البحث عن هوية

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
احصائياتى
الردود
10
المشاهدات
1K

شهد الصباح

New member
معلومات شهد الصباح
إنضم
4 نوفمبر 2007
المشاركات
466
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
39
البحث عن هوية


مقدمه


الانسان.. هذا المخلوق الذي لا تستطيع وصفه الكلمات.. لا تستطيع وصف الاعجاز الإلاهي فيه..يقضي عمره كيف ما يشاء.. ينسى في لحظات ويتذكر في أخرى..يعلو ويهبط باحساسه وعيشته بين الفينة والاخرى.. يدمع مرة لبسمة و أخرى لوخزة.. يصرخ اما فرحا او متألما..



عبد الله قضى من عمره تسعة اشهر و قد حانت ساعة ولادته.. تسعة اشهر قضاها في ظلمة رحم امه تتغذى روحه قبل جسده منها.. قلب ينبض رئة تتنفس عقل يعمل كل هذا في داخل احشاء تلك المرأة.. التي تحمله وتخاف عليه قبل ان تخاف على نفسها و تحافظ عليه فلا تأكل ما يضره وتتنازل عن أشياء كثيرة لحمايته و مع ذلك و مع كل ما يلاقيه هذا الجنين من العناية و الرعاية بعيدا عن كل منغصات الحياة الا انه يصارع للخروج من ذلك المكان فهل هو طبع الجحود في الانسان الذي يدفعه او رغبته في رؤية الضوء و بهرجة الحياة و الوانها الجميلة وبمعنى اخر السعي وراء النفس و الهوى واعتقاده ان ما هناك بالخارج دوما افضل مما هو موجود هنا بالداخل.. الان وقد ظهر عبد الله الى الحياة و مع أول جرعة هواء يتنفسها يصرخ فهل يا ترى يا عبد الله صرخت فرحة لخروجك اخيرا الى ما كنت تحلم به و ستعيش و تحقق كل احلامك.. أم أنك صرخت صرخة ألم لما تنشقته من هواء لوثه البشر الذين سبوقك الى الحياة.. أتنشقت الخداع أم الغدر أم الكره .. هل هي صرخة ندم تتمنى فيها الرجوع الى حيث كنت؟! مهما كان ما وراء صرختك فانت الان تستلقي في حضن امك الفرحة برؤية وجهك و التي لهج قلبها قبل لسانها بالدعاء لك و لتذكر ان هذه الدعوة لربما تغير في حياتك الكثير يا عبد الله.. حينها احسست بالامان في هذه الدنيا اشرقت نظرتك للحياة ان كنت نادما انك صارعت للخروج اليها..او انك شعرت بان هناك من يساندك مهما كان هدفك الذي تسعى اليه.. في النهاية انك حين تشتاق للعودة الى ذلك المكان المظلم الهادئ الامن فلن تجد افضل من هذا الحضن لترتمي فيه متى احببت و متى شئت..


مرت الايام و الشهور و كبر عبد الله و بدأ يمشي و يتحسس كل ما يراه او تقع يده عليه و قبل ان يتحسسه بيده او يتفحصه بنظره فانه يضعه في فمه ليتعرف اليه هناك في ظلمة فمه.. في كل يوم يكبر عبد الله و فرحة امه تكبر في عينها..

[FONT='Times New Roman','serif']ما أن أكمل عبد الله عامه الثاني حتى اندلعت الحرب و اشتد وطيسها..كل يوم ضحايا و تخريب و تهديم و نيران و صواريخ و هدير طائرات و عويل نساء و بكاء أطفال..كان هذا اول ما يسمعه ويعيه عبد الله من هذه الدنيا و اني لمتأكدة انه في هذه اللحظة تمنى لو انه لم يخرج من بطن امه و بشدة.. مرت عامان و كل شئ محطم بيوتا و اناسا.. كان عبد الله يكبر ويرى الدموع في عين امه كلما نظر اليها.. و لكن كانت نظرة الامل في عينه تخفف من المها و تزيد من املها..و في أحد الأيام و بينما كانت العائلة مجتمعة و بعد أن عاد أبو عبد الله من عمله و أخذ يداعب ابنه و يلاطف زوجته أخبر زوجته أن لم يعد يطيق الجلوس متفرجا كان كلامه فاجعا بالنسبة لأم عبد الله حاولت أن تثنيه عن ما يود القيام به و لكن كان قد فاض به فلم يصغي لكلامها.. قالت له و ما سيحل بي و بابننا.. أمسك بيدها و قال" أترين بين الموت و حالتنا الان فرق؟" سكتت و لم تستطع ان ترد عليه فأطرد هو قائلا" والله للموت أشرف مما نحن فيه" قالت " يكفي أننا سويا . لا أستطيع أن أتخيل كيف سأعيش بدونك فأنت زوجي و أبو ابني و أنا أحبك" قال"بقائي ليزيد ألمي و ألمك أرجوك اتركيني لأخفف عنك ما تشعرين من ألم بسبب ألمي".. خيم الصمت ساعة كان قد غفا فيها عبد الله ابن الأربعة أعوام و الذي لم يكن ليستوعب ما كان يتحدث عنه والداه..ومع صوت اذان الفجر كان أبو عبد الله مستعدا لفعل أي شئ ليرتاح من ضائقته و ليستطيع تأمين مستقبل امن لابنه.. مضى عدة سنوات على التحاقه بإحدى جماعات المقاومة و شارك في عدة عمليات سواء كان بالتخطيط أو التنفيذ.. الى أن فوجئ في احدى الأيام أنه أصبح في عداد المطلوبين..بدا يخاف العودة الى منزله حتى لا يعرفون مكانه او يؤذون أهله..ولكن ما يفعل بشوقه الى ابنه وزوجته فكل يوم يقضيه بعيدا عنهم يذبحه ألم الفراق أكثر من ألم التشرد أو الاصابات التي يتعرض لها.. وفي ليلة لم يستطع تحمل الامه أكثر فحمل جسده المتهالك و توجه إلى بقايا بيته الصامدة.. طرق الباب وانتظر دقائق حتى ردت عليه أم عبد الله و ما أن فتحت الباب حتى سبقت دموع فرحتها لسانها فقد كانت تكابد الشوق و الحيرة والان هي تكحل عينها برؤية زوجها و تتحسس جسده لتؤكد لعقلها أنه مازال حيا.. دخلا الى المنزل و كان عبد الله لا يصدق مايرى ركض مسرعا الى حضن أبيه الذي حرم منه سنينا واياما وينظر الى عينيه المتعبتان المثقلتان بالمهموم كما لو كان يبحث فيهما عن اجابة لما يدور في خاطره من اسئلة.. تناولت العائلة العشاء معا و قبل أن تخلد الى النوم كان أبو عبد الله قد خطط للخروج قبل الفجر من المنزل حتى لا يتنبه له أحد وهو خارج في الظلمة حماية لبيته و أهله .. و لكن كانت مشيئة الله قد سبقت كل شئ فما أن أطفأوا سراجهم حتى سمعوا دقا قويا يكاد يهدم المنزل.. فزع أبو عبد الله و احتار فيما يفعل أيهرب أم يختبئ أم يخبأ ابنه و زوجته و بينما هو غارق في حيرته.. لم يجد الا و البيت قد امتلأ بالجنود المحتلين.. حينها فقط عرف أن لا مفرمن القدر.. [/font]
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
اسم الموضوع : البحث عن هوية | المصدر : الروايات

شهد الصباح

New member
معلومات شهد الصباح
إنضم
4 نوفمبر 2007
المشاركات
466
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
39
.. أخذ الجنود ينهالون عليه ضربا بالعصي و الهراوات.. طلقات رصاص تصيب ذراعه و أخرى بساقه .. صرخات زوجته المفجوعة نبهتهم إليها فنالها مما ناله نصيب.. كل هذا و عبد الله ينظر من احدى زوايا المنزل.. دموعه قد جفت في عينه لهول ما رأى.. العجز يتملكه و الخوف يقتله.. ينظر إلى أبيه نظرة أخيرة .. يتابع قطرات دمه المراقة على الأرض و الجنود يجرونه الى خارج المنزل.. ظل يراقبه حتى غاب عن نظره ولم يعد يسمع صوت أقدام المغتصبين و ضحكاتهم.. حينها فقط استطاع أن يسمع صوت أنات أمه أسرع إليها يحاول تضميد جراحها و لكن لا حيلة.. خرج يطلب المساعدة ولكن ما من إجابة.. أخذ يمشي هائما على وجهه ممسكا بعبرته بين أجفانه.. عاد إلى المنزل وجلس بجانب أمه.. حدثها فلم ترد عليه.. أخذ يحركها فلم تستجب له .. حينها دوت صرخته تهز أرجاء الكون.. تفجر البراكين و تضرب الزلازل..صرخ بأعماقه "أمـي"..
كما لو كانت صرخته أحيت فيها تمسكها بالحياة و ذكرتها بأن هناك من يحتاج اليها بجانبه.. حركت عينها صوبه فوجدته قد خبأ وجهه بين ركبتيه و راح يبكي في صمت..مدت يدها حاولت الوصول اليه لكن لا جدوى أخذت تهمس باسمه عدة مرات حتى تنبه لها.. رفع رأسه و أخذ ينظر إليها و لم يكن ليصدق ما يرى.. ما زالت على قيد الحياة.. أسرع تجاهها واختلطت دموعهماو المهما.. بعدها قام عبد الله يحاول تضميد جراح أمه الثكلى.. وادخلها الى غرفتها وبقي معها حتى اطمئن الى انها نامت..غادر الغرفة و راح يمسح الارض من اثر الدماء و يتذكر اخر ما رآه من أبيه.. راحت الأفكار تنهش عقله الصغير وتأكله.. راح الحقد يتملكه و الحيرة تتصدعه..وبينما هو غارق بين أفكاره ومشاعره أشرقت شمس الصباح على الكون و لكن لم تكن كذلك بالنسبة لعبد الله فمازالت الظلمة في أعماقه تحجب عنه كل الأضواء في سماء الكون و الحياة..
[FONT='Times New Roman','serif']مرت الأعوام و صحة أم عبد الله تتدهور ولا علم عن حالة أبو عبد الله .. لا أحد يعرف ان كان حيا ام ميتا.. أما عبد الله فقد أكمل تعليمه وأصبح الان رجلا قادرا على تحمل المسؤولية و اتخاذ القرارت.. وفي أحد الليالي و بينما هو جالس يسامر والدته أخبرها برغبته للخروج من هذه البلد التي لم تورثه سوى الألم و الحسرة..تبسمت أمه و أخبرته بأنه لا يمكنه أن يفعل فهو حتى لا يملك جواز سفر أو هوية.. فأخبرها بأنه لن يخرج منها بالسبل الشرعية فهو يخطط للهرب عبر الحدود.. هنا ثارت أمه الفزعة من كلامه وقالت"أتترك أرضك وأرض أجدادك؟. وأبوك هل فكرت ان خرج يوما فاين سيجدك؟.وأنا من سيعتني بي ؟ هل فكرت بهذا كله" فأجابها قائلا"أين هم أجدادي؟ انهم تحت التراب لا يدرون عنا وأبي لربما هو الان معهم.وهل تريديني أن أتزوج وأبقى هنا لأنجب أولادا يلعنوني لأنني أنجبتهم هنا و في هذه الأوقات..أما فكرت بأني أحلم يوما أن أعيش كباقي الناس في باقي البلدان..أن لا أرى الموت كل يوم وكل ساعة يمشي بجانبي.. أتسمين هذه حياة .. انظري الى نفسك أتملكين شيئا غير دمعك الذي تهدرينه كل يوم على أناس أموات قبل أن يموتوا؟.انت هي من يجب أن تفيق وتفكر.. أنا لن أتركك هنا ستأتين معي حتى لو كان رغما عنك" أنهى كلماته و أعطى ظهره لأمه خارجا من غرفتها.. تاركا اياها تدور في دوامة كلماته.. و في صباح اليوم التالي عاد عبد الله ليعتذر لأمه عن فظاظته معها.. وأعطته ردها بالموافقة ففرح وشعر أن الدنيا تكاد لا تسعه أخذ يخبرها بما سيفعل لأجل اسعادها وراحتها و يخبرها بالحياة التي يحلم بها.. كل هذا و هي تبتسم له أمل قلبها و عقلها فقد كانا مشغولان بأشياء أخرى كثيرة رأت أن تسدل عليها الأستار و تتناساها لتتيح لابنها فرصة تجربة العيش الحقيقية.. و كما خطط عبد الله قام وبمساعدة نفر من أصدقائه بالتسلل عبر الحدود حتى اجتازوها و هناك في حدود البلد الأخرى كان هناك جوازا سفر ينتظرانه هو وأمه.. كانت تحمل صورهما ولكن ليس أسمائهما.. وتم كل شئ على أكمل وجهه.. هاهو الان خارج تلك البلدة خارجا ليرى الحياة التي طالما جلم بها و تمناها.. قضى هو وأمه الليلة باحدى الفنادق الرخيصة وما أن طلع الصباح حتى ذهب عبد الله للبحث عن مكان يقيم فيه هو وأمه و عن عمل يجنيان من ورائه لقمة عيشهما.. وما أن غابت الشمس حتى كان هو وأمه قد انتقلا للعيش بأحد البيوت الصغيرة الذي استأجره عبد الله بما كان يحمل من مال.. و في الليل خلد الى النوم وبقيت امه تطالع وجهه الذي تغمره السعادة حتى وهو نائم.. صحيح أنهما الان يشعران بالامان و لكن هل هذا هو ماربيت يا أم عبدالله؟.. فتى متنكرا لوطنه وبلاده؟.. و هل رأى مايسره منها فحتى هوية لم تعطيه.. اذن ما يريد بالعيش فيها؟؟ و هل يا ترى العيش و المستقبل هنا أفضل لنا يا ابني؟. الله أعلم بما هو مكتوب لديه ولا أملك لك سوى الدعاء فليحفظك الله يا بني من نفسك..[/FONT]
 

شهد الصباح

New member
معلومات شهد الصباح
إنضم
4 نوفمبر 2007
المشاركات
466
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
39
مر قرابة الثلاثة أعوام و قد حصل عبدالله على عمل جيد وبدأ يحقق أحلامه شيئا فشيئا..بيت كبير امن.. حضارة وعمار وبناء.. حياة الرفاهية والطبقات العليا من المجتمع..حسابات في البنوك.. أموال في كل مكان.. حتى اصبح يتخيل أنه كلما أمسك بشئ تحول الى ذهب بيده.. ولكن بالرغم من هذا كله الا انه كان يشعر أن هناك شيئا ينقصه.. في كل يوم كان يجلس مع نفسه ليفكر ترى ماالذي أحتاجه وليس عندي.. و بعد تفكير دام اياما وليال توصل الى أن ما ينقصه هو الزوجة التي يسكن اليها واولاد يملؤون عليه هذا البيت ويضيفون البهجة الى حياته.. حتى جاء اليوم الذي قرر فيه الزواج وطلب من أمه أن تخطب له.. لم تعرف أمه ان كان يرغب في الزواج من أهل هذه البلد أم من بلده.. ولم تتعب نفسها بسؤاله فقد كانت تراه مشغولا جدا بأعماله ولم تكن لتفرق عنده من اي بلد هي زوجته هذا ان كان سيتنبه لجنسيتها او اصلها.. كانت حسرة ام عبدالله على ابنها وما ال اليه حاله من الطمع و الجشع و الانانية تكبر يوما بعد يوم وتثقلها حتى أنهكتها وأضرحتها الفراش.. كانت تنازع الموت كل ساعة في أيامها الأخيرة.. ولكن أين هو عبد الله عنها ..انه ملتزم بدوامه ولايستطيع سوى قضاء بعض الساعات معها.. وهي كانت تدعوا له كلما خفت سكراتها وأفاقت..الى أن حانت الساعات الاخيرة.. كان يوم اجازة عبد الله وكان يمكث بجانبها يشد على يدها ويشجعها ويطلب رضاها..إلى أن شعر أنه يتلزم عليه تلقينها الشهادتين.. ولأول مرة يختنق حين يلفظها و يشعر أنها صعبة على لسانه.. فهو يودع بها أغلى ما يمكن أن يملك الانسان في هذا الكون.. انه يودع أمه..عاوده ذلك الاحساس القديم.. تذكر ذلك اليوم الذي غير حياتهم وحرمه من حضن أبيه وساعده الذي اعتاد أن يحمله.. و جعله يعيش احساس يوم فراق امه بأكثر من عشر سنين قبل موعده.. ودع أمه الراحلة بدموع طفل لم يبلغ الخامسة من العمر.. كان يواريها الثرى و كان يشعر أن كل حبة رمل تنهال عليها ما هي الا قطع تقتص من قلبه الحاني اليها.. وما أن غابت عن عينه كانت الدنيا قد غابت عن عينه و يتمنى لو انه يدفن الان معها..
قضى أيامه التالية مستوحشا المنزل.. فكل زاوية منه تذكره بها .. و تذكره بتقصيره معها في اخر أيامه.. تلك الحاجة في نفسه و التي يفتقدها زادت في نفسه ولم يكن يدري ما يفعل بها.. ويوم بعد يوم كانت ضائقته تزيد وتشتد الى أن ضاق من البلد التي يعيش فيها.. وأخذ يفكر في الهجرة الى احدى دول الغرب وما أن وجد صديقا له يعزم على نفس الأمر حتى اتفقا ونفذا الأمر.. باعا كل مايملكان و حزما أمتعتهما ورحلا بعيدا تاركين ورائهما بلادا لم تورثهما سوى الأحزان و الالام كما بعتقدان..
وحالما وصلا وحطت أقدامهما أرض بلاد الغرب كان الانبهار يتملكهما فمهما بلغت حضارت بلادهم فهي لا تعني شيئا لما هناك..وفي أول ليلة لهما نزلا باحدى الفنادق التي كانت تعج بالناس ليل نهار.. ولشدة دهشتهما و سذاجتهما انجرفا وراء تيار الحضارة الزائفة ونسيا كل دين ومبدأ..
بعد فترة كان كل منهما يعمل بشركة مختلفة عن الأخرى و كان بالامكان أن يكونا في شركة واحدة يعملان سويا الا أن اسم عبدالله كان قد عطله عن فرصة التقديم في الشركة الاولى و التي كانت تسبق الشركة الثانية.. فاجراءات تغيير الاسماء تاخذ بعض الوقت.. و لاجل الحصول على وظيفة جيدة كان عبدالله مضطرا لتغيير اسمه و الذي لم يروق لاحد في تلك البلاد.. و أصبح عبد الله الان يدعى نيلسون.. وليت ماتغير فيك يا عبدالله كان فقط اسمك..
مرعلى نيلسون عام كامل لم يسجد فيها لخالقه.. بل ان رئيسه في الشركة حالما علم بانه مسلم راح يتودد اليه ويريد ترفيع منصبه حتى أصبح نائبه العام .. وبحكم منصبه الان أصبح يخرج مع كبار الشخصيات في الشركة _وضعاء النفوس_ لقضاء سهرات عمل.. و لديهم لا يجوز أن تعقد الصفقات دون وجود رائحة الخمر بين سطورها..وفي ليلة كانت هناك صفقة كبيرة مطروحة استحقت أن لا تقتصر السهرة فقط على الخمر بل أيضا على تقديم الفتيات الحسنوات.. وبحكم ديانة نيلسون المنسية كانت له الاولوية في اختيار من سيبيت معها ويقضي ليلته متمرغا في المحرمات معها..واخذها من يده وتوجهت به الى احدى اجنحة الفندق لقضاء الليلة.. وما ان اختليا حتى هم ليزني بها و لكنها استوقفته.. فتعجب لها و راح يسالها ان كان هناك مايضايقها او ان كان اغضبها بشئ.. اه يا عبدالله حتى لم تفكر في انك تفعل حراما يغضب ربك ويوجب عقابه اغرتك الدنيا بل لقد اعمتك.. وبينما هو يتسائل أخبرته بأنها لن تتركه يمسها حتى يتزوجها.. فقال لها"الان في هذه الساعة تريديني أن أتزوجك؟" قالت له"ليس الآن ربما غدا أو بعد غد المهم أن لا نفعل هذا الا ونحن متزوجان" كان طلبها غريبا ولكن بالرغم من ذلك وافق على طلبها وبعد أن تركته ليفكر استيقن انه كان بوشك فعل الفاحشة وان الله وحده هو من أنقذه من ذلك.. وبعد عدة أيام كان قد تزوج من تلك المرأة ولكن أين؟! تزوج عبدالله في كنيسة.. اجل في كنيسة.. الحمدلله يا ام عبدالله انك لم تكوني موجودة لتحضري زواج ابنك تلك الساعة.. قضى نيل سنوات على حاله تلك.. وحتى بالرغم من زواجه الا ان تلك الضائقة ماتزال تزوره من حين الى اخر ولم يكن ليعرف لها مفرجا..
 

شهد الصباح

New member
معلومات شهد الصباح
إنضم
4 نوفمبر 2007
المشاركات
466
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
39
وفي احدى الايام وبينما كان نيل مستلق على اريكته في المنزل عادت زوجته من الخارج وكان وجهها يحمل تعبيرا غريبا فاستجوبها حتى قالت له"لقد سمعت ورايت شيئا غريبا اليوم.. كان هناك حشد من الناس مجتمعين وقد علمت أنه حادث سيارة ولكن استغربت احتشاد هذا العدد الهائل من الناس حوله فتطفلت و اخذت انظر..كان هناك رجل يحتضر على الأرض ولكن الغريب انه كان بجواره شخص يهزه و يقول له"يا عبد الله قل لا اله الاالله"- هنا ينتفض عبد لله من مكانه و تستطرد هي قائلة"اانا لم افهم ما يقول و لكني فقط شعرت بالراحة لسماعها واشعر براحة اكبر عندما اقولها"انتفض عبد الله (نيلسون) كمن اصابته صاعقة وراح ينظر الى وجهه في المرآة و يتذكر السنوات التي قضاها مذ دخل هذه البلد اول مرة والى يومه هذا..بعدها اجهش بالبكاء على حاله فما كان من زوجته الا ان تقول له يا عبد الله قل لا اله الا الله انها تريحك مما انت فيه.. نعم لا اله الا الله محمد رسول الله راح يكررها عبد الله ثم توجه واغتسل و توضأ وراح يكبر في المنزل و صلى ركعتين سأل الله أن يغفر له.. وفي تلك الاثناء كانت صدمة زوجته تعجزها عن الكلام او الحراك وما استطاعت سوى ان تساله وهي غير مصدقة"اانت مسلم؟"فطأطأراسه و اجابها"نعم انا مسلم.. جلبت العار لامتي وشوهت ديني و لكن ربي لغفور رحيم ولانه هو العفو الكريم"..حجبت ادمع الندم في عيون عبدالله الدنيا ومغرياتها.. بل انه حتى لم يتنبه لخروج زوجته من المنزل وبلا عوده..بعد فترة من افاقته.. بدا يتوق لاسمه ينادى به.. و بدات تضيق عليه الدنيا وكل من كان معه يسانده اصبح الان ندا له يحاربه..حينها فقط القى عبدالله كل الدنيا وراء ظهره و عاد متوجها الى بلده حيث ولد.. دخلها هاربا كما خرج منها.. عاد اليها فوجدها كما هي تنتظره لم يتغير فيها شئ.. عاد الى منزله الصامد رغم القصف.. دخل الى المنزل استلقى على تلك الحصيرة.. اخذ ينظر الى جدران المنزل بدت له وكانها اذرعة امه حين تضمه.. تنشق رائحة العز و الكرامة التي ربته يدا امه عليها.. وتذكر اباه الابي الشجاع.. قطع ذكرياته صوت الاذان ينادي وما ان انتهى حتى ما عاد يشعر بتلك الضائقة في نفسه و التي الان فقط عرف انها كانت الدنيا وانه الان زهد فيها وحلت مكانها الاخرة..

[FONT='Times New Roman','serif']وتذكر ذنوبه و فكر في الجهاد والشهادة ليس في سبيل ارضه وبلده التي لم تعطه يوما هوية بل في سبيل دين الله الذي اعطاه الاسلام مذ ساعة ولادته هوية.. هوية كل ما كتب عليها هو كلمة"مسلم" ولكن مسؤوليتها كبيرة.. فان استطعت ان تحمل مسؤوليتها وتفهمها فبالله خبرني ماضير العيش بلا هوية...[/font]
 

.-. ذوق .-.

ملكة متوجة
معلومات .-. ذوق .-.
إنضم
10 ديسمبر 2006
المشاركات
959
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
أعبث وسط شجوني .. !
ما أجمل أن نعيش ونحن مقتنعين كل الاقتناع بهويتنا !
فـ ذلك على الأقل لن يجرنا إلى التخبط ما بين هوية وأخرى ..
وإلى الضياع في تيه له بداية ونهايته نقطة ضائعة في فضاء الأمنيات !

فكرة جميلة .. رغم أنها مكرره ..
إلا أن اسلوبك السلس أضاف عليها الكثير من الجمال والتشويق ..

أعجبني دور الأم المضحية وتمسكها بالحياة من أجل ابنها ..
كما أعجبتني النهاية .. وخروج زوجة عبدالله دون عودة ..
فـ هذه نهاية بالنسبة لي غير متوقعه !
توقعت أن تسلم معه .. وأحب النهايات التي تفاجأني ..

شكراً لقلمكِ الراقي ..
ولتفرغكِ لسرد قصتكِ المبهره هنا بيننا ..
نطمع بالمزيد بالبطبع ..
فـ جودي علينا من قريحتك الراقية ..
:cupidarrow: ..
 

شهد الصباح

New member
معلومات شهد الصباح
إنضم
4 نوفمبر 2007
المشاركات
466
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
39
شكرا لتشجيعك و نقدك البناء
ان شاء الله
بس ادعو لزوجي يقوم بالسلامه و يرد لبيته ولا يحرمني ربي منه
 

@ بسمة أمل @

New member
معلومات @ بسمة أمل @
إنضم
1 ديسمبر 2006
المشاركات
1,076
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
:c011::c011:

شكرا على نثر ابداعك بيننا ..........

ولن ازيد على كلام الاديبه القاصه ...المـ...:msn-wink:
 

شهد الصباح

New member
معلومات شهد الصباح
إنضم
4 نوفمبر 2007
المشاركات
466
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
39
وي اول مرة يتحط على موضوعي شي يقول مميز
مرررررررررة شكرا
شجعتوني اكتب
بس ان شاء الله زوجي يطلع من المستشفى و اخلص الاختبارات بابدأ اكتب ان شاء الله
مرررررررررررة شكرا
 

.-. ذوق .-.

ملكة متوجة
معلومات .-. ذوق .-.
إنضم
10 ديسمبر 2006
المشاركات
959
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
أعبث وسط شجوني .. !
أسـأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه ..
أسـأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه ..
أسـأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه ..
أسـأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه ..
أسـأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه ..
أسـأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه ..
أسـأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه ..

شافاه الله وعافاه ووفقكِ باختباراتك ،،
ننتظرك بلا شكـ .. فلا تغيبي عنـا طويلاً :cupidarrow: ..

حياة* :
كم أفرحني لقب الأديبة القاصه :blushing: ,,
شكراً لرقتك المتناهيـة ..
 

العولمة

New member
معلومات العولمة
إنضم
2 فبراير 2008
المشاركات
123
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
العمر
44
قصتك رائعه بمعنى الكلمه والله بكيت كثييييييييييييييييييييرا وتألمت وتذكرت بلدي فأنا من أرض الشهداء وأرض المحشر آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يافلسطين أين انت الآن واي جرح تنزفين

مشكوره أختي
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه