إذا لم تستحِ فاصنَعْ ما شئتَ!

احصائياتى
الردود
1
المشاهدات
448

Lena Dareen

مجموعة الإدارة
طاقم الإدارة
معلومات Lena Dareen
إنضم
28 مايو 2015
المشاركات
16,064
مستوى التفاعل
5,444
النقاط
113
الإقامة
In City Of Gold
إذا لم تستحِ فاصنَعْ ما شئتَ!


مرحبا






كان القعنبيُّ في شبابه طائشاً، مدمناً على شرب النبيذ! فجلسَ يوماً على قارعة الطريق ينتظرُ أصحابه ليذهبوا إلى الحانة ويشربوا، فإذا برجلٍ يركبُ حماراً وحوله ناس كثيرون يمشون، كل يوقره ويُجله، هذا يقول له يا إمام، وذاك يقولُ له يا إمام!
لفت هذا المشهد القعنبيُّ، فاخترقَ صفوف الناس حتى وصل عند الإمام، وأمسكَ بلجام حماره، وقال له: من أنتَ؟
فقال له: شُعبة بن الحجاج! وكان شُعبة يُلقّبُ بأمير المؤمنين في الحديث!
فقال القعنبيُّ: من شُعبة
فقالوا له: مُحدِّث
فقال: وما مُحدِّث؟
فقالوا: يُخبرُ الناس حديث النبيِّ صلى الله عليه وسلم
فقال له: حدثني!
فقال له شُعبة: حدثني منصور بن المعتمر، عن ربعي بن خِراش، عن أبي مسعود البدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مما أدركَ الناس من كلام النبوة الأول، إذا لم تستحِ فاصنعْ ماشئتَ!
فهمَ القعنبيُّ الرسالة، فعاد إلى بيته، وأقبل على العبادة، ثم ارتحل إلى المدينة ودرس عند الإمام مالك، فحفظ عنه الموطأ كاملاً، حتى قال عنه الإمام الذهبي: القعنبي أوثق من روى الموطأ!

ولما حفظَ العلم عن مالكِ، أراد أن يعود إلى البصرة ويتلقى الحديث عن شُعبة بن الحجاج فلم ينسه طوال عمره، فلما عاد إلى البصرة، وجد شُعبة قد ماتَ، فلم يروِ عنه إلا الحديث الذي كان سبباً في توبته: مما أدركَ الناس من كلام النبوة الأول، إذا لم تستحِ فاصنعْ ما شئتَ!

من كان يتصور أن الشاب المستهتر، شارب النبيذ، سيصبحُ يوماً أوثق رواة الموطأ، وشيخ الإمامين العظيمين البخاري ومسلم!

من كان يتصور أن عُمر بن الخطاب الصلف الشديد في الجاهلية سيصبحُ فاروق هذه الأمة، وأعدل حكام أهل الأرض!

من كان يتصور أنَّ عكرمة بن أبي جهلٍ الذي أهدرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم دمه يوم فتح مكة، سيستشهدُ في اليرموك وهو قائد ميمنة جيش المسلمين!

من كان يتصور أن سُهيل بن عمرو الذي آذى الإسلام بلسانه، وقال للنبي صلى الله عليه وسلم يوم الحُديبة، امحُ محمد رسول الله واجعلها محمد بن عبد الله، فلو كنتُ أشهد أنك رسول الله ما حاربتك! سيسلم نهاية المطاف، وسيقف عند الكعبة بعد موت النبيِّ صلى الله عليه وسلم خطيباً ويقول للناس: واللهِ إن الرجل لنبي، فلا تكونوا آخر من أسلم وأول من ارتدَّ! ثم يموت بعد ذلك شهيداً في فتح بلاد الشام!

وحده الله سبحانه من يملك الهداية فلا تفقدوا الثقة بأحد، فقد روى الإسلام كثيرون بدمائهم وكان من قبل قد حملوا السيوف وحاربوه!
 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه