أيتها الام ..أنت وابنتك والزينة ....انتبهي

[راجيه الرضا]

الفتاة بطبيعتها تحب التزين والزينة واللباس الجميل بكل أنواعه، فأن تطالب ابنتك بالتحجب خارجا، وتمنعها من الزينة في بيت أبيها أيضا فهذا ظلم في حقها، ومطالبة لها بما يُخالف فطرتها الأنثوية..
ولطالما عهدت عن أمي منذ الصغر، أن كانت تأخذني وأختي إلى محلات المكياج، ومحلات الألبسة المزركشة والقصيرة والمتزينة، رغم أني تحجبت وأنا صغيرة، وكنا نختار ألوان مختلفة من طلاء الأظافر، وأقلام العينين، وأحمر الشفاه بأشكاله وأنواعه، ثم نمر لشراء فساتين منها القصير ومنها الطويل ومنها اللامع ومنها البارد، ثم الأحذية بكعب عالٍ.. وكنا نأتي للبيت ونتزين انا وأمي وأختي..
وكنت فعلاً، في الصغر، في سن الطيش والمراهقة، وإلى الآن، المكياج دائما متاح، واللباس المتزين كذلك، والكعب العالي.. لكني لم أُفكر يوماً أن ألبسها أو أتزين وأخرج للشارع وكلي ألوان على وجهي، أو بلباس ضيق، في عقلي الباطني تلك الأمور للبيت لا للخارج.. ولا عمري شعرت يوماً بالنقص أمام فتيات سِنِّي وأمام الموجة المعاصرة التي زرعت فينا المكياج والزينة على أنه هو الأصل، فحتى عندما كنت أرى صديقاتي متزينات في الشارع، لم أكن أشعر أني محرومة أو أني أقل منهن درجة لأني لا أواكب الموجة المعاصرة.. بل بالعكس، أشعر بالفخر لأني أملك ما يملكن، وأقوم بنفس ما يقمن به، وألبس نفس ما يلبسن، لكني لا أُتيحه للعموم، فليس الجميع يستحقون رؤيتي كذلك..

وهذه نصيحة للأمهات خاصةً، دعي ابنتك تحقق تلك الرغبات في بيتها، فنحن في زمن لا يسلم أحد منا من حب تلك الزينة، فقد جُبلنا عليها، ومنذ أن فتحنا أعيننا ونحن نراها ونتعود عليها.. ولا هي بمحرمة، إلا إن رآنا بها من لا يحق له ذلك.. فلا تحرمي ابنتك من أشياء تحبها وهي مباحة لها.. ورَبِّها على الأدب والأخلاق، ثم على الحرية والثقة، وهي بناءً على تربيتك الوسطية ستختار معالي الأمور لا سفاسفها بإذنه سبحانه..
لأنه خذيها مني نصيحة، الضغط والحرمان يُوَلِّد الإنفجار، لهذا نجد بعض الفتيات يشترين أحيانا المكياج، وما أن يَخرُجن من البيت يُخرِجن عُدَّتَهن ويبدأن في تلوين وجوههن.. لأنها ربما حُرِمت ذلك في بيت أبيها، وربما لأنها حُرمت كلمة جميلة من أبيها وأخيها فهي فتاة تحب من يُثني على جمالها كباقي الفتيات فخرجت تبحث عن ذلك الثناء بين الذئاب (وهذه رسالة لكل أب وكل أخ)، وربما لا يهتم بها أحد، والكثير..
فنصيحتي أختي، كل ما هو مُحرم على ابنتك، وابنك أيضا، في الخارج، ومحلل عليهم في بيتهم، أتيحيه لهم حتى لا تبقا قلوبهم معلقة بذلك، فكل ممنوع مرغوب، فلنُزل هذه الرغبة بإتاحته لهم وهكذا نوفر لأبنائنا شخصية متوازنة مرحة بشوشة، الخ..
وحتى لا تظن بعض الأخوات أن هذا مخصوص بأصحاب الحالة المادية الميسرة، هناك من يبيعون ثيابا سبق استعمالها يكون ثمنها رخيصا، تجدين ثيابا نقية وشبه جديدة، تأخذينها وتغسلينها وتهدينها لابنتك، والمكياج أيضا هناك مكياج رخيص (ما أنصحك به فقط هو أن تبتعدي عن أقلام العينين الرخيصة وكريم أساس الوجه الرخيص، لأنه قد يضر عينيك وبشرتك، أما الباقي ف لابأس لا يضر بإذن الله حتى وإن كان رخيصا)، والأحذية كذلك.. كل شيء منه الغالي ومنه الرخيص، عليك فقط أن تجيدي التنسيق وتتعلمي كيفية صُنع أشياء جميلة مِمَّا هو بسيط، وإن لم تكوني تُجيدين ذلك، هناك صفحات على اليوتوب والانستغرام يعلمونك ذلك ^^ فلا حجة لك بعد هذا. (والحديث هنا يشمل الأمهات اللاتي يردن التزين في بيوتهن أيضا.)
وفقك الله.
منقول