إياكم والاستسلام للهموم والأحزان

احصائياتى
الردود
0
المشاهدات
172

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,542
مستوى التفاعل
9,665
النقاط
113
إياكم والاستسلام للهموم والأحزان
?إياكم والاستسلام للهموم والأحزان?


لا أثقل على النفس والعقل من حمل الهموم والاستسلام للأحزان والآلام الناجمة عن الابتلاءات والمشكلات التي يواجهها الإنسان على مدار حياته، والتي تسلبه الشعور بالراحة والاستقرار والسلام النفسي والاجتماعي، وقد تدخله في أزمات مادية، أو تسبب له مشكلات صحية لا يعلم نهايتها سوى الله عز وجل.

ولأن الإنسان خُلِق في كبد، وطُبِعَت الدنيا على كدر، ولأن أحدًا في هذه الحياة لا ينعم بعافية كاملة ودائمة وراحة وسعادة مطلقة، تعد الدنيا دار بلاء، ولن تكون الراحة الحقيقية إلا في الجنة التي وُعِد بها المتقون. فما على الإنسان إلا أن يكون صلبًا، قويًا في حال مواجهته أي مشكلة، أو ضغط من أي نوع يعترض طريق حياته، ولا يضعف أو يستسلم للحزن، ولا يعطل نفسه ولا يقف مكتوف اليدين ومسلوب الإرادة وعاجزًا عن إنقاذ نفسه من ويلات ما يعاني، وتغيير حاله إلى الأفضل.

لقد فضل الله –تعالى– الإنسان على سائر المخلوقات، وخلقه في أحسن تقويم، وأكرمه ونعّمّه، وخصه بنعمة العقل الذي يفكر ويتدبر به، ويميز به بين الخطأ والصواب، ذلك العقل الذي لا حدود له وعجز البشر عن معرفته معرفة تامة وكيفية عمله المعجز في التفكير والابتكار، وإحصاء فوائده ونعمه، والذي إن أحسن الإنسان استخدامه في ما ينفعه، وينفع غيره لحقق مكاسب دنيوية وأخروية لا حصر لها.

??ومن بين الاستخدامات الطيبة للعقل في حال الحزن والألم: التفكير الإيجابي للتخلص من هذا الحزن والأخذ بالأسباب التي تعين على القضاء عليه، أو تؤدي إلى إيجاد فرص أخرى للدخول في حالة جديدة مضادة للحزن ليستطيع الإنسان الصبر لمواصلة حياته بشكل طبيعي دون أن يعطله الحزن ويسرق عمره ويفوت عليه فرصة الاستمتاع بالحياة، وبما فيها من إيجابيات.

جدير بالذكر أن الله –تعالى– لم يخلق الإنسان ليتعسه ويشقيه في هذه الحياة، وإنما خلقه سبحانه ليعمر الأرض، ويكون خليفته فيها، ليحق الحق، ويبطل الباطل، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، وينشر الخير، ويحارب الشر. وحين يبتلي الله العبد لا يعني ذلك أنه كتب عليه الحزن والشقاء في حياته، بل ليختبر إيمانه ويكفر عنه سيئاته ويرفع درجاته في الآخرة بإذنه تعالى.
وهذا يتطلب من العبد الصبر والرضا والتسليم التام لله الذي هو أرحم من الأم على ولدها، ويحسن تدبير أمور البشر، ولم يصبهم، ليخطئهم، ولم يخطئهم ليصيبهم.


فدوام الحال من المحال، ولا حزنًا يدوم، ولا همًا يبقى..
المهم ألا يعطي الإنسان فرصة للحزن كي يأسره ويحبسه عن اكتشاف قدراته الهائلة وإرادته التي لو صاحبها إيمان قوي، وفهم سليم لمعنى الحياة، والغاية من خلقه، لاستطاع بجدارة تخطي الحزن واكتشاف جوانب إيجابية كثيرة في حياته وعبور أي عقبة بسهولة.


هناء المداح
 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه