أفكاري الوسواسية لا مرحبا بك ...قد آن الأوان

[راجيه الرضا]

حواري مع أفكاري الوسواسية...

كيف سمحت لكِ بالدخول إلى رأسي
أتيت فكرة بسيطة بريئة تآلفت معكِ وانجذبت إليكِ، وبدأت حينها تكبرين شيئا فشيئا "حتى أصبحتِ كابوسا" لا يخضع للسيطرة...

دخلتِ قناعاتي ومعتقداتي وهاجمتِ مقدّساتي
تجذرتِ داخل عقلي وبدأَت تتفرع عنك المزيد والمزيد من الأفكار...

كلما ابحرت بكِ غرقت في بحور الشك والريبة واليأس والهم واصبحت ادور بحلقة مفرغة لاتنتهي من الالم والمعاناه

كيف السبيل لأتخلص منك !!

أتجاهلكِ فتستمرين بالإلحاح والإصرار لأعود وأفكر بك وأيُّما قلق وتوتر ينتابني عندما أستمر بالتجاهل يضعفني فاستسلم...

وأيُّما راحة وهدوء ينتابني عندما أصغي اليك وأترك لك العنان لتحلّقي بمخيلتي...

أحب تلك الراحة وأحب أن أشعر بالأمان لكن سرعان ماينتهي عند انشغالي بأفعال ترضيك ويصعب علي مقاومتها فاكرر واكرر الى حد الانهاك منها ...

لا أريد الراحه ..ولا أريد التعب.. فقط ارحلي واتركيني
أريد فقط أن أعود إلى سابق عهدي
أركز بعملي فأستمتع بإنجازي

أمارس هواية المطالعه دون أن تظهري بين السطور
أريد العودة إلى أصدقائي الذين اعتزلتهم منذ أن سكنتِ عقلي
أريد الانشغال بأموري الخاصة دون الصراع معكِ

اتركيني وشأني فأنا فقط أبحث عن السّلام...

آه كم تعبت منكِ .. وكم غيرتِ لي حياتي ..

آن الآوان لأبدأ بالسيطرة عليكِ ولأمسك بيدي زمام الأمور
آن الآوان لأتحكم بك وأعيدك الى حجمك البسيط دون مبالغه وتضخيم

نعم سأبدأ معركتي الداخلية المؤلمة لأستعيد قدراتي وأنتصر على نفسي وأواجهك بدل الهروب منك

لأتعلم طرق العلاج التي تعيدكِ الى حيز الوعي والمنطق وتساعدني على حل الصراع اللامتناهي

أتعلم ان أراقبك وأمسك أطرافك وأقيدك
ألّا أصغي إليك وان أبث في نفسي الهدوء الذاتي الذي اهزم به التوتر والقلق والخوف منك
أدرك طرق مواجهتك وتأثيرك عليّ وما تلحقينه بي من ضرر نفسي وجسدي

قد آن الآوان لأستغل طاقتي الذاتيّة بالعمل والانتاج بدلا من استنزافكِ لها
لأغيّر نمط حياتي إلى نمط صحي وأعيد لذاتي وجودها وقيمتها وحبي لها

آن الآوان لأقول كفى... ومرحبا بالعلاج ... وأهلا" بالسلام

الاختصاصية النفسية رغد زنتوت
#بصيرة_للاستشارات_التربوية_والنفسية