أنت [ لوحدك ]
علمتني الحياة التواضع
أن الشمس لا تشرق لأجلي
وأنني لست مركز الكون
وأنني [ لوحدي ]
كأي أنثى
كانت لي أحلامي الصغيرة
وكان لي زوج ، وأبناء ، وأهل ، وأحباب
وكانت لي قضية
قضية لم يأتي دورها أبدا
لكن بعد أن نفذ صبري استجمعت شجاعتي
جلست أمامهم بثقة ، و جليت حنجرتي استعدادا
عندما نظرت إليهم ، نظروا إلي بتعجب
سرت الهمسات من بينهم سريعا
" ستتحدث ! فيم ستتحدث ؟ "
لم ينظروا إلي بالاحترام والتقدير الذي أستحقه
لم يصفقوا لي ، لم يرحبوا بي
كنت أشعر بالخذلان ، لكني بدأت حديثي
سيتغير موقفهم بعد أن يسمعوا قضيتي النبيلة
تحدثت ، وياليتني لم أفعل
تفرقت منذ ذلك اليوم الجموع الغفيرة
منذ ذلك اليوم بقيت [ وحدي ]
أخبرني زوجي أن أصمت
فكلامي يصيبه بالصداع
وطفلي أمرني أن أصمت
وأن أعد له طبق حلواه المفضل
أما عائلتي فأخبروني أن أصمت
وأن أعود إلى صوابي ولا أشمت بهم الأعداء
صديقاتي أخبرنني أن أصمت أيضا
فالصمت يجعلني جميلة في عيني زوجي
وكان لي آخرون أعول عليهم ، لكن مشغولون
أخبروني كل بطريقة مختلفة
أن قضيتي ليست قضيته
كنت في حلم طويل
والآن استيقظت منه
الواقع مظلم
وموحش
لكل حالمة أقول
جربي أن تبدئي بقول أي شيء
عدا " حاضر " و " نعم "
جربي مثلا " أنا أريد "
أو " لا أريد "
أو " أحلم "
الواقع مظلم
ولكن ...
هناك نور الله
يبدد كل ظلمة
ويؤنس كل وحشة
ويهدي به من يشاء
لكل حالمة أقول
قد يأتي يوم تنفض به الجموع
فلا تغرنك كثرتها
أنت [ لوحدك ]
انظري إليهم كهدية
تقبليهم بشكر
اعتني بهم باهتمام
أحبيهم بصدق
لكن لا تعولي عليهم
وعلقي قلبك بمانح الهدايا والعطايا
لا بالهدية
ففي لحظة قد يتغير حال الهدية
قد تبلى
أو تنكسر
أو يأخذها منك أحد
قضيتك ليست قضيتهم
قضيتك قضيتك
فدافعي عنها إن شئت
أو تخلي عنها إن شئت
ولا تنسي
أنت لست مركز الكون
ولا تشرق الشمس لأجلك
تواضعي ، فالتواضع تاج الملكات
واذكري
أنت [ لست ] لوحدك
فأن لك ربا لم و لن يخذلك
يكفي أن تشدي الرحال إليه
فينقلب كل حزن لسرور
وكل خوف لأمن
وكل حلم لواقع
فهلا فعلت ؟
لأجلك
ولأجل قضيتك
اسم الموضوع : أنت [ لوحدك ]
|
المصدر : أنـــــــتِ