تدبرات في سورة آل عمران "حب الشهوات وتزينها في اعين الناس"

احصائياتى
الردود
0
المشاهدات
204

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,538
مستوى التفاعل
9,650
النقاط
113
تدبرات في سورة آل عمران "حب الشهوات وتزينها في اعين الناس"
حب الشهوات وتزينها في أعين الناس مسألة تكاد تكون عامة لا يخلو منها إنسان طبيعي
نعم هذا ليس عيبا أو منقصة
هذه طبيعة خلقه
الشهوات مزينة أمام ناظريه

"زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ"
هكذا أخبر القرآن وبهذا التعميم الواضح
للناس

لم يقل لبعض الناس ولكن قال للناس
قد تتباين الشهوات التي يفضلها هذا أو ذاك لكن ثمة شهوة مزينة هنا أو هناك
"مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ"
تلك بعض نماذج الشهوات المزينة

والشرع لم يأت مصادما لها من جذورها أو مانعا لوجودها بشكل مطلق ولكنه جاء ضابطا لها ومعينا للإنسان على التحكم فيها وأداء حقها
والأهم أن يضبط توصيفها وأن ينظر لها نظرة صحيحة ويعطيها قيمتها الحقيقية
إن كل ذلك مجرد زينة
و متاع
"
ذَٰلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا "
"المال والبنون زينة الحياة الدنيا"

والمتاع هو ما يستعمله المرء لفترة مؤقتة ثم يزول الاستمتاع به بعد انقضاء هذه الفترة طالت أو قصرت
والزينة هي مجرد عارض يعلو الشيء ويُجمل شكله ويجذب إليه الأنظار لكنها ليست حقيقة الشيء ولا منتهاه
هكذا ينبغي أن تكون النظرة لكل ذلك النعيم الدنيوي الزائل حتى لا ينجرف الإنسان إلى أن تكون تلك الشهوات غاية رجائه ومنتهى أمله وهدف حياته ولا أن يضطر لمصادمتها بعنف يخاف طبيعته الإنسانية
أن تظل مجرد متاع مؤقت أو زينة عارضة وأن ينظر إليها دوما عبر هذا المنظار

"
وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ"
تلك هي الحقيقة التي ينبغي أن ترسخ في القلب
المآب الحسن والعاقبة الطيبة عنده سبحانه وليس عند أهل الشهوات وإن تزينوا
الخير الحقيقي و المتعة الخالصة التي ينبغي أن يعلق قلبه بها فهناك وليست هنا
والله ينبئك بها
"
قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَٰلِكُمْ ۚ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ"

بذلك الميزان تنضبط النظرة ويصح التصور وتستقيم مسيرة الإنسان في ظلال تلك الزينة المبهرة من الشهوات الزائلة المؤقتة
والمتاع..
متاع مهما كثر فإنه قليل

وما عند الله خير
وأبقى


#تدبر



#كل_يوم_آية

#سورة_آل_عمران

د.
محمد علي يوسف
 
التعديل الأخير:

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه