تشجيعية ، وكأن تتسابق الأم مع الطفل في من يسبق للسرير ، وإذا وصلوا لسرير تغطية وتحكي له حكاية ما قبل النوم إذ يستمع الطفل لهذه الحكاية التي هي بصوت خافت و منخفض ، و أن تمكث الأم معه حتى يغمض عينيه ويخلد في نوم مريح و هادئ و عميق .