التشققات النفسية

احصائياتى
الردود
0
المشاهدات
233

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,542
مستوى التفاعل
9,665
النقاط
113
التشققات النفسية
لكثرة ما يواجهه اﻹنسان المعاصر من ضغوط تأخذ من راحته وطمأنينته، فقد كثرت في شعابه التشققات النفسية التي يتسرب من خلالها الصبر، ولولا أن البعض يتشبث بأهداب إيمان له جذور عميقة من أصل تربيته؛ لكانت القسمات طافحة بالجزع .

والواقع أن الكثيرين يواجهون هذه الضغوط بلا إيمان فلا يتحملونها فينهارون ولا يصمدون ..
إن عمر المرء لا يقاس بما مر به من سنين، بل بحسب التجاعيد التي شقت طريقها في الوجنات، وتلك اﻷخاديد التي شوّهت نضرة الوجه وغضّنت القسمات ..
إن هذه التجاعيد وتلك اﻷخاديد لتعكس حجم الهموم واﻷزمات التي اعترضت طريق المرء في حياته .. فها أنت ذا ترى علائم الصحة والفتوة والشباب على سِيماء المُترفين والمنعمين؛ بحيث تعطى من بلغ السبعين منهم عمر الأربعين ..
وفي المقابل.. ترى أمارات الشيخوخة والهرم المبكر وقد لاحت على ملامح الكادحين والمعوزين والبائسين؛ بحيث ترى ابن الثلاثين منهم في صورة ابن الستين والسبعين ...
نعم للبؤس لسان ناطق على صفحة الوجه البائس .. دع عنك تجاعيد الوجه وتغضُّن القسمات .. فهناك في أغوار النفس ما هو أعمق من ذلك وأخطر ..
إنها تجاعيد الروح؛ تلك الندوب عميقة الغور في دهاليز الروح، وسراديب النفس ..
تلك الباحات المُترعة بكل التجارب والخبرات السوداء اﻷليمة التي سجلتها ذاكرة لا تعرف النسيان .. ذلك اﻹحساس العاتي بالبؤس والشقاء والقهر والغبن .. ولا شيء يعين المرء في لجج حياته المتلاطمة كاﻹيمان بالله والتسليم له فيما قضى؛ ليواجه كل ذلك ..

وكم هو بائس - حقا - من يشعر بكل هذه اﻷحاسيس السوداء ثم لا يقف في مواجهتها على صخرة اﻹيمان الصلدة التي تتحطم على صلابتها كل هذه اﻷحاسيس .
ما أمس حاجة كل إنسان - لاسيما هذا المعاصر - ﻹيمان يعصم من الضلال كما يعصم من التشوه والانهيار .

أ. محمد عبده
 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه