أريد أن أعيش في جلباب صباي

احصائياتى
الردود
1
المشاهدات
199

راجيه الرضا

مراقبة و متميزة أقسام نسوة
معلومات راجيه الرضا
إنضم
18 فبراير 2017
المشاركات
14,538
مستوى التفاعل
9,650
النقاط
113
أريد أن أعيش في جلباب صباي
أريد أن أعيش في جلباب صباي

19-2.gif
جيل رقائق الثلج، هكذا اصطُلح على الجيل الجديد، وجاءت هذه التسمية كما أشار د. إسماعيل عرفة في كتابه الهشاشة النفسية لسببين اثنين:


الأول: أن رقائق الثلج هشة جدًّا، وسريعة الانكسار، لا تتحمل أي ضغط عليها بأي شكل من الأشكال، إذا تعرض هيكلها الضعيف لأدنى لمسة خارجية له ستجعله يتفكك وينكسر بالكامل. وهكذا هو جيل رقائق الثلج هشٌّ نفسيًّا، وتركيبته النفسية خالية من أي هيكل صلب يقويها ويدعمها ويساعدها في مواجهة مشاق الحياة.

أما السبب الثاني فهو شعور كل فرد من هذا الجيل بالتفرّد، فالنظرية العلمية السائدة تقول إن رقائق الثلج لها هياكل فريدة، ولا يمكننا أن نجد رقيقتين متشابهتين أبدًا. [الهشاشة النفسية، إسماعيل عرفة]

19-2.gif

وهكذا نجد أن الفتاة أو الشاب الذي يسير بيننا اليوم، ما هو إلا طفل-على أفضل تقدير- في تصوراته وفقهه لحقيقة الأشياء وطبائع الأمور، وكأنه ما زال يقبع في جلباب صباه، تعرّيه الضغوطات مهما صغرت أو كبرت، عظمت أو تفهت، كفراق حبيبة أو قدوم امتحانات مدرسية أو جامعية، أو وفاة أحد الأقارب، وتنمّر بعض الأصحاب… وغيرها كثيرٌ من المحطات الحتمية في حياة كل فرد.

لقد غدا التباين واضحًا بين مواجهة شباب اليوم للمصاعب، ونظرتهم لها من زاوية قاتمة ومعتمة، تودي بهم أخيرًا إلى عدم القدرة على الصبر والاحتمال، وبين جيل آبائنا وقدرتهم الهائلة على الصبر والتجلّد أمام مشاقّ الحياة.

بل إن تصوير الأشياء البسيطة وتوصيفها اختلف بين اليوم والأمس، وهذا ما يظهر جليا فيما حدث للكاتبة البريطانية كلير فوكس مع ابنتها، حيث إنها بينما كانت تقوم ببعض الأعمال المنزلية، فوجئت بدخول ابنتها منهارة وغارقة في دموعها، فسألتها الأم عن هذا البكاء الشديد! فقالت: “لقد تعرضتُ للتنمّر”، ومن الطبيعي أن الأمّ ظنت أن ابنتها قد ضُرِبت، أو استحوذ أحدهم على مصروفها اليومي، أو أن هناك من أرغمها على التمرغ في الوحل!

لكن الحقيقة أنها لم تتعرض لشيء البتّة من ذلك، فغاية ما في الأمر أن صديقاتها قد ذهبوا إلى السينما دون إخبارها. [الهشاشة النفسية، إسماعيل عرفة]

إن هذه الرؤية الهشة -الآيلة للسقوط- هي التي مهدت السبل أمام هذا الجيل لرفض النضج، وتولي مسؤوليات مرحلة الرشد، وكأن لسان حالهم: لا أريد أن أكبر، أريد أن أعيش في جلباب صباي ومراهقتي!


يتبع في جزء منفصل

من مقال الشباب بين التكاليف ووهم المراهقة

كوثر الفراوي



 

من نحن ؟؟

موقع نسوة : هي شبكه عربيه تهتم بكل ما يخص المرآه وحياتها اليوميه يعمل منذ سنوات لمساعدة والمساهمه في انجاح كافة الامور الحياتيه للمرآه العربيه