بالرحمة اغرسي القيم في طفلك 00
( محيط ) ...بعد أن أثبتت الدراسات فشل أسلوب التربية القائمة على الأوامر والتوجيهات ، ينصحك الخبراء بتربية الأطفال خلال المواقف التي تنمي لديهم القيم .
هذا ما دعت إليه د. عايدة أبوغريب أستاذ المناهج وطرق التدريس بالمركز القومي للبحوث التربوية والتنمية من خلال ورقة عمل طرحتها في المؤتمر الذي نظمه المركز عن كيفية اصلاح التعليم قبل الجامعي في الوطن العربي, والتي بدأتها بمقدمة قالت فيها: نحن نعيش مجتمع الكذب والنفاق والفهلوة, ونقترف هذه الرذائل كل يوم ونعتبرها فضائل يقاس بها قدر الإنسان ومكانته الاجتماعية.
موضحة أن الكذب ذكاء والنفاق دهاء, والفهلوة شطارة ومهارة, وغير ذلك بلادة وغباء ولايؤهل صاحبه للثروة والجاه والسلطان بالاضافة الي أن تلك المقدمة أوضحت أنه أصبح هناك تراجع في منظومة القيم بالمجتمع مثل قيمة العمل, حيث عدم الالتزام بالمواعيد والاهمال وضعف الأداء والمطالبة بأجر إضافي عن أي مهمة حتي وان كانت من صميم العمل!
وللخروج من هذه الحالة تؤكد الدكتورة عايدة أبوغريب - حسب ما ورد بصحيفة الأهرام - على ضرورة إصلاح أخلاق الطفل ليصلح المستقبل, ولن يتم ذلك بالتلقين وتوجيه الأوامر وإنما بالقدوة وإشراك الطفل في الأنشطة المختلفة, فالتجربة أفضل وسيلة لاكتساب القيم والاخلاقيات وتعلم السلوكيات, فمفاهيم الرحمة والعدل والانتماء والتعاون وغيرها يمكن اكتسابها عن طريق زيارة دور الأيتام والمستشفيات والمشاركة في اعداد مجلة مدرسية أو الإعداد لحفل أو عرض أو مناقشة فيلم, بجانب دراسة القصص الدينية والاجتماعية وقصص البطولات والشخصيات التاريخية.
والأم يمكنها محاكاة مثل هذه الأمور بالبيت, بإشراك الطفل في المناسبات الاجتماعية واستغلال المواقف المختلفة التي تأتي مصادفة لبث القيم الايجابية, ومن جهة أخري تشير د. عايدة إلى أهمية القدوة في تربية الطفل, خاصة فيما يتعلق بالجانب الأخلاقي, موضحة أن الطفل يجب ان يستشعر مردود الالتزام والاصلاح الأخلاقي داخل أسرته, كما أن الأسرة عليها مساعدة الطفل علي الالتزام الاخلاقي لأن أفرادها هم أول المستفيدين من التزام الابن بالصدق والأمانة والبعد عن الإدمان والمحافظة علي النظافة والنظام.