أين المشاعر امام شهوة. الانتقام ؟

احصائياتى
الردود
0
المشاهدات
249

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,542
مستوى التفاعل
9,665
النقاط
113
أين المشاعر امام شهوة. الانتقام ؟
في إحدى الليالي الصيفية الصعبة... جاءت إلى المستشفى طفلة صغيرة
قد سقطت من الطابق العلوي لبيتها، و للأسف وصلت إلى المستشفى و قد فارقت الحياة بالفعل.
هذه من الحوادث المتكررة التي نواجهها في مهنتنا... و يكون الألم فيها مضاعفاً على الطبيب: ألم الأسى و الأسف على المصاب، ثم الألم لأهله و مصابهم فيه.
و أصعب جزء على الإطلاق هو كيفية إبلاغ الأهل بالخبر المفجع.
خرجت مغموماً لأبحث عن أهلها، فلم أجد إلا رجلاً طاعناً في السن، هو جدها لأبيها.
سألت عن أبيها و أمها، فعلمت أنهما قد انفصلا منذ فترة، و البنت تعيش مع جدها وجدتها بعد زواج كليهما.
لم أخبر الجد خوفاً عليه، و انتظرت الوالدين.
جاء الأب أولاً.... فأخبرته...
لم ينطق بكلمة ....
نزل عليه الخبر كالصاعقة حرفياً ... فجلس على الأرض بلا حراك ... و لا كلام....
و لا حتى دموع...!!!
ثم جاءت الأم ....
و انتظرت الصراخ و العويل و أنهار الدموع كما يحدث عادة عند فقد أم لفلذة كبدها.... خاصة في حادث إليم مثل هذا... وفي ظرف عصيب مثل حالتها حيث تموت البنت و هي بعيدة عنها ... و ليست في كنفها....
لكن كانت المفاجأة الصاعقة لي أنا من ردة فعلها....!!!
هذه المرأة لم تفعل أي شيء من ما ذكر ....
كان كل تفكيرها و اهتمامها في اتجاه آخر....
الأب ...!!!
انهالت عليه بكلماتها ، تقرعه و توبخه، و تلومه على ما حدث منه ، و كيف أنه السبب في ما حدث بعدما " باعها" و ارتمي في أحضان غيرها...!!!!!
في الواقع أصابتني حيرة لم أعهدها في حياتي جراء رد فعلها....
و تقافزت علامات التعجب في ذهني من هذه المخلوقة العجيبة، التي نسيت ألمها و مصابها، و نسيت فلذة كبدها التي ماتت في حادثة مفجة ، و لم تتذكر إلا التشفي و الانتقام ممن اشتعلت بينه وبينها نار حروب الطلاق و الفراق....
الرغبة المسعورة في الانتقام غطت على كل شيء...
أنستها حتى صدمة موت طفلتها.... أنستها أمومتها...
حتى لو كانت مظلومة... حتى لو كان هذا الجل هو أفجر خلق الله.... ترى هل يملك الإنسان البال الرائق لتصفية حساباته مع غريمه و فلذة كبده لا زالت تتشحط في دمها!!
__________________
كنت أتعجب دوماً من تكرار الوصية بتقوى الله في صفحة واحدة من كتاب الله، وفي آيات متعاقبة:
﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا﴾
﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾
﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا﴾.
كل هذا ورد في سورة: الطلاق.
لم يرد أبداً في أي سياق لذكر الخلافات البشرية أن كان الأمر بالتقوى مثل ما ورد في سياق المنازعة بين الزوجين.
وهذا هو المفتاح بالفعل: تماتت قوى الله.
لو أن كل طرف اتقى الله في الطرف الآخر: لما كان هناك طلاق في أكثر الحالات...
لو أن كل طرف اتقى الله في الطرف الآخر: لما كان هناك فجر في الخصومة عند وقوع الطلاق....

كل طرف اتقى الله في الطرف الآخر : لأخلف عليهما بكل خير في الدنيا و الآخر: ﴿ وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا﴾.

د.محمد فرحات
 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه