إلى السائرات على ذلك.النهج ..تنتظركن دور المسنين

احصائياتى
الردود
0
المشاهدات
208

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,542
مستوى التفاعل
9,665
النقاط
113
إلى السائرات على ذلك.النهج ..تنتظركن دور المسنين
"إن بقيت النساء المناديات بالتحرر من كل شيء على هذا فيجب بالمقابل أن تتم المطالبة بالموازاة من اليوم بإنشاء بنايات ودور أكثر موزعة حول العالم لرعايتهم في الكبر"..

يبدو هذا القول الساخر دراميا ومبالغا فيه، لكن روح العصر الجديد وأنفاسه المختنقة تحت قدم طلب "الإنجاز" تبصم بالعشرة على أنه أكثر واقعية مما قد نظن..
لأن عاقبة السير على نهج "التأجيل"؛ تأجيل الارتباط، الزواج، تكوين أسرة..وبعثرة الأولويات لأجل تحقيق الطموح الفردي والاستمتاع لن يكون من المستغرب أن ثمنه هو: الشعور بالوحدة مع محاولات بائسة في الخمسينات أوالستينات من العمر في الإنكار لئلا يُهدم صرح الإنجازات بلسان حال متلعثم يقرّ:
نعم تلك الطريق كانت محفوفة بالخطأ!..

ربما حينها فقط ستفطن تلك الأنثى، عند آخر شوط من تحقيق النجاحات وصعود سلم الترقيات، فقط حينها سترمق بطرف عينها إلى أن صيغة "نحن" المتعجرفة الشابة الملتهبة قد تبخرت وبقيت وحيدة بين جدران باردة..ربما تكسر وحشتها بالسفر والتسلية الرتيبة والالتهاء بأي شيء، لربما حديثها فقط عن غذاء عمل أو اجتماع هناك، تلك المغامرة وهذه الرحلة المسلية هنا... فمعجمها استقر على لسان لا يعرف لغة أخرى غير تلك!
لقد أمضت شبابها في "النضال" لأجل النساء بأزٍّ من أبواق تصدح خلف الشاشات وعلى مقاعد المناصب المرموقة تتكلم بواو الجماعة وتفتتح جميع مقالاتها بضمير: نحن"، فسارت هي أيضا في مسيرات حاشدة أو كتلت من وراء لوحتها المفتاحية في صفحات حانقة بعد أن صدّقت أنها جزء من تلك ال "نحن"؛ نحن المتحررات علينا واجب إنقاذ المسكينات المستعبدات حول العالم.. وبين "هم" و "نحن" ضيعت زهرة عمرها لأن تقول عند شيبتها بلسان حالها: أنا اليوم وحيدة بلا انتماء ليس لي سوى عكازة باردة مثلي أتكئ عليها!

بعد ماذا؟ بعد أن أدت دورها وما طلب منها!
فعلت كل ذلك دون أن تمنح نفسها الحق ولو في تنهيدة واحدة من أعماقها تُخرج معها زفرات متسائلة: هل أنا سعيدة في هذه السّكة؟ ماذا سيتبقى لها عندما تخور قواها وتتوقف عن العمل؟ أين الأقدام و الأصوات التي كانت معها في النضالات؟ أين صيغة ال"نحن"؟..هل كان الأمر حقا يستحق أن "تؤجل" زواجها، أن تؤجل رغبتها في طفل؟ أن تؤجل الاستمتاع ب"أنوثتها"..بل أن تحيا فقط كأنثى!؟

كوثر الفراوي
 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه