ابو مسلم الخراساني...1

[راجيه الرضا]

أبو مسلمٍ الخُراساني 1
.................................
هو عبد الرحمن بن مسلم، مِن أبرز أمراء الإسلام، هزمَ الأمويّين وأقامَ الدولةَ العباسيّة، ذهبَ على حمارٍ إلى خُراسان ثم مَلَكها بعد 9 أعوامٍ وعادَ بكتائب أمثالِ الجبال، وكان سفّاكا للدماء، قيل أنه من أحفادِ الأكاسرةِ الفُرس وأنّه ادّعى النسبَ العربي، تشيَّعَ فى الكوفة وعملَ مع أبي موسى السرّاج فى صناعة السروج وتعلمَ منه التشيّعَ وكذلك مِن بكير بن ماهان كبيرِ دُعاة العباسيين،
كان العلويّون أحفادُ سيدنا علي بن أبي طالبٍ بقيادة أبي هاشم ينادون بأحقيتهم فى الخلافة من الأمويين، ثم تنازلَ أبو هاشم قبل موته لمحمدٍ بن عليّ العباسيِّ حفيدِ سيدنا عبد الله بن عباس سنة 99 هـ، ومِن ثَمَّ انتقلتْ زعامةُ الدعوة إلى ابنه إبراهيم الإمام العباسيّ، ولما أطاح العباسيون بالأمويين استأثروا بالحكم وأقصوا العلويين وأخمدوا ثورتَهم،
توسّم الإمامُ فى عبد الرحمن هذا الكفاءةَ والذكاء وكنَّاه بأبي مسلمٍ وكـان عمره 19 سنة، وبقيَ فى خدمته حتى سنة 128هـ حيث ضعُفَ أمرُ الأمويين فى خراسان فأرسله الإمامُ لمعرفته بأحوالها إذ كان قد زارها عدة مراتٍ قبل ذلك، فأظهر براعةً فائقة رغم حداثةِ سِنِّه، ولما زادتْ قوتُه سنة 129هـ اتخذَ من إحدى قُرى عاصمة خراسان مَقرّا للدعوة ورفع عليها رايةَ العباسيين، ودعا الناس إلى بيعة "الرضا مِن آلِ محمد" وكتبَ إلى والي خراسان الأمويِّ نصرِ بن سيّار يدعوه لطاعة العباسيين، فأرسل له نصرٌ جيشًا كبيرًا ولكنّ أبا مسلم انتصر عليه فى موقعة "ألين" سنة 130هـ، ثم استولى على مدينة "مرو" قاعدةِ إقليم خراسان سنة 131هـ،
لما ظهرت قوةُ أبي مسلم اتّحدَتْ القبائلُ العربية المتناحرة فى خراسان لِحربه لكنّه بدهائه أوقعَ القبائلَ مرةً أخرى فى بعضها حتى قَضَى على الجميع بالمكر وبالغدر أحيانا كثيرة، وأرسل قادتَه يستولون على البلاد من عُمال نصر بن سيّار دون مقاومةٍ حتى أخضعَ كلَ خُراسان للعباسيين وصارتْ نقطةَ انطلاقٍ للاستيلاء على باقى بلاد الأمويين،
وفى هذه الأثناء مات إبراهيمُ الإمامُ فى سجن الأمويين وبويع أخوه أبو العباس السفّاحُ بالخلافة فى الكوفة سنة 132 هـ، وواصلتْ جيوشُ العباسيين زحفَها نحو العراق بقيادة قحطبة بن شبيب فاضطر عاملُ العراق الأموي يزيدُ بن هبيرة إلى الانسحاب نحو جنوب العراق ثم استسلمَ لما هُزم آخرُ خليفةٍ أموي (مروان بن محمد) فى موقعة "الزاب" ثم قُتل مروان بصعيد مصر أواخرَ سنة 132هـ وزالتْ الدولةُ الأموية بالمشرق،
كان السفّاحُ يحترم أبا مسلم ولا يقطع أمرا دونَه فلما تولّى كأولِ خليفةٍ عباسي ظلَّ أبو مسلم واليا على خراسان وزادَ نفوذُه، وقد قام مُلك السفّاح على أكتاف 3 رجال: أبي مسلم بالمشرق وأخيه المنصورِ بالجزيرة وأرمينية والعراق وعمِّه عبد الله بن علي بالشام ومصر، وكان بين الثلاثة حقدٌ وضغائن ظهرتْ بقوةٍ بعد وفاة السفّاح

رياض حسن