الأمر كله لله .بقلم طبيب

[راجيه الرضا]

جالي مريض في العيادة كان عامل قبل كده خمس عمليات في ظهره في مستشفيات تانية.
للأسف حصله مضاعفات في العملية الأولي و التانية خلت عنده وجع شديد في الرجل مع المشي.
غير إن فيه مسامير في الظهر اتكسرت و كان لازم تتغير.

المريض كان عنده إكتئاب شديد من الآلم و فُقدان لكل رغبات الحياة،
حياته متدمرة حرفياً.
غير إنه جالي بعد ما راح لأكتر من عشر دكاترة و كلهم قالوله مفيش حل.

أنا إتكلمت معاه و قررنا إننا الأول نعمل عملية علشان نغير المسامير المكسورة، ودي عملية كبيرة مش صغيرة لأننا حنغير حوالي ١٠ مسامير.
و بعدين نشوف طريقة نعالج بيها آلام العمليات إللي فشلت قبل كده.

غيرنا المسامير والأمور مشيت على خير،
و فضل يتابع معايا لمده شهور بعدها لغاية ما إتأكدنا إن المسامير الجديدة كويسة و ثابتة في مكانها.

في خلال الوقت دا كُنت بعالج آلام الساق عن طريق الحقن بالكورتيزون، و شوية بالتردد الحراري،
بس دي حاجات بتجيب نتيجة لفترة محدودة
مش اكتر من شهرين تلاتة.

بعدين قررت إني أزرع له جهاز علاج الآلام في الظهر.
عملية بسيطة، بس محتاجة تضبيط كتير.

المريض دخل العمليات، و الأمور مشيت عادي.

بعد العملية، المريض قام وقف على رجليه في نفس اليوم و هو مستغرب،
الآلام راحت بنسبة ١٠٠٪؜.
مفيش آلام الساق إللي بقالها أكتر من ٦ سنين ماشي بيها،
مفيش تنميل في الرجل،
صفر ٪؜ وجع.

المريض خدني بالحضن و كانت بيتنطط من الفرح.

بس للأسف بعد يومين
ظهرت عند المريض حاجة غريبة.
بطنه بتوجعه جامد،
مش عارف يتحرك و لا ياكل و لا يشرب،
ضغطه علي بقى فوق ال ٢٢٠.
المريض بيقع مننا حرفياً.

نزلنا المريض العناية المُركزة،
و حطيناه تحت الملاحظة و عملنا كل الفحوصات.
حصله مضاعفات معروفة خصوصاً الناس اللي ماشية سنين على المُسكنات.
للأسف حاجة ملناش فيها يد.

مفيش حاجة نعملها غير إننا نستنى و ندعي ربنا.
بقيت بعدي عليه كُل يوم في الرعاية أشوف أخباره، و أتعكنن لأني مقدرش أعمله حاجة.

آخر مرة روحتله إتكلمت معاه، لقيته مسك إيدي جامد،
وقالي،
أرجوك متسيبنيش
أرجوك خليك معايا.

أنا جسمي إتكهرب
حسيت إني شايل حمل فوق طاقتي.
أنا إنسان ضعيف، مفيش في إيده حاجة.

حتى العلم و الإمكانيات و الخبرة الطويلة، ممكن تقف عاجزة قدام مرض صغير ربنا يبتلينا بيه.

أنا ضعيف يا ربي،
و الشفاء عمره ما كان بإيدينا.

بعد ما سيبت العيان فضلت يومين مبكلمش حد،
دخلت في حالة إكتئاب رهيبة،
حسيت إني مش قادر أكمل.
مش قادر أشيل هموم أكتر من كده.

بس طبعاً غصب عني لازم أروح الشغل،
بعد يومين روحت على شغلي، و أنا خايف أروح للمريض ألاقيه لسة تعبان،
كنت عارف إني لو شوفته بنفس المنظر دا تاني، مش حأعرف أكمل، و أنا عندي يومها عملية كبيرة.

دخلت أبص على ملف العيان،
لقيت المُفاجئة،
المريض قام و إتحرك و التمريض كاتبين إنه معندوش أى أعراض خالص.
و إنه خلاص حيطلع من العناية و يروح غرفة عادية.

أنا أول ما قرأت الكلمتين دول
زى ما يكون ربنا رد فيا الروح.
لقيت نفسي فى خلال دقيقة رجعت تاني للحياة.

يا الله،
إحنا فعلاً مفيش في إيدينا حاجة،
الشفاء من عندك يا رب.

سبحان الله،
الحالة ممكن تتغير بين يوم و ليله،
كله بأمر ربنا.
مهما روحت و جيت،
مهما كنت شاطر أو مُتمكن في شغلك،
في الأول و الآخر كله بإيد ربنا.

فعلا
و ما أوتيتم من العلم إلا قليلاً.​