نسائيات
New member
- إنضم
- 3 يوليو 2006
- المشاركات
- 1,076
لقد لاحظت من المشاكل اللتي تردني ان هناك الكثير من المشاكل تدور في فلك واحد وهو ان صاحب او صاحبة المشكله تتحدث عن نفسها بانها لا تستحق الحياة ولا تستحق ان تستمر او ان تتقدم فيها او حتى ان تبحث عن تطوير ذاتها
فهي ترى بانها لا تستحق شيئا وانها مهما حاولت ستفشل
وسانقل لكم احدى المشكلات والرد على المشكله
نعم أريد أن أتعلم السباحة في بحر الحياة..
بداية وقبل كل شيء أود أن أستبيحكم العذر إن أطلت فإنما مقصدي هو تفصيل مشكلتي بشكل واضح.. حقيقة لا أعلم من أين أبدأ لان مشكلتي الرئيسية والعقبة الأولى في حياتي هي (أنا).. أنا طالب جامعي أبلغ من العمر 21 سنة.. ملول.. انطوائي، عشت أغلب فترات حياتي وحيدا.. بلا أصدقاء, لا يوجد إنجاز أو شيء في حياتي يستحق الذكر كل يوم كالذي قبله. بعد تخرجي من المرحلة الثانوية.
بتفوق على مستوى المنطقة عشت فترة من أكثر فترات حياتي ترددا وحيرة, باختصار شديد لم أكن أعلم ما الذي أريده, وحتى إن أردت شيئا أهرب منه!!.. لم أكن أو بالأصح لم أستطع الخروج من الدائرة التي أعيش فيها.. نظرا لمعدلي كنت أعلم جيدا أن كثيرا من الجامعات ذات المستوى العالي تفتح أذرعها لطلبة مثلي.. ناهيك عن فرصة الابتعاث الخارجي للطلبة المتفوقين لكنني وبالمقابل كان مجرد التفكير بأنني سأخرج من مدينتي التعيسة يصيبني بالهلع والرعب.. وأنا بالمناسبة أستصعب أتفه الأمور فما بالك باتخاذ قرار مصيري في حياتي.
كنت (ومازلت) أصغر وأضعف من أن أتخذ قرارا كهذا.. تتالت علي الإيحاءات السلبية بشكل لا يطاق.. ماذا لو حصل كذا ماذا لو حصل ذاك؟
حتى في المنطقة التي أعيش فيها هناك جامعتان آثرت أن أدخل الجامعة ذات المستوى الضعيف والفاشل تعليميا لا لشيء وإنما لأنني أعلم أن هذا التخصص سيوفر لي وظيفة في مدينتي!!.. الذي أعرفه أن الشخص الطبيعي يطمح للمستقبل المشرق ويحاول جاهدا استغلال الفرص لتطوير حياته ونمط معيشته في حالتي العكس هو الصحيح كنت أحوال جاهدا لملمة شتات حياتي البسيطة السهلة اللينة, كنت ومازلت أرفض بل وأحارب مجبرا لا باختياري أي تغيير في حياتي مهما كان تافها.
هذا التردد والقلق جعلني أفكر مليا بحياتي.. كنت في تلك الفترة ببداية تدين والتزام ولك أن تتخيل شخصا ينبذ هذا وراءه رغم أني وجدت لذة وحلاوة الإيمان ولكن لجهلي كنت أظن أن التدين هو السبب في هذا؟؟!!.. كنت مبدعا في خداع نفسي وتسمية الأمور بغير أسماءها.. عندما دعاني أحدهم للعمل معه في تجارته رفضت بحجة الزهد!! ولكن السبب الرئيسي هو الخوف من مواجهة الناس. عندما آثرت الانضمام لجامعتي التعيسة كنت أعتبر هذا العمل زهدا ورفضا لزخارف الدنيا!!؟؟.. بينما الحقيقة هي أنني أجبن من أن أحدث أي نقلة في حياتي.
حتى اليوم ورغم كرهي لهذه الجامعة لا أستطيع أن أتركها لأنني أجبن من أقدم على هذا.. كنت في السابق لا أؤمن بأنه يمكن لفيلم ما أن يغير حياة شخص ما لكنني وبعد مشاهدتي لـلتحفة الدرامية good well hunting تغيرت نظرتي, في هذا الفيلم رأيت شريط حياتي يمر أمامي, شاب عبقري في الرياضيات أمامه مستقبل مشرق وواعد ولكن بدلا من ذلك يؤثر أن يعيش على هامش الحياة.. دائما ما تأتيني أفكار بأن أكون راعيا للغنم أو صاحب مزرعة أو أن أعيش في الصحراء.. الرابط في جميع هذه الوظائف هو لا وجود للمسؤولية.. لا تحديات لا وجود لأي اتصال مع أي مخلوق كان.
الشيء الوحيد الذي أجيده هو القراءة.. لا اصدق متى أرجع لجنتي (غرفتي) حتى أنهمك في القراءة أو البحث في الانترنت.. اسألني عن التاريخ, الفن, السياسة, علم النفس, الاجتماع, الاقتصاد, الشريعة أو أي موضوع يخطر على بالك فإنني على استعداد تام لان أعطيك إجابة وافية.. ولكن لا تنتظر مني أن أحدث أي تغيير بسيط لأنني ببساطة فقدت القدرة على ذلك.
لا أقدر حتى على تكوين صداقات لأنني أخاف.. ربما من الألم.. أخاف من الرفض.. أكره النظرات الجائعة.. أخاف أن يعرفوا الطفل الخائف الصغير المختبئ خلف قناع الشاب المهيب. كل ما أريده الآن هو أن أتغير لأنني سئمت من نفسي.. هناك حياة يجب أن تعاش!!.. لا أدري ولكن أعتقد أن ظروف نشأتي ساهمت بشكل أو بآخر بما أمر به الآن..
سأتحدث عن نشأتي لان هذا أدعى لفهم المشكلة..
نشأت نشأة عادية كأي طفل في عائلة محبة.. بلا مشاكل ولا منغصات.. في سن السادسة تعرضت للتحرش الجنسي من أحد أقاربي ثم تلاه في سن السابعة تحرش آخر من قريب آخر!!. لم يكن اغتصابا بل مجرد لمس في المناطق الحساسة. مهما كان نوع التحرش فانه غني عن القول أنه ترك جرحا في نفسي لا يندمل.
استمرت عجلة الحياة و أكملت دراسة المرحلة الابتدائية وكانت من أروع مراحل حياتي على الإطلاق. انتقلت بعدها لأتعس و أقبح فترة عشتها في حياتي وهي المرحلة المتوسطة حيث انتقلت إلى مدرسة اشتهرت بسمعتها السيئة (كان نصف الفصل ممن هم أكبر مني سنا وبمراحل!!!) لثلاث سنوات تعرضت لأبشع أنواع الاعتداء الجسدي وبشكل أكبر (العاطفي).. كنت محل سخرية واستهزاء.. كان طموحي يقتصر على أن أصل إلى غرفة الفصل دون أن أتعرض للسخرية والاستهزاء.. لم أكن قبيحا أو أحمقا.. إنما كنت مختلفا.. كان فكري أكبر من عمري.. عندما يقوم طالب ما بعمل سيء من وراءي لم أكن أرد بالمثل لان هذا ليس ما تربيت عليه؟!.. كنت الطفل الصحيح في المكان الخطأ.. الآن وبعد كل هذه السنين أعتقد أن هناك جانبا من نفسي لم يكبر بعد.. جانب مكبوت..
المصيبة العظمى أنه لم يكن هناك سند لي.. والدي كان وجوده مثل عدمه لم أحس يوما بأن هناك ظهرا أستند عليه.. غير والدتي رعاها الله وحفظها.. عندما طلبت منه مبلغا من المال زجرني وقال بالحرف الواحد اذهب واعمل في الشارع ليس لك عندي شيء؟!.. كانت صدمة مازالت آثارها باقية.
في سن السادسة عشر قام والدي بترك المنزل ولم نر وجهه لمدة 3 سنوات مما ترك حملا ثقيلا علي.. لا أقصد ماديا فنحن في خير وسعة ولكن نفسيا.. كنت أصغر من أبوأ بحمل كهذا.. أم وثلاث أخوات.. هذا الشعور بالرفض حتى من أقرب الناس إلي (أبي) عزز في السلبية والخوف والرهبة من مواجهة الحياة.. قبل 4 أشهر قمت بمجازفة كبرى (على الأقل بالنسبة لي) حيث قمت بالسفر لكندا للدراسة لمدة ثلاثة أشهر كنوع من التغيير.. لكنني للأسف وجدت أنني أهرب من نفسي.. رغم تغير البيئة والمحيط الاجتماعي إلا أن طريقة تعاملي مع الأمور اليومية هي هي لم تتغير.
قبل فترة طويلة ذهبت إلى طبيب نفسي ووصف لي حبوبا (سيروكسات) ولم تجد نفعا لأنني أعلم جيدا أن مشكلتي أعمق من أن تشفى بوصفة دوائية!!
أرجوكم ثم أرجوكم أريد حلا.. أريد أن أتغير ولكن لا أعرف كيف؟
أخي العزيز.....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
النمو والتطور في مراحل العمر المختلفة يحتاج لظروف مواتية حتى يتم بشكل طبيعي حيث أن كل مرحلة نمو تحمل في طياتها الكثير من احتمالات الألم والمواجهة والمغامرة فإذا كان الشخص مفتقدا للأمان أو مفتقدا للقدوة أو للسند فإنه عند أي مرحلة تتطلب نموا وتغييرا يشعر بالخوف الشديد ويحاول أن يتمسك بالأشياء والأماكن والأشخاص الذين تعود عليهم , وبذلك يتجنب أي تغيير حتى ولو كان هذا التغيير في صالحه, وهكذا يكتسب صفات الشخصية التجنبية ويتعطل أو يتشوه نموه بسبب هذا الخوف الدائم لديه.
وخبراتك الصادمة في مراحل الطفولة يمكن أن تلعب دورا فيما تشعر به الآن, فمن المعروف أن من تعرضوا لانتهاكات أو تحرشات جنسية في صغرهم يكونون أكثر تعرضا للإصابة بالاضطرابات النفسية, ويبدو –كما ذكرت– أنك تعرضت للكثير من محاولات التحرش والانتهاك الجسدي والجنسي. وأكثر الاحتمالات هو الإصابة بالاكتئاب حيث يتوجه عدوان الشخص إلى داخله وربما يكون في نفسه شعور بالخجل والعار والدونية فهو يحتقر نفسه ويتعامل معها بعدوانية فيحرمها من أي فرصة للنجاح أو الترقي لأنها في نظره لا تستحق, هي لا تستحق بسبب قبولها للانتهاك الجنسي, أو لا تستحق بسبب استمتاعها في بعض الأوقات أو المرات بهذا الفعل الجنسي.
والأعراض الاكتئابية واضحة جدا في كلامك فمزاجك حزين واهتماماتك بالأشياء ضعيفة جدا وإحساسك بالدونية واضح ومشاعر الذنب بادية للعيان. فإذا أضفنا إلى ذلك عدم وضوح دور الأب طوال سنين الطفولة وانسحابه من حياتك وضعف تأثيره ثم تركه للبيت لمدة ثلاث سنوات, كل هذا يجعلك تعيش ظروفا غير طبيعية تؤثر في نظرتك لنفسك وفى نظرتك للإنجاز, فأنت ترى كل هذه الأشياء بشكل سلبي عدمي, وبذلك تعيش على أدنى مستوى لوجودك وترضى بأقل مستوى جامعي, وكأنك تعاقب نفسك المذنبة (أو التي تظنها مذنبة وخاطئة) وتعاقب الآخرين على إيذائك, وذلك بأن تحرم نفسك من النجاح الذي تعتقد أنك لا تستحقه وأيضا لا يستحقه الآخرون.
أنت تحتاج لمزيج من العلاج الدوائي والعلاج النفسي معا, فعلى مستوى العلاج الدوائي تحتاج لمضادات الاكتئاب فأرجو أن تعود للدواء الذي كتبه لك الزميل الطبيب النفسي حتى يساعدك على التخلص من أعراض الاكتئاب وأعراض الخوف الاجتماعي والتجنب, وعليك أن تناوله لمدة لا تقل عن 6 شهور. أما من ناحية العلاج النفسي فأنت تحتاج معالجا نفسيا يعيد قراءة وترتيب ظروف حياتك معك وبك وذلك للتخلص من آثار الخبرات التراكمية الصادمة ثم استيضاح هويتك واستيضاح أهدافك ثم مساعدتك للتخلص من كل التصورات والمفاهيم السالبة التي تملأ وعيك وتصيبك بالهم والعجز. وعلى الرغم من إمكانات التفوق الدراسي لديك إلا أن غموض هويتك وغموض أهدافك, وضعف همتك كل ذلك يجعلك تقف مكانك لا تبرحه, وتخشى أن تغامر أو تتألم عبر بوابات النمو التي تستلزم بالضرورة قدر من الألم والمغامرة.
وإذا لم يكن العلاج النفسي ميسرا لك فيمكنك أن تمارس العلاج الذاتي مع نفسك, وذلك بأن تسامح نفسك وتسامح الآخرين عن الخبرات السلبية في حياتك المبكرة, وأن تستوضح هدفا كبيرا في حياتك تسعى نحو تحقيقه, وأن تتخلص من أفكارك السلبية بأنك لا تستطيع ولا تقدر, فأنت في الحقيقة تستطيع وتقدر بدليل تفوقك الدراسي ومبادرتك بالذهاب لكندا وهذه أشياء تدل على إمكانات كامنة يمكن إيقاظها مع تحسين البيئة والظروف. وهناك قاعدة سلوكية تفيد الشخصيات التجنبية وهى أنه "كلما خفت شيئا فقع فيه" وذلك لكي تكسر حواجز الخوف الكثيرة في حياتك وتبدأ في تذوق حلاوة المغامرة والإنجاز.
يمكنك طلب المساعدة من أحد الأصدقاء أو الأقارب المعروف عنهم الحكمة والعزيمة, وقبل كل شيء استعن بالله ولا تعجز, وشيئا فشيئا تستطيع أن تغير تلك البرمجة السلبية التي توحي لك بأنك سيء لا تستحق النجاح وأنك ضعيف لا تقدر عليه وأن الناس أشرار يعوقونك عن تحقيق أهدافك.
فهي ترى بانها لا تستحق شيئا وانها مهما حاولت ستفشل
وسانقل لكم احدى المشكلات والرد على المشكله
المشكله :-
بسم الله الرحمن الرحيم نعم أريد أن أتعلم السباحة في بحر الحياة..
بداية وقبل كل شيء أود أن أستبيحكم العذر إن أطلت فإنما مقصدي هو تفصيل مشكلتي بشكل واضح.. حقيقة لا أعلم من أين أبدأ لان مشكلتي الرئيسية والعقبة الأولى في حياتي هي (أنا).. أنا طالب جامعي أبلغ من العمر 21 سنة.. ملول.. انطوائي، عشت أغلب فترات حياتي وحيدا.. بلا أصدقاء, لا يوجد إنجاز أو شيء في حياتي يستحق الذكر كل يوم كالذي قبله. بعد تخرجي من المرحلة الثانوية.
بتفوق على مستوى المنطقة عشت فترة من أكثر فترات حياتي ترددا وحيرة, باختصار شديد لم أكن أعلم ما الذي أريده, وحتى إن أردت شيئا أهرب منه!!.. لم أكن أو بالأصح لم أستطع الخروج من الدائرة التي أعيش فيها.. نظرا لمعدلي كنت أعلم جيدا أن كثيرا من الجامعات ذات المستوى العالي تفتح أذرعها لطلبة مثلي.. ناهيك عن فرصة الابتعاث الخارجي للطلبة المتفوقين لكنني وبالمقابل كان مجرد التفكير بأنني سأخرج من مدينتي التعيسة يصيبني بالهلع والرعب.. وأنا بالمناسبة أستصعب أتفه الأمور فما بالك باتخاذ قرار مصيري في حياتي.
كنت (ومازلت) أصغر وأضعف من أن أتخذ قرارا كهذا.. تتالت علي الإيحاءات السلبية بشكل لا يطاق.. ماذا لو حصل كذا ماذا لو حصل ذاك؟
حتى في المنطقة التي أعيش فيها هناك جامعتان آثرت أن أدخل الجامعة ذات المستوى الضعيف والفاشل تعليميا لا لشيء وإنما لأنني أعلم أن هذا التخصص سيوفر لي وظيفة في مدينتي!!.. الذي أعرفه أن الشخص الطبيعي يطمح للمستقبل المشرق ويحاول جاهدا استغلال الفرص لتطوير حياته ونمط معيشته في حالتي العكس هو الصحيح كنت أحوال جاهدا لملمة شتات حياتي البسيطة السهلة اللينة, كنت ومازلت أرفض بل وأحارب مجبرا لا باختياري أي تغيير في حياتي مهما كان تافها.
هذا التردد والقلق جعلني أفكر مليا بحياتي.. كنت في تلك الفترة ببداية تدين والتزام ولك أن تتخيل شخصا ينبذ هذا وراءه رغم أني وجدت لذة وحلاوة الإيمان ولكن لجهلي كنت أظن أن التدين هو السبب في هذا؟؟!!.. كنت مبدعا في خداع نفسي وتسمية الأمور بغير أسماءها.. عندما دعاني أحدهم للعمل معه في تجارته رفضت بحجة الزهد!! ولكن السبب الرئيسي هو الخوف من مواجهة الناس. عندما آثرت الانضمام لجامعتي التعيسة كنت أعتبر هذا العمل زهدا ورفضا لزخارف الدنيا!!؟؟.. بينما الحقيقة هي أنني أجبن من أن أحدث أي نقلة في حياتي.
حتى اليوم ورغم كرهي لهذه الجامعة لا أستطيع أن أتركها لأنني أجبن من أقدم على هذا.. كنت في السابق لا أؤمن بأنه يمكن لفيلم ما أن يغير حياة شخص ما لكنني وبعد مشاهدتي لـلتحفة الدرامية good well hunting تغيرت نظرتي, في هذا الفيلم رأيت شريط حياتي يمر أمامي, شاب عبقري في الرياضيات أمامه مستقبل مشرق وواعد ولكن بدلا من ذلك يؤثر أن يعيش على هامش الحياة.. دائما ما تأتيني أفكار بأن أكون راعيا للغنم أو صاحب مزرعة أو أن أعيش في الصحراء.. الرابط في جميع هذه الوظائف هو لا وجود للمسؤولية.. لا تحديات لا وجود لأي اتصال مع أي مخلوق كان.
الشيء الوحيد الذي أجيده هو القراءة.. لا اصدق متى أرجع لجنتي (غرفتي) حتى أنهمك في القراءة أو البحث في الانترنت.. اسألني عن التاريخ, الفن, السياسة, علم النفس, الاجتماع, الاقتصاد, الشريعة أو أي موضوع يخطر على بالك فإنني على استعداد تام لان أعطيك إجابة وافية.. ولكن لا تنتظر مني أن أحدث أي تغيير بسيط لأنني ببساطة فقدت القدرة على ذلك.
لا أقدر حتى على تكوين صداقات لأنني أخاف.. ربما من الألم.. أخاف من الرفض.. أكره النظرات الجائعة.. أخاف أن يعرفوا الطفل الخائف الصغير المختبئ خلف قناع الشاب المهيب. كل ما أريده الآن هو أن أتغير لأنني سئمت من نفسي.. هناك حياة يجب أن تعاش!!.. لا أدري ولكن أعتقد أن ظروف نشأتي ساهمت بشكل أو بآخر بما أمر به الآن..
سأتحدث عن نشأتي لان هذا أدعى لفهم المشكلة..
نشأت نشأة عادية كأي طفل في عائلة محبة.. بلا مشاكل ولا منغصات.. في سن السادسة تعرضت للتحرش الجنسي من أحد أقاربي ثم تلاه في سن السابعة تحرش آخر من قريب آخر!!. لم يكن اغتصابا بل مجرد لمس في المناطق الحساسة. مهما كان نوع التحرش فانه غني عن القول أنه ترك جرحا في نفسي لا يندمل.
استمرت عجلة الحياة و أكملت دراسة المرحلة الابتدائية وكانت من أروع مراحل حياتي على الإطلاق. انتقلت بعدها لأتعس و أقبح فترة عشتها في حياتي وهي المرحلة المتوسطة حيث انتقلت إلى مدرسة اشتهرت بسمعتها السيئة (كان نصف الفصل ممن هم أكبر مني سنا وبمراحل!!!) لثلاث سنوات تعرضت لأبشع أنواع الاعتداء الجسدي وبشكل أكبر (العاطفي).. كنت محل سخرية واستهزاء.. كان طموحي يقتصر على أن أصل إلى غرفة الفصل دون أن أتعرض للسخرية والاستهزاء.. لم أكن قبيحا أو أحمقا.. إنما كنت مختلفا.. كان فكري أكبر من عمري.. عندما يقوم طالب ما بعمل سيء من وراءي لم أكن أرد بالمثل لان هذا ليس ما تربيت عليه؟!.. كنت الطفل الصحيح في المكان الخطأ.. الآن وبعد كل هذه السنين أعتقد أن هناك جانبا من نفسي لم يكبر بعد.. جانب مكبوت..
المصيبة العظمى أنه لم يكن هناك سند لي.. والدي كان وجوده مثل عدمه لم أحس يوما بأن هناك ظهرا أستند عليه.. غير والدتي رعاها الله وحفظها.. عندما طلبت منه مبلغا من المال زجرني وقال بالحرف الواحد اذهب واعمل في الشارع ليس لك عندي شيء؟!.. كانت صدمة مازالت آثارها باقية.
في سن السادسة عشر قام والدي بترك المنزل ولم نر وجهه لمدة 3 سنوات مما ترك حملا ثقيلا علي.. لا أقصد ماديا فنحن في خير وسعة ولكن نفسيا.. كنت أصغر من أبوأ بحمل كهذا.. أم وثلاث أخوات.. هذا الشعور بالرفض حتى من أقرب الناس إلي (أبي) عزز في السلبية والخوف والرهبة من مواجهة الحياة.. قبل 4 أشهر قمت بمجازفة كبرى (على الأقل بالنسبة لي) حيث قمت بالسفر لكندا للدراسة لمدة ثلاثة أشهر كنوع من التغيير.. لكنني للأسف وجدت أنني أهرب من نفسي.. رغم تغير البيئة والمحيط الاجتماعي إلا أن طريقة تعاملي مع الأمور اليومية هي هي لم تتغير.
قبل فترة طويلة ذهبت إلى طبيب نفسي ووصف لي حبوبا (سيروكسات) ولم تجد نفعا لأنني أعلم جيدا أن مشكلتي أعمق من أن تشفى بوصفة دوائية!!
أرجوكم ثم أرجوكم أريد حلا.. أريد أن أتغير ولكن لا أعرف كيف؟
الرد على المشكله :-
أخي العزيز.....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
النمو والتطور في مراحل العمر المختلفة يحتاج لظروف مواتية حتى يتم بشكل طبيعي حيث أن كل مرحلة نمو تحمل في طياتها الكثير من احتمالات الألم والمواجهة والمغامرة فإذا كان الشخص مفتقدا للأمان أو مفتقدا للقدوة أو للسند فإنه عند أي مرحلة تتطلب نموا وتغييرا يشعر بالخوف الشديد ويحاول أن يتمسك بالأشياء والأماكن والأشخاص الذين تعود عليهم , وبذلك يتجنب أي تغيير حتى ولو كان هذا التغيير في صالحه, وهكذا يكتسب صفات الشخصية التجنبية ويتعطل أو يتشوه نموه بسبب هذا الخوف الدائم لديه.
وخبراتك الصادمة في مراحل الطفولة يمكن أن تلعب دورا فيما تشعر به الآن, فمن المعروف أن من تعرضوا لانتهاكات أو تحرشات جنسية في صغرهم يكونون أكثر تعرضا للإصابة بالاضطرابات النفسية, ويبدو –كما ذكرت– أنك تعرضت للكثير من محاولات التحرش والانتهاك الجسدي والجنسي. وأكثر الاحتمالات هو الإصابة بالاكتئاب حيث يتوجه عدوان الشخص إلى داخله وربما يكون في نفسه شعور بالخجل والعار والدونية فهو يحتقر نفسه ويتعامل معها بعدوانية فيحرمها من أي فرصة للنجاح أو الترقي لأنها في نظره لا تستحق, هي لا تستحق بسبب قبولها للانتهاك الجنسي, أو لا تستحق بسبب استمتاعها في بعض الأوقات أو المرات بهذا الفعل الجنسي.
والأعراض الاكتئابية واضحة جدا في كلامك فمزاجك حزين واهتماماتك بالأشياء ضعيفة جدا وإحساسك بالدونية واضح ومشاعر الذنب بادية للعيان. فإذا أضفنا إلى ذلك عدم وضوح دور الأب طوال سنين الطفولة وانسحابه من حياتك وضعف تأثيره ثم تركه للبيت لمدة ثلاث سنوات, كل هذا يجعلك تعيش ظروفا غير طبيعية تؤثر في نظرتك لنفسك وفى نظرتك للإنجاز, فأنت ترى كل هذه الأشياء بشكل سلبي عدمي, وبذلك تعيش على أدنى مستوى لوجودك وترضى بأقل مستوى جامعي, وكأنك تعاقب نفسك المذنبة (أو التي تظنها مذنبة وخاطئة) وتعاقب الآخرين على إيذائك, وذلك بأن تحرم نفسك من النجاح الذي تعتقد أنك لا تستحقه وأيضا لا يستحقه الآخرون.
أنت تحتاج لمزيج من العلاج الدوائي والعلاج النفسي معا, فعلى مستوى العلاج الدوائي تحتاج لمضادات الاكتئاب فأرجو أن تعود للدواء الذي كتبه لك الزميل الطبيب النفسي حتى يساعدك على التخلص من أعراض الاكتئاب وأعراض الخوف الاجتماعي والتجنب, وعليك أن تناوله لمدة لا تقل عن 6 شهور. أما من ناحية العلاج النفسي فأنت تحتاج معالجا نفسيا يعيد قراءة وترتيب ظروف حياتك معك وبك وذلك للتخلص من آثار الخبرات التراكمية الصادمة ثم استيضاح هويتك واستيضاح أهدافك ثم مساعدتك للتخلص من كل التصورات والمفاهيم السالبة التي تملأ وعيك وتصيبك بالهم والعجز. وعلى الرغم من إمكانات التفوق الدراسي لديك إلا أن غموض هويتك وغموض أهدافك, وضعف همتك كل ذلك يجعلك تقف مكانك لا تبرحه, وتخشى أن تغامر أو تتألم عبر بوابات النمو التي تستلزم بالضرورة قدر من الألم والمغامرة.
وإذا لم يكن العلاج النفسي ميسرا لك فيمكنك أن تمارس العلاج الذاتي مع نفسك, وذلك بأن تسامح نفسك وتسامح الآخرين عن الخبرات السلبية في حياتك المبكرة, وأن تستوضح هدفا كبيرا في حياتك تسعى نحو تحقيقه, وأن تتخلص من أفكارك السلبية بأنك لا تستطيع ولا تقدر, فأنت في الحقيقة تستطيع وتقدر بدليل تفوقك الدراسي ومبادرتك بالذهاب لكندا وهذه أشياء تدل على إمكانات كامنة يمكن إيقاظها مع تحسين البيئة والظروف. وهناك قاعدة سلوكية تفيد الشخصيات التجنبية وهى أنه "كلما خفت شيئا فقع فيه" وذلك لكي تكسر حواجز الخوف الكثيرة في حياتك وتبدأ في تذوق حلاوة المغامرة والإنجاز.
يمكنك طلب المساعدة من أحد الأصدقاء أو الأقارب المعروف عنهم الحكمة والعزيمة, وقبل كل شيء استعن بالله ولا تعجز, وشيئا فشيئا تستطيع أن تغير تلك البرمجة السلبية التي توحي لك بأنك سيء لا تستحق النجاح وأنك ضعيف لا تقدر عليه وأن الناس أشرار يعوقونك عن تحقيق أهدافك.