في عمق الغابة
المظلمة ، والباردة
يرهقني طول الطريق
فأتوقف ،،
أسترخي لدقائق
يغريني النعاس
بالاستغراق بالنوم
فوراً ، هكذا
دون اهتمام
بإشعال النّار
تحضير عشاء
ومن يهتم ؟
فغداً ،
يوم آخر ،،
تتشابه الأيام
تختلط
الشهور
و الفصول
بعضها ببعض
أغيب عن كل شيء
سواه ،،
هدفي ..
لكن ،،
بينما أغمض عيني
يثير انتباهي
الأصوات المألوفة
المحببة إلى قلبي
مالذي يفعلونه هنا ؟!
أشعر بالحياة
تدب في روحي
والابتسامة
تشق طريقها
لملامحي المتصلبة
بينما ينظرون
إليّ بصدمة
تعلو أصواتهم
بغضب
يعاتبونني
لإهمالي لنفسي
والانطلاق بلا توقف
لا أتوقف عن الابتسام
فرحاً لرؤيتهم
عتابهم
وحتى غضبهم
له وقع مهدئ
على قلبي
وبعدها
بدأت أبكي
بشدة
أشعر بألم البرد
في عظامي
والجوع الذي ينهشني
وكأن رؤيتهم
أعاد إليّ
شعوري
بإنسانيتي
وأخرجني
من الحياة
كروح هائمة
على وجه الأرض
تحضر كل آلامي
واحدة بعد أخرى
وكأنّ رؤيتهم
منحها شعوراً بالأمان
لتتنفس ..
وتشكيني إليهم ..
يشعل أحبتي
النّار ..
يحضرون العشاء
يقدمونه لي دافئاً
بينما يغمرونني
بحبهم
كما لم يفعل
أحدٌ من قبل
ينصتون إليّ
كما لم ينصت
أحدٌ من قبل
يداوون جراحي
برفق ، واهتمام
كما لم يفعل أحدٌ
من قبل
أتقبل كل ذلك بشكر
ممزوج بدموع الامتنان
هل يعلمون ماذا يعني لي
كل هذا ؟!
هل يعلمون ؟؟
فروحي طابت
في هذه اللحظات
قلبي تحرر من الألم
أو
هكذا ظننت ..
تشرق الشّمس
ويطالبني أحبتي
بالعودة ..
للمنزل
لعالمنا
التحلي بالصّبر
التفاؤل بغد أفضل
فمن يدري ،،
لعل الفرج قريب
طالبوني ، بلطف
والرّجاء بأعينهم
لكن كان لكلماتهم
وقعاً مزلزلاً
جعلني أستيقظ
من فوري
لا أفهم ،،
مالذي حدث للتو؟!
هل كانت ليلة الأمس
حلماً .. ؟
لا أستوعب
قطعهم للبحار
والمحيطات
وشقّ الغابات
ليأتوا إليّ
ويسلمونني
هدية بهذا القدر
ثم …
يسترجعونها
هكذا .. بكل بساطة
بتّ أتساءل
من أشدّ قسوة الآن ؟!
هم ، أم الآخرين ؟؟
أتحامل
على نفسي
أجمع أشيائي
القليلة ،، المبعثرة
أخبرهم ؛
هذا عالمي
ومنزلي
أودعهم
بنظرة صمت
وأمضي ،،
أحبّكم
ولكن ..
لا