سؤال جميل سألته أخت عوزة تربي ولادها تربية ترضي الله
ازاي الملتزمين عارفين ان ده طريق الحق و ازاي الوالدين علموا عيالهم طريق القران و العيال حواليهم بيلعبوا و ازاي ربوهم على عدم الاختلاط و افراحهم اسلامية الخ
سؤالك أثار ذكرياتي
احب اقول لك نبذة بسيطة عن حياة أسرتنا
احنا اتربينا فبيت عادي
ماما زي معظم بنات جيلها ماكنش فيه حجاب
ماما لبست الحجاب بعد الزواج
و بابا تدينه عادي جدا بس رفض التحاق ماما بشغل مختلط و رفض اختلاطها بأي رجال من العايلتين
و لا حتى اعمامي الكبار اللي هو اد اولادهم
في حين ان عيلته عيلة زي اي عيلة مش ملتزمين ابدا
بس هو بالفطرة كره ده
فكبرنا زي أمنا و علمتنا ليه شرعنا بيحرم الاختلاط فطلعنا نكره الاختلاط و نسلم على الرجال من خارج الغرفة بدون دخول و لا اختلاط
بابا طول عمره مشغول في شغله ليل و نهار فكل عبء التربية فعليا كان على ماما
و عمرها ماحسستنا بده
كل شيء نطلبه منها تقول لنا لازم أبوكم يوافق الأول
رأيي بعد رأي أبوكم
و اللي هو مش هتخالفه بس اهه ???
بقول الكلام ده عشان فعلا للأسف اختياريا أو إجباريا أغلب الأسر الآن دور الأب غايب أو مغيب مفقود أو غير محسوس
و نتذكر الأئمة العظام كان فيهم كتير يتامى الأب و قامت الأم بالدور كله منهم الإمام أحمد بن حنبل و الشافعي
كمان أثر المسجد رائع بس للأسف ما كانش خيار متاح في حياتنا
زي حياة ناس كتير الآن عشان بس ما حدش يقول صعب التربية من غير مسجد
أمي الله يجازيها عنا قامت بكل الأدوار
ماما و جدتي كان شعارهم مالك مربي قول من ربي
ماما في كل خطوة بتتبرأ من حولها و قوتها و تستعين بالله في تربيتنا
ماما بعد الزواج واحدة واحدة بفطرتها النقية بدأت تقرا كتب دينية و تسمع شرايط دروس و تلتزم بالقرآن
ماما ربتنا بالآية و الحديث و على تقوى الله في السر و العلن
أمي ربت جوانا مراقبة الله
ربتنا على تنمية الفطرة الأخلاقية جوانا و استدعائها عند كل فعل بترديد الإثم ماحاك في صدرك و خشيت أن يطلع الناس عليه
كانت بتشجعنا نحفظ قرآن و نقرأ كتب
كانت عاملة لنا جوايز على القراءة و تلخيص اللي قريناه
و ماكانتش بتقعد معانا لما نقعد مع بابا نتفرج على تليفزيون و واحدة واحدة باللين و بالموعظة الحسنة كلنا بطلنا بفضل الله
ماكنتش ترضى تلبسنا عريان ولا ملزق حتى واحنا اطفال و كله بالتذكير بقول الله و رسوله ﷺ و بفضل الحياء
الخروج لازم يكون محسوب هتخرجوا فين هل أمان هل فيه معاكسات
كله بالتفاهم و الاقناع
و كانت بتاخدنا و نخرج و بنشوف الصح والغلط
و رغم ماكان يصدر مننا احيانا من تبرم و جدال من داخلنا عارفين انها لو منعتنا بيبقى عشان تحمي قلبنا
يعني فمرة ألحيت عليها اني اخرج انا و صديقاتي اول يوم العيد
و هي كان دايما ترفض
لان الشوارع زحمة و المعاكسات و الخ الخ
قلت لها احنا لبسنا كذا و شكلنا كذا و مش وش معاكسات
المهم
مع اول بمبة اتفرقعت تحت رجلنا رجعنا علي اقرب بيت واحدة فينا و حرمنا نحط نفسنا في مواقف بايخة في مواضع شبهات
ماما طول الوقت تذكرنا بالله في كل عمل و نفس و بالجنة و النار و خواتيم الاعمال الخ
يعني
ياماما عوزة اعمل كذا
طيب لو متتي في الكذا ده هيختم لك بإيه؟؟؟
كانت نعم القدوة العملية الصالحة
اي ما تسمع الأذان تنادي فينا يالا قوموا أحب الأعمال عند الله الصلاة في وقتها
ربتنا على أن السنن نحافظ عليها و أذكارنا
مازالت بتتفقدنا إلى الآن
عاملة إيه مع القرآن
حالك إيه مع أذكارك
لو سمعت لفظ اصلا مش وحش بس بعرفها بيئة شوية تنصحنا المسلم ليس بلعان و لا طعان و لا فاحش و لا بذيء
و لو فعل كده و لا كده
ايه ده
حسن الخلق أثقل شيء في الميزان
ماما طول عمرهابتضن بوقتها
أي فعل توزنه في ميزان الشرع و ايه اللي هيعود عليها من حسنات لأخرتها
مش همها الدنيا و اكل و شرب و خلاص
يعني مثلا
ايام رمضان كانت اقل اكل وشرب وحلويات ليه؟؟؟
عشان الوقت قصير و الاجر كبير و المحروم اللي يستبدل أجر القرآن في حلويات و خبز و عجن خلاص عملنا الأكل الأساسي و مشروب كمان و خدنا أجره
طبعا الكحك ده رغم ان بعد العيد ما ينفتلش كحك بس كان بينفتل و نفع و اتعمل عادي
لما كبرنا شوية كنا في اخر ابتدائي و اول اعدادي
ياماما عوزين اعملوا انتوا
و تاخد مصحفها و تطلع فوق السطح تقرا قرآن
و تدينا قبل طلوعها ورقة المكونات و الطريقة
ماكنش فيه يوتيوب يورينا
ياماما هنبوظه
بوظوا و اتعلموا في بيت ابوكم
كبرنا نعرف نعمل كل شيء
و حاليا لما العيال بيطلبوا مني بديهم الموبايل يشوفوا فيديو و يسيبوني فحالي ???
و اتذكر أمي و ادعي لها
بالنسبة للخروج والفسح كان شعار أمي وليسعك بيتك
كان البيت جنتنا
وجهتنا نلعب و نتعلم اشغال يدوية ناخد دورات خط
علمتنا الخياطة
علمتنا الطبيخ
حببتنا في القراءة
الكبير مسئول عن الأصغر منه في بعض الأمور احنا كنا ٦ فلازم المسئوليات تتوزع
و ده نمى فينا حس المسئولية و الجدية
احنا كنا فبيت عايلة
فمن واجباتنا نشوف جدتنا عاوزة ايه
و نساعدها
ده حقها علينا
و كمان كنا بنشارك في رعاية اولاد خالتي و خالي
بالتفاهم و التأصيل الشرعي بذكر الآيات و الأحاديث اللي اديتنا كتب قريناها فلازم تطبيق عملي
فمكناش غالبا بنتضرر و لا نتأفف من المسئوليات دي كنا زي ما علمتنا بنحتسب الأجر
و لما نتبرم احيانا تذكرنا بإن الثواب على قدر المشقة
و عمل الخير بيتعب عشان كده أجره عظيم
كانت دايما بتحاول تزرع فين القلب السليم اللي مهما اتعمل فيه لا يغل و لا يحقد
و ان اللي يضايقنا او يجحد حقنا او ينكر فضلنا تردد اطال الله في عمرها ادفع بالتي هي أحسن
رغم تعب و مشاكل كتير حصلت من الدفع بالتي هي أحسن بس الله أخلف علينا و ما حرمنا الأجر و الجبر
و عرفنا انها كانت صح و نتذكرها و ندعي لها
لدرجة مرة الله يغفر لي قلت لها يا ماما أنت طلعتينا نتغاضى و نتسامح لما الناس جارت علينا و ظلمتنا يا ريتك علمتينا ناخد حقنا
ماما بكت ???
و لحد الآن بلوم نفسي إن كنت السبب في دموعها دي ???
ماما ماكنتش بتسيبنا فاضيين ??? لازم تشوف شغلانة نشتغلها لأن نعمتان مغبون فيهما الصحة و الفراغ
كان وقتنا مشغول على الآخر بحاجات نافعة
ماما علمتنا ان قعدتنا في بيتنا بصحة و بأمان عندنا قوت يومنا دي غاية النعم و واجب عليها الشكر و عمرنا ما هنقدر نوفيها حقها من الشكر
ففعلا كبرنا الخروج ده لقضاء المصالح في المقام الأول
لما كنا نزور خالتي اللي في الأسكندرية كنا من نوصل لما نروح مانخرجش من بيتها حتى نادرا ماكنا ننزل أسواق نشتري شيء
اذكر مرة طلبنا منها نروح البحر
راحت معانا
و السيارة اللي وديتنا هترجع لنا في وقت محدد
مش هينفع نرجع لوحدنا
اول ما وصلنا و شافت رجال بمايوهات فضلت تعيط تعيط تعااااايط نسكت فيها أبدااااا
ازاي هتقعد في المكان ده ساعتين لحد ما السيارة ترجع لنا
مشينا لآخر مكان ممكن يكون اخف زحمة و ادت ظهرها للبحر
و مسكت مصحفها
و فضلت تقرا و تعيط
ووصتنا بغض البصر
اتحفر في قلبنا و ذهننا معاني كتير لا يمكن نعدها
و عمرنا ما طلبنا - طواعية و عن اقتناع - بالمرواح للبحر
حتى لما كبرت و تزوجت عمري ما طلبت اروح مصيف و لا اطيق منظره أساسا
و أسعد أوقات حياتي لما يسيبوني مع كتبي و قهوتي ساعة روقان لوحدي
و عن نقطة الافراح المختلطة اللي بموسيقى و أغاني انا مش بروحها بزور بعد الفرح و اهادي و اجامل و مر عادي كل المرات ماعدا مرة حصلت مشكلة كبيييييييرة بس ايه يعني
في سبيل الله
و الله اخلف علي بعدها بأمر ماكنت اتخيل انه يحصل
كل طاعة صعبة الله بيعظم الاجر يا جماعة الله كريم
حاليا
بحاول امشي على نهج أمي
مع كتير من التعديلات وفقا لمتغيرات عصرنا
يعني
لما رُزِقت بأول اولادي عبدالله و كان طبعه صعب و فرط حركة فكان من العلاج اني اخرجه يوميا بعد ما أرجع من شغل رغم كرهي للخروج
لدرجة جه وقت اروح بيه جنينة الحيوانات ٥-٦ مرات أسبوعيا
ماما قالت لي ابنك ده علمك الدُوارة ?
مع البنات احتياجهم للخروج أقل بنحاول نخرجهم مرتين اسبوعيا على الأقل
و بحاول زي امي أعمل لهم جو في البيت
نعمل حفلة شاي شبه يوميا
نلعب
نقرا
نتفرج مع بعض على وثائقيات
او كارتون اسلامي
و لو طلبوا و الحوا على كارتون مش اسلامي بتفرج معاهم و ابين لهم الغلطات اللي فيه و اكرههم في المعاصي و احببهم في الطاعات بحيث اربي فيهم ده فيبغضوا ما يبغضه الله و يحبوا ما يحبه
من كان صغرهم بدأت معاهم علىم شرعية منهج تفسير و حديث و سيرة و عقيدة و أخلاق و آداب
ده غير القرآن اللي من أول مابدأوا ينطقوا
بنشجعهم على الحفظ و القراءة
و عاملين لهم جوايز مادية و معنوية
كل واحد عليه واجبات نحو الكل زي ما له حقوق
المشاركة في المسئوليات مش خيار متاح ده واجب
بنشجعهم يدخلوا الدورات الشرعية عبر الانترنت لان للأسف دور المساجد معطل
احنا مش ملايكة زي ما كنا بنتزمر و نقاوم و نجادل مع امي ليه ؟ و اشمعنى احنا ؟ قرايبنا اهه؟ اصحابنا اهه؟ اهاليهم بيسمحوالهم اهه؟
اولادي بيعملوا
و فعلا احنا كاننا بنحارب
لان كل ماحولنا بيدعوا للانفلات لتقديم الدنيا على الآخرة
فزي ما أمنا كانت بتقول لنا بنقول لهم
الآخرة خير و أبقى
كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيتها الله هيحاسبنا عليكم انتم مسئوليتنا
ترضوا نتعاقب في النار عشان ضيعناكم و سمحنالكم بالمتع الدنيوية ؟!!!
الجنة حفت بالمكاره
و النار حفت بالشهوات
كل واحد معلق من عرقوبه ( و كلهم آتيه يوم القيامة فردا)
اتقوا الله يا أولاد
بنحاول نبقى فضهر عيالنا لإن احنا دقنا الاستهزاء و السخرية من السفهاء
بنحاول ندعمهم و إنهم على الحق و العاقبة للمتقين
و اللي يسخر يسخر
يوم القيامة هيكون الفصل بيننا
بنعرفهم ليه احنا اختارنا الفعل ده بالآيات و الأحاديث نسمع درس نقرا كتاب
و نحتسب الأجر لو السفهاء سخروا و استهزأوا
ده نبينا ﷺ سيد الخلق ما سلم من الاستهزاء
مهما كان الطريق صعب
دي رحلة مهما طالت
عما قليل هتحط الرحال بينا لدار الخلود
جنة او نار
فكل واحد يختار
الخلاصة
احنا اتربينا
بالله و لله
#دشيمامشرف
