السائر في ضوء النهار والسائر في الظلمة

[راجيه الرضا]

ليس من سار في الظلمة كمن سار يتهادي في ضوء النهار...
لا الخطو هو الخطو... ولا المسار هو المسار...
إن السائر في ضوء النهار يشغل باله : من يدله... من يهديه...؟
يشغله تفاصيل الطريق... وأشكال الظلال... وترى كم عدد حبات الرمال؟!!
أما السائر في بحور الظلمة فله شأن آخر... و شغل آخر...
السابح بين أمواج الظُلمة غاية أمله أن يسمع صوتاً آخر غير صوته...
في ذاك بحر القاتم يكون للكلمات وقع آخر ...
بل حتى صوت أنفاس البشر يكون لها وقع آخر...
إن السائر في بحور الظلمة...
غاية ما ينشده ألا يكون وحده...!!
_____________________________________________________________
لم نكن في مسارنا أكثر ظلمة مما نحن في الآن...
وربما لم نكن بحاجة إلى بعضنا البعض كما نحتاج الآن...
لم يكن الإدلاج خيارنا... وشتات القافلة ليس بكسبنا...
لكن اليقين بلا ريب: أن الانقطاع فيه هلاكنا....
فتفقد أخاك هوناً...



وكن له على النجاة عوناً ...
ليس المهم الآن : وما هي النتيجة؟ و إلى أين نمضي؟
إن أسئلة النهار ليس لها في تيه الظلام أي معنى...
المهم الآن: ألا نخسر أحداً ممن سار معنا !!!

د.محمد فرحات