النوار بنت مالك الأنصارية

[راجيه الرضا]

الصحابية الجليلة سيدتنا (النوار بنت مالك الأنصارية) نالت اعظم شرف في حياتها .
فكانت دارها هي اول منارة يؤذن للصلاة من فوقها في الاسلام .
وكانت دار النوار أطول الدور التي حول المسجد النبوي، فكان بلال يعلو دارها ليؤذن من فوقها للصلاة .
وكانت صاحبة أول هدية تُهدى إلى النبي ﷺ في يثرب، حين بعثت ابنها زيد بن ثابت بقصعة من الطعام إلى النبي محمد ﷺ حين نزل بدار أبي أيوب الأنصاري وكان بها خبز وسمن ولبن.
فقال له النبي ﷺ : بارك الله فيك، ودعا أصحابه فأكلوا،قال زيد :
فلم أرمَّ الباب حتى جاءت قصعة سعد بن عبادة ثريد وعَراق (عظم عليه لحم)، وما كان من ليلة إلا وعلى باب رسول الله ﷺ الثلاثة والأربعة يحملون الطعام يتناوبون ذلك ... فما اسعدهم بهذا الشرف الجليل .
وهذه الصحابية الجليلة هي التي اهدت الى الامة الصحابي زيد بن ثابت وشقيقه يزيد بن ثابت.
زيد شيخ القُرّاء وأحد كتبة الوحي وجامعًا لسور القرآن ومفتي المدينة رضي الله عنه.
ويزيد استشهد بسهم في معركة اليمامة سنة 12هــ في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
توفيت النوّار بنت مالك في حياة ابنها زيد، وهو الذي صلى عليها.
اسلمت قبل تشريف النبي ﷺ المدينة واقبلت تحفظ القرآن على يد اول سفير في الاسلام سيدنا مصعب بن عمير رضي الله عنهما .
تزوجت "النوار" من ثابت بن الضحاك بن زيد , ثم قُتل ثابت يوم معركة بعاث اول حرب اهلية بين اهل المدينة قبل قدوم النبي ﷺ ، وكان عمر زيد ست سنوات يوم موت والده ، فتزوجها عمارة بن حزم الذي شهد بدر والمشاهد كلها مع النبي ﷺ ، فولدت له مالك بن عمارة.
رضي الله عنها وعن الصحابيات والصحابة وآل البيت اجمعين .
.
.
محمد الفاتح .
المصدر : كتاب طبقات ابن سعد .