الجزء الثاني
[FONT='Times New Roman','serif']؟! و في إجازة آخر الأسبوع كانت لدي بعض الأعمال التي يجب أن أنجزها فأعطيتها أوراقا و أقلاما و طلبت منها أن ترسم أي شئ يخطر ببالها و أني سأعود بعد قليل لأشاهد ما رسمته سأقدم لها مكافأة.. في البداية كانت تجلس هادئة ترسم بكل وداعة، و فجأة أرى يدها قد تسارعت على الورق و بدأت الأوراق تتمزق و تنفصل عن بعضها و إذا بها تصرخ باكية و كأنها تذكرت شيئا مؤلما.. أسرعت إليها .. جاردينيا يا زهرتي ما بك؟! لم ترد كالعادةعلي.. هدأتها و أخذت أرتب على كتفها حتى نامت.. أخذت أنظر إلى ما كان مرسوما على الورق فلم أستطع تفسير ما رسمت.. ظننت أن سبب غضبها هو أني تركتها بمفردها.. أنهيت عملي و خلدت إلى النوم و بينما نحن نائمين إذا بي أسمعها تصرخ و تنادي " داليا، جوليا" ففزعت من النوم و أخذت أوقظها قائلة : "جاردينيا انت تتكلمين" استيقظت جاردينيا و بالفعل كانت تتكلم ، كانت تردد اسما داليا و جوليا و كانت الدموع تنهمر من عينيها.. كانت سعادتي بسماع صوتها تمنعني من العودة الى النوم ثانية.. كان يتردد في أذني كتغريد بلبل أو لحن موسيقي عذب.. غادرت الفراش و ذهبت الى غرفة الجلوس و جلست أفكر بما حدث.. الآن و قد تكلمت جاردينيا هل أسألها عن قصتها هل بإمكانها إخباري هل أستطيع أن أسألها من هما داليا و جوليا أم أنها ستلزم الصمت ثانية ولو تكلمت فلابد أني سأعيدها إلى أهلها و لكني لا أستطيع التخلي عنها فكفاني أن تخليت عن طفلتي مسبقا و فرطت فيها.. طغى علي حينها إحساس الأنانية.فكرت في نفسي فقط ولم أفكر في جاردينيا التي تحن إلى أسرتها وبيتها..و جاء الصباح .. وعطرت بدايته بتحية منها رددتها و كانت سعادتي لا توصف بسماع صوت طفلتي تتكلم.. مرت الأيام و لم نشعر بها مرت ثلاث أعوام ونصف العام و كبرت جاردينيا وأصبحت فتية في عمر الزهورو في أحد الأيام أفاجأ بأن رئيسي في العمل يطلبني خصيصا..كان طلبا مفاجأ فمند أن عملت في دلك المكتب لم يستدعني ولا مره.. حملت نفسي إلى مكتبه وطرقت الباب ثم دخلت.. ألقيت التحية فطلب مني الجلوس ريثما ينتهي من مكالمة كان يجريها.. أقفل السماعة ثم بدأ في الحديث. كانت مقدمته طويلة مما جعلني أشعر بالتوتر أكثر وفي النهاية أخبرني بأنه لابد لي من الانتقال إلى بلدة أخرى خلال أسبوع أو اثنين على الاكثر و دلك لحصول عجز في أحد المكاتب هناك. خرجت من مكتبه وأخدت أفكر فرأيت أنها فكرة لا بأس بها فعلى الأقل سيطرأ بعض التغيير على الروتين الدي اعتدنا عليه.. وبالفعل ما اكتمل منتصف الأسبوع الثاني إلا كنت و جاردينيا قد انتقلنا إلى منزلنا الجديد في البلدة الأخرى وكدلك انتقل معنا ملفها الدراسي..وفي صباح اليوم التالي استيقظ كل منا إلى عمله.. خرجنا سويا من البيت وأخدنا نمشي عبرالطرقات..كانت بلدة هادئة أهلها سمحون طيبون جدا.. كانت التحيات تلقى علينا من على جنبات الطريق فكنا نردها مستبشرين بالأيام التي سنقضيها ههنا.. مر شهران على انتقالنا كانت أياما كلها هادئة جميلة إلى أن حدث مالم يكن متوقع أن يحدث.. في أحد الأيام و بينما كنا عائدين من عملي وجاردينيا من مدرستها إدا بنا نرى جمعا من الناس قد احتشد و سيارات الشرطة و اسعاف و رجال تحقيق.. فطلبت جاردينيا أن تلقي نظرة إلى ما اجتمع كل هؤلاء عليه، و إدا بجاردينيا تصرخ قائلة "داليا" و تسقط على الأرض مغشيا عليها.. دوى صدى هده الصرخة للمرة الثانية في دهني فأسرعت متجهة إلى جاردينيا و ساعدني رجال الشرطة في إفاقتها و حينما أفاقت أخدت تبكي و تصيح " إنها داليا" قلت لها و ما أدراك إن كانت هي أم لا فأنت لا ترين وجهها ". لقد كان جسد الشابة متدل من نافدة المنزل أما رأسها فقد كان داخل المنزل كاملا و كانت النافدة مغلقة على عنقها. كان منظرا محزنا جدا لاأستطيع أن أمحوه من داكرتي أبدا- ردت جاردينيا على سؤالي مشيرة إلى وشم قد حفر على نحرها و كان نفس الوشم قد حفر أيضاعلى نحر تلك الشابة المعلقة في النافدة. أرسلت جاردينيا إلى المنزل و دهبت إلى أحد المحققين أستفسر عن ما حدث بالضبط فأخبرني أنه كما يبدو أنه حادث حيث أن النافدة كانت متصلة بأرضية االحجرة و كانت الأرضية مبللة بالماء و الصابون فعلى ما يبدو أن داليا كانت تقوم بالتنظيف حينما انزلقت قدمها لتهوي من النافدة و لكنها أغلقت على عنقها عندما تحرك مركازها من محله. و أغلقت ملفات القضية و أغلقت كل دفاترها و بدأ التحضير للجنازة[/FONT]