الجمال ما بين غالية ومفرطة

احصائياتى
الردود
0
المشاهدات
205

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,542
مستوى التفاعل
9,665
النقاط
113
الجمال ما بين غالية ومفرطة
الجمال بين غالية ومُفرطة.

في واقعنا الحالي نجد صنفين من النساء هن الفئة الغالبة، إما امرأة غالية في العناية بجمالها، وإما مُفرطة في هذا الجانب تفتقد أقل أساسيات الأنوثة.

فالأولى قد فرطت في كل ما هو باطني، فلا تفقهت في دينها ولا تعلمت وارتقت بفكرها لتستطيع أن تكون أما صالحة تجيد زرع القيم في ذريتها، فكان كل همها أن تكون أنثى بالمعيار الجمالي فقط، فتبرز مفاتنها وتعنني بجسمها وشعرها وتصب جل اهتمامها في الظاهر. وهذا الصنف غالبا يكون من فئة المتبرجات اللاتي يعرضن جمالهن في الشارع، فقد عرفت كثيرات منهن وصدقا ما رأيت أشد عناية بجمالهن منهن.

والثانية غالبا ما تكون فتاة مستترة، لا يرى جمالها أحد، ويكون هذا سببا لإهمالها جمالها، وغالبا ما تكون هذه الفئة منكبة على تحصيل العلوم وجمعها، فلا تكثرت لكل ما هو ظاهر وإنما جل تركيزها مبني على الباطن.

وكلا الحالتين لا تستويان، ووجب تعديلها.

فالأنثى ظاهر، يأسر العيون الناظرة إليه
? "إذا نظرت إليها أسرتك"
?عن بكرة بنت عقبة: أنها دخلت على عائشة وهي جالسة في معصفرة فسألتها عن الحناء، فقالت: شجرة طيبة وماء طهور. وسألتها عن الحفاف -تعني إزالة شعر من الوجه- فقالت لها: إن كان لك زوج فاستطعت أن تنزعي مقلتيك فتصنعيهما أحسن مما هما فافعلي. الطبقات الكبرى، وأورده الذهبي في ترجمة عائشة من تاريخه ومن السير (تاريخ الإسلام، سير أعلام النبلاء).
?وعنها رضي الله عنها أنها قالت: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأى في يدي فتخات من وَرِق، فقال: ((ما هذا يا عائشة)، قلتُ: صنعتهن أتزيَّن لك يا رسول الله....
?قال ابن حجر رحمه الله: "إنها كانت تبالغ في تنظيف ثيابها التي تنام فيها مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ومن اهتمامها بالنظافة أنها كانت شديدةَ العناية بنظافة أسنانها بالسواك؛ يقول عروة: وسمعنا استِنانَ عائشة أمِّ المؤمنين في الحجرة"
?قالت عائشة لجارية امتنعَت عن أن تلبس ثوبًا من ثيابها: "كان لي منهنَّ درع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما كانت امرأة تقين بالمدينة إلا أرسلَت إليَّ تستعيره". -اي انهن كن يستعرن منها لباسها ليتزين به لأزواجهن-

وباطن تسكن إليه النفوس :
?﴿وَمِنۡ ءَایَـٰتِهِۦۤ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَ ٰ⁠جࣰا لِّتَسۡكُنُوۤا۟ إِلَیۡهَا وَجَعَلَ بَیۡنَكُم مَّوَدَّةࣰ وَرَحۡمَةًۚ إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم ٢١]
?قال تعالى: ﴿ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ ﴾ (النساء:34)
?قال صلى الله عليه وسلم في أمنا خديجة: ما أبدَلَني اللهُ عزَّ وجلَّ خَيرًا منها، قد آمَنَتْ بي إذ كفَرَ بي الناسُ، وصدَّقَتْني إذ كذَّبَني الناسُ، وواسَتْني بمالِها إذ حرَمَني الناسُ، ورزَقَني اللهُ عزَّ وجلَّ ولَدَها إذ حرَمَني أولادَ النِّساءِ.
?قالت أمنا خديجة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم :كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق.
? عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ".... وَإِذَا أَمَرْتَهَا أَطَاعَتْكَ، وَإِذَا غِبْتَ عَنْهَا حَفِظَتْكَ فِي مَالِكَ وَنَفْسِهَا"
?عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: ( إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَتَعَذَّرُ فِي مَرَضِهِ: أَيْنَ أَنَا اليَوْمَ ؟ أَيْنَ أَنَا غَدًا ؟ اسْتِبْطَاءً لِيَوْمِ عَائِشَةَ.
فَلَمَّا كَانَ يَوْمِي، قَبَضَهُ اللَّهُ بَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي، وَدُفِنَ فِي بَيْتِي ) .
رواه البخاري (1389) ومسلم (2443).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:
" ما بين الحاقنة والذاقنة هو ما بين السحر والنحر، والمراد أنه مات ورأسه بين حنكها وصدرها صلى الله عليه وسلم ورضي عنها " انتهى. "فتح الباري" (8 / 139).

فتجمع بين جمال المظهر بعنايتها بحسنها وجمالها، وهذا قبل أن تكون فيه مصلحة للزوج او الأهل، فيه مصلحة للنفس، فالمرأة كلما تزينت وتجملت واعتنت بنفسها كلما تدفقت أنوثتها فيها أكثر فأكثر ما يجعلها أقرب فأقرب لفطرتها، وبالتالي أكثر اتزانا نفسيا، ثم فيه سرور تدخل على قلب كل من حولها، فالزوج ينسى تعب يومه بمجرد النظر إليها، ومحارمها والنسوة المحيطات بها ينظرون لما يسر وتبتهج به النفس، فالنفس مجبولة على حب الجمال.
وجمال العقل بمعرفة ما ينفعها في دينها ويقربها من مولاها، وما يقيم عوجها ويضبطه، ويجعلها بعيدة عن الزلل واتباع الهوى، وأقرب للتعامل الحكيم الذي يجعل كل من يعاشرها يشعر براحة واطمئنان إذ أنها لن تكون مصدر تعب له بقلة عقلها.
وجمال الباطن، والجوهر الانثوي، روح مرحة طيبة، بأمومة طفولية، فهي الأم المحتوية لكل من حولها، وهي مصدر الأمان والتضحية، وفي ذات الوقت ذلك المخلوق الضعيف الذي تسعد النفس باحتوائه والإحسان إليه وجعله تحت الجناح.

نسأل الله أن يرزقنا الفطرة السوية التي تجمل حياتنا وآخرتنا.

#ربات_الخدور
 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه