دار السعادة
New member
- إنضم
- 21 يونيو 2007
- المشاركات
- 494
الإنصات والأطفال ..
إذا جذب طفلك خديك بكلتا يديه لكي تستمع إليه فذلك تأكيد عملي بأنك لا تحسن الإنصات إليه ..
هنا قد يتساءل البعض كيف أنصت إليه ؟ فالإنصات للأطفال لا يطاق ويصعب المواظبة عليه في كل وقت ...
أظهرت الدراسات العلمية أن الأطفال يلجأون إلى والديهم أولاً للحصول على المعلومات أو النصائح ، في حين يلجأ المراهقون إلى أصدقائهم أو مصادر أخرى خارج نطاق العائلة ..
لذا نجد أن قصوراً في تنمية مهارة الإنصات لدى الأطفال في بداية حياتهم يؤدي إلى مشكلات في مراحل التعليم والاتصال في المستقبل .
وذلك يدعو الآباء والأمهات إلى الانتباه إلى أهمية ذلك بفتح قنوات الاتصال مع أطفالهم من خلال الإنصات إليهم .
كم من طفل ضاعت مواهبه أو أصيب بانفصام شخصية أو حتى عدم الثقة في النفس نتيجة أنه لم يجد آذاناً مصغية ، وإن وجد فإنها تكون انتقائية أو مستهزئة أو ضاحكة مما يقول .
ولكي لا نفوت على أنفسنا فرص اكتشاف مواهب أطفالنا وحاجاتهم وتفكيرهم فلنحسن الإنصات إليهم ..
وهذه المفاتيح الستة للإنصات الإيجابي للأطفال :
1. إظهار الاهتمام :
إن عدم إظهار الاهتمام لما يقوله الطفل قد يؤدي إلى عواقب أسوأ من رفض الإنصات إليه . فالأطفال مخلوقات حساسة للغاية وتتمتع بدرجة عالية من قوة الملاحظة إذا ما قورنت ببعض البالغين ، ولدى الأطفال حساسية شديدة تعينهم على معرفة تغير نبرة صوت محدثهم وكذلك تعابير وجهه فمن السهل عليهم أن يكتشفوا التمثيل عليهم ، ولذلك فإن حديثنا مع الأطفال يجب أن يكون قدر واضح من الاهتمام والحرص .
2. التركيز على العينين والتعابير :
التركيز على عيني الطفل وتحولاته الانفعالية أمر في غاية الأهمية ، حتى وإن كانت غير منطقية بالنسبة إلينا .
3. الإنصات حتى النهاية :
إن محاولة مقاطعة الطفل تشعره بأن حديثه غير مرغوب فيه ، وأن المتحدث يرغب في تغيير الموضوع الأمر الذي يدفعه لسلوك عدواني تجاه إخوته أو أصدقائه للفت الانتباه ، لتجنب ذلك بفضل ترك المجال للطفل لكي يسترسل حتى ينهي كلامه .
4. ملاحظة إيماءات الطفل :
تختلف إيماءات الطفل عن البالغين بشكل ملحوظ ، فالبالغون يحرصون على أن تكون أعينهم أو جوارحهم معك أثناء طرحهم للأسئلة ، في حين أن الطفل قد يسأل سؤالاً مهماً يؤرقه وهو يلعب أو منهمك في مسلسل كارتوني من دون النظر إليك ، ذلك لا يعني عدم أهمية السؤال بالنسبة له ، لكنه سلوك طبيعي يمارسه الأطفال ، لذا يجب ألا نتجاهل الرد عليهم لمجرد أن جوارحهم لا تعكس أهمية الأسئلة التي يوجهونها إلينا .
5. تخصيص وقت للإنصات :
مخطئ من يعتقد أن تخصيص بضع ثوان للإنصات هو وقت كافٍ لكسب الطفل وإشعاره بجدية إنصاتنا إليه .
وبمعنى آخر فالإنصات يحتاج إلى وقت أطول يصعب أن ينبئنا المتحدث بموعده .
6. التشجيع على الحديث :
كلما سنحت لك الفرصة ، شجع الطفل على الحديث ، ثم أنصت إليه ، ويكون ذلك بطرح أسئلة مثل : " تبدو فرحاً اليوم هل كان تقديمك جيداً في الاختبار ؟ ... "
لا تغير الموضوع حتى ينتهي الطفل من حديثه بتفريغ كل ما يود قوله في موضوع معين ، لأن الطفل بمجرد أن يشعر أنه انتهى من شرح نقطة معينة تؤرقه فإنه سيشعر ببعض الراحة ، وما سيزيد الراحة هو تفاعلنا معه عن طريق الإنصات .
الإنصات المتعاطف مع الأطفال :
التعاطف مع حديث الأطفال يشعرهم بأهميتهم ويضفي عليهم شعوراً نفسياً مريحاً ، التعاطف معهم يكون بالإنصات إلى دقائق الأمور بما فيها ما نراه تافهاً أو ساذجاً بنفس درجة تحمس الأطفال وتفاعلهم .
علينا تذكر أن التركيز الجيد في ما يقوله الأطفال يوصلنا إلى أصدق معلومات على صدق مشاعرهم ويساعدهم على الفضفضة بما تكنه صدورهم .
كان ودي أحط صور بس ما أعرف
بتصرف من كتاب أنصت يحبك الناس للاستاذ / محمد النغيمش ..
