معلومات راجيه الرضا
- إنضم
- 18 فبراير 2017
- المشاركات
- 14,542
- مستوى التفاعل
- 9,665
- النقاط
- 113
الشيخ علي الطنطاوي وحكاية الجنود.الفرنسيين
يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله:
لما كانت موقعة ميسلون في الشام من سبع وأربعين سنة ودخل الفرنسيون دمشق ظافرين.. شهدتُ مشهداً لا يزال منقوشاً في ذاكرتي..
كنت ذاهباً إلى المدرسة، وكنا في أوائل المرحلة الإعدادية، فوجدت ثلاثة من الجنود الفرنسيين المسلحين يلحقون امرأة مسلمة محجبة، يتحرشون بها ويمدون أيديهم إليها.. وهي تصرخ مذعورة، وهم يتضاحكون، والناس خائفون منهم وقلوبهم تتقطع ألمًا.
وإذا بسَمّان (بقّال) كهلٍ يصرخ صرخةً هائلة تخرج من أعماق قلبه، كأنها ليست من أصوات البشر: ولَك شوو بَكُمْ؟ ما عاد في دين؟ ما عاد في نخوة؟ علييهُم!
وَيَثِبُ إليهم بأربع خطوات فيصير بينهم، يهجم عليهم بيديه بلا سلاح..
وتَسْري عدوى الحماسة، فيلحقه الناس..
وأذكر وأنا ولد أني رميت حقيبة الكتب وهجمت معهم
ولم يكن مع أحد من المهاجمين قطعة حديد.. ومع الجنود البنادق المَحشُوَّة بالرصاص.. ومع ذلك غُلِبوا وسقطوا على الأرض، ونزل عليهم الناس ضرباً ورَكْلًا، فلم يخرجوا إلا بثيابٍ مُمَزَّقة وأعضاءٍ مُحَطَّمة.
هذه القوة الكامنة هي مصدر العزة التي وصف الله بها المؤمنين.. إنها موجودة في نفوسنا لا تزال، رغم الضعف والتفرق والانقسام، ولكنها تحتاج إلى مَن يوقظها.
وهذه القوة لا يوقظها إلا الإيمان...
إن اليهود (ومِن ورائهم دول الشرق والغرب معًا) لا يريدون إلا أن يصرفونا عن إسلامنا ليسلبونا أمضى سلاح في أيدينا.. فهل تبلغ الغفلة بنا أن نعاونهم على أنفسنا؟
كل مَن يدعو إلى مذهبٍ يخالف الإسلام يُعين العدوَّ علينا.. وكل من يدعو إلى التحلل والفساد يعين العدوّ علينا..
وكلُّ روايةٍ داعرة، وكلُّ صورةٍ مكشوفة، وكلُّ أغنيةٍ بذيئة، وكلُّ ما تأتي به المناهج الخبيثة في المدارس والقوانين الأجنبية في المحاكم، وما يأتي به السفور والحسور والتكشف والموضات، وكشف النساء العورات وسلوك الشبان سبيل الفساد.. كل ذلك قنابلُ للعدو تتساقط علينا، وتُهَدِّم كياننا وتُصَدِّع بنياننا وتُذهب قوانا. فهل نكون من غفلتنا عوناً للعدو على أنفسنا؟
يا أيها المسلمون، إنكم نائمون فاستيقظوا!
استيقظوا، فقد طلع النهار وانقضى وقت المنام.
من كتاب (نور وهداية)
حديث أُذيع سنة 1967ا
لما كانت موقعة ميسلون في الشام من سبع وأربعين سنة ودخل الفرنسيون دمشق ظافرين.. شهدتُ مشهداً لا يزال منقوشاً في ذاكرتي..
كنت ذاهباً إلى المدرسة، وكنا في أوائل المرحلة الإعدادية، فوجدت ثلاثة من الجنود الفرنسيين المسلحين يلحقون امرأة مسلمة محجبة، يتحرشون بها ويمدون أيديهم إليها.. وهي تصرخ مذعورة، وهم يتضاحكون، والناس خائفون منهم وقلوبهم تتقطع ألمًا.
وإذا بسَمّان (بقّال) كهلٍ يصرخ صرخةً هائلة تخرج من أعماق قلبه، كأنها ليست من أصوات البشر: ولَك شوو بَكُمْ؟ ما عاد في دين؟ ما عاد في نخوة؟ علييهُم!
وَيَثِبُ إليهم بأربع خطوات فيصير بينهم، يهجم عليهم بيديه بلا سلاح..
وتَسْري عدوى الحماسة، فيلحقه الناس..
وأذكر وأنا ولد أني رميت حقيبة الكتب وهجمت معهم
ولم يكن مع أحد من المهاجمين قطعة حديد.. ومع الجنود البنادق المَحشُوَّة بالرصاص.. ومع ذلك غُلِبوا وسقطوا على الأرض، ونزل عليهم الناس ضرباً ورَكْلًا، فلم يخرجوا إلا بثيابٍ مُمَزَّقة وأعضاءٍ مُحَطَّمة.
هذه القوة الكامنة هي مصدر العزة التي وصف الله بها المؤمنين.. إنها موجودة في نفوسنا لا تزال، رغم الضعف والتفرق والانقسام، ولكنها تحتاج إلى مَن يوقظها.
وهذه القوة لا يوقظها إلا الإيمان...
إن اليهود (ومِن ورائهم دول الشرق والغرب معًا) لا يريدون إلا أن يصرفونا عن إسلامنا ليسلبونا أمضى سلاح في أيدينا.. فهل تبلغ الغفلة بنا أن نعاونهم على أنفسنا؟
كل مَن يدعو إلى مذهبٍ يخالف الإسلام يُعين العدوَّ علينا.. وكل من يدعو إلى التحلل والفساد يعين العدوّ علينا..
وكلُّ روايةٍ داعرة، وكلُّ صورةٍ مكشوفة، وكلُّ أغنيةٍ بذيئة، وكلُّ ما تأتي به المناهج الخبيثة في المدارس والقوانين الأجنبية في المحاكم، وما يأتي به السفور والحسور والتكشف والموضات، وكشف النساء العورات وسلوك الشبان سبيل الفساد.. كل ذلك قنابلُ للعدو تتساقط علينا، وتُهَدِّم كياننا وتُصَدِّع بنياننا وتُذهب قوانا. فهل نكون من غفلتنا عوناً للعدو على أنفسنا؟
يا أيها المسلمون، إنكم نائمون فاستيقظوا!
استيقظوا، فقد طلع النهار وانقضى وقت المنام.
من كتاب (نور وهداية)
حديث أُذيع سنة 1967ا
اسم الموضوع : الشيخ علي الطنطاوي وحكاية الجنود.الفرنسيين
|
المصدر : دورات و قراءات